دمشق(سوريا) – العربية نت >>> أعلن مجند منشق عن الجيش السوري أنه تلقى أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين, مؤكداً أنه شاهد عناصر إيرانية أثناء قيام الجيش بقمع التظاهرات في ريف دمشق.
ونقل موقع "العربية نت" الإلكتروني عن المجند "ع.ص" الذي كان يؤدي خدمته الإلزامية في إحدى قرى ريف دمشق قبل انشقاقه, قوله إنه تلقى أوامر, بالإضافة إلى نحو من 70 من زملائه, بإطلاق نار حي على المتظاهرين السلميين بمدينة التل في ريف دمشق في 27 أبريل الماضي, ما أدى إلى مقتل تسعة من أهالي المدينة برصاص الجيش, مشيراً إلى أنه اعتقل مع جنود آخرين لرفضهم إطلاق النار على المتظاهرين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى قلب دمشق.
وأضاف أن جثثا لعسكريين من الفرقة الرابعة عرضت عليه أثناء التحقيق, وهدده المحققون بنفس المصير في حال رفض الأوامر العسكرية, أو تحدث لأحد من زملائه بعد عودته إلى ثكنته العسكرية عما حدث معه بعد عشرة أيام من الاعتقال في أفرع الأمن السورية. وأكد المجند الذي كان يعيش في إحدى دول الخليج قبل عودته لسورية والشروع في تأدية الخدمة الإلزامية منذ منتصف ,2010 أنه تعرض لتعذيب نفسي شديد في المعتقل, بغرفة لا تتجاوز ثلاثة أمتار, جمعته مع نحو ثلاثين شخصاً.
وبشأن طريقة انشقاقه, أكد أنهم أُمروا بالوقوف على حواجز عسكرية مرة ثانية, بعد أيام من خروجه من فرع الأمن, ضمن مجموعة كبيرة من الأمن والجيش الذين تواجدوا بأسحة ثقيلة, عندما قرر بالاتفاق مع جنود آخرين, الفرار من مدينة التل, لافتاً إلى أن اشتباكاً مسلحاً جرى بين 30 عنصراً حاولوا الفرار من جهة, والأمن وعناصر أخرى من الجيش الذين أطلقوا عليهم النار من رشاشات ثقيلة من جهة ثانية, ما أدى إلى مقتل معظم الذين حاولوا الفرار, فيما نجا هو وأربعة من زملائه.
وأكد المجند, وهو من محافظة درعا, أنه كان برفقتهم قناصون إيرانيون, اعتلوا أسطح البنايات أثناء التحضير لمنع المتظاهرين من تجاوز الحواجز التي شكلوها, موضحاً أنه تعرف على الإيرانيين الذين كان معظمهم يرتدون اللباس الأسود, من طريقة تحدثهم العربية بشكل ركيك, مشدداً على أنه زار إيران مرتين ويستطيع أن يميز الإيرانيين من خلال احتكاكه بهم. ونوه إلى أن معظم مقاطع الفيديو التي تظهر عسكريين يقومون بتصفية متظاهرين, أو يعتدون عليهم بالضرب, هي لعناصر أمنية بلباس عسكري, وليست لعسكريين ممن يؤدون الخدمة الإلزامية, دون أن ينفي أن بعض عناصر الجيش قاموا بإطلاق النار على المتظاهرين, "للمتعة".
وأشار إلى أن "الكثير من الجنود كانوا يصورون زملاءهم أثناء الاقتحامات وقمع المظاهرات والتعذيب, قصد بيعها بأسعار تتراوح بين ألفي و10 آلاف ليرة سورية (40 و200 دولار), مؤكداً أن بعض الضباط على علم بما يجري, لافتاً إلى أنه "شعر أثناء تأديته للخدمة العسكرية خلال بداية الأحداث, أن الكثيرين من الضباط كانوا يميلون لتأييد الحراك الشعبي بطرق غير مباشرة, ويرفضون بشكل ضمني إشراك الجيش في قمع المظاهرات".