عمان – رويترز >>> قال نشطاء ان عشرات المدرعات ومئات الجنود السوريين اقتحموا بلدات وقرى قرب الحدود الشمالية الغربية مع تركيا يوم الاربعاء في تصعيد لحملة الرئيس بشار الاسد لسحق الاحتجاجات الشعبية وتعقب المنشقين عن صفوف الجيش. وأضافوا أن قوات الامن ومسلحين موالين للاسد أطلقوا نيران المدافع الرشاشة بشكل عشوائي أثناء اجتياحهم ما لا يقل عن عشر قرى وبلدات في جبل الزاوية انطلافا من طريق سريع قريب بعد سد مداخل المنطقة وقطع الاتصالات عنها.
وقال نشط محلي "سقط قتلى وجرحى لكن لا توجد وسيلة حتى الآن لتأكيد الأعداد لان الاتصال صعب." ويتعرض الاسد لانتقادات غربية وتصريحات تركية شديدة اللهجة لكنه لا يواجه اي تحرك في مجلس الامن الدولي بشأن الحملة العسكرية العنيفة الرامية لوقف الاحتجاجات الشعبية التي بدأت قبل نحو ستة أشهر وتطالب بالحريات السياسية وإنهاء حكم أسرته المطلق.
وساعد دعم روسيا والصين اللتين تملكان امتيازات نفطية في سوريا وترغبان في الحد من انتشار النفوذ الغربي في الشرق الاوسط في إحباط مسعى قاده الغرب لاستصدار قرار من الامم المتحدة لفرض عقوبات على الاسد والنخبة الحاكمة.
وتتحدث جماعات حقوقية دولية ودبلوماسيون عرب وغربيون ونشطاء محليون عن زيادة كبيرة في حالات الاعتقال الجماعي في الأسبوعين الأخيرين وشملت اعتقال محتجين مصابين من المستشفيات ومزيد من حوادث اغتيال زعماء الاحتجاجات فضلا عن تقارير عن تعرض مزيد من النشطاء للتعذيب حتى الموت في السجون.
وكان أحدث النشطاء الذين لاقوا حتفهم بالسجون غياث مطر (25 عاما) الذي قالت واشنطن ان السلطات قتلته بسبب "التزامه الشجاع بالاحتجاج السلمي في مواجهة العنف الدنيء من جانب النظام". وتوجه السفير الامريكي روبرت فورد هذا الاسبوع برفقة نظيريه البريطاني والفرنسي الى ضاحية داريا في دمشق حيث قدموا التعازي في وفاة مطر. ونادرا ما تعلق السلطات السورية بشأن حوادث قتل محددة لكنها نفت من قبل أنباء التعذيب وقالت ان الاعتقالات لا تتم الا وفق الدستور.
وفي شمال غرب البلاد جاء الهجوم في جبل الزاوية عقب عملية واسعة في سهل الغاب وهو منطقة زراعية الى الجنوب منها تشهد احتجاجات متواترة وتعتبر خط إمدادات للمنشقين عن الجيش. وقال نشطاء ان ما لا يقل عن 26 من أهالي القرى قتلوا على أيدي القوات في الساعات الاثنتين والسبعين الماضية في سهل الغاب.
وأغلب المنشقين عن الجيش من الجنود السنة ويقدر عددهم بالمئات. ويقول نشطاء وسكان ان كثيرا من المنشقين الذين يفتقرون الى القيادة المنظمة والاسلحة يحاولون الفرار الى تركيا. وأبقت تركيا حدودها مع سوريا مفتوحة ولم تمنع الاف اللاجئين الذين عبروا اليها من الفرار من الهجمات المتصاعدة للجيش على عدة قرى وبلدات في شمال غرب البلاد.
وقال رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان يوم الثلاثاء انه لم يعد يصدق الاسد وكذلك الشعب السوري لم يعد يصدقه لانه لم ينفذ الاصلاحات. وقال اردوغان في كلمة ألقاها في القاهرة لعرض رؤية تركيا لمنطقة الشرق الاوسط "مع زيادة عدد القتلى المدنيين في سوريا نحن نرى ان الاصلاحات لم تتحقق ولم يتكلموا بصدق. لا يمكن ان نصدق هذا. والشعب السوري لا يصدق الاسد ولا أنا أصدقه. نحن ايضا لا نصدقه." وحثت تركيا الاسد مرارا على انهاء الحملة على المحتجين لكن اردوغان لم يصل الى حد مطالبة الاسد مباشرة بالتنحي مثلما فعلت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
وفرض الاتحاد الاوروبي حظرا لاستيراد النفط السوري وهو ما يحتمل أن يمنع عن الاسد موردا رئيسيا للسيولة.