المنظمة الآثورية الديمقراطية تصدر بياناً بمناسبة يوم الشهيد الآشوري
آدو نيوز / ADO News
06.08.2022
لم يكد شعبنا السرياني الآشوري ينتهي من تضميد جراحه، وتجاوز المآسي التي خلّفتها جريمة الإبادة الجماعية (سيفو) التي ارتكبها الاتحاديون الأتراك عام 1915. تعرّض مرّة أخرى لمجزرة مروّعة بعد سنة فقط من تأسيس دولة العراق الحديث، نفذتها هذه المرة قوات نظامية عراقية بقيادة قائد المنطقة الشمالية العقيد المجرم بكر صدقي، الذي أمر قواته في السابع من آب عام 1933، بتدمير بلدة “سيميل” الآشورية المسالمة وإبادة كل من لجأ إليها من المدنيين من أبناء شعبنا، وذلك ردّاً على المطالب المشروعة لشعبنا في ضمان حقوقه في دولة العراق الجديد أسوة ببقية شركائه. وقضى جرّاء هذه المذبحة التي جرت تحت أنظار سلطات الانتداب البريطاني أكثر من خمسة آلاف ضحية من الشيوخ والأطفال والنساء. في واحدة من أبشع جرائم وإرهاب الدولة في التاريخ الحديث. والتي فتحت الطريق لهيمنة العسكر على الحياة السياسية وممارسة سياسات المذابح والتطهير العرقي والطائفي التي اتبعتها لاحقا الحكومات العراقية المتعاقبة، وطالت مختلف شرائح وفئات المجتمع الشعب العراقي.
إنّ الجرائم
التي تعرّض لها شعبنا في القرن الماضي، وصولاً إلى عمليات القتل والتهجير التي ارتكبتها قوى الإرهاب الظلامي في الخابور وسهل نينوى وغيرها في السنوات الأخيرة. إضافةً إلى معاناته من الظلم والاضطهاد والحرمان من الحقوق من قبل السلطات الديكتاتورية في العديد من دول المشرق. أدّت إلى إحداث تغيير ديمغرافي كبير في مناطق وجوده التاريخية، نتيجة للقتل والتهجير وممارسة سياسات التمييز ضده، كل هذا قاد إلى تقليص الوجود القومي لشعبنا بما يمثله من عمق وأصالة تاريخية إلى الحدود الدنيا في أوطانه، وكذلك تقليص الوجود المسيحي عموما بما يمثله هذا الوجود من غنى وثراء روحي وإنساني ، مما أفقد المنطقة واحدا من أعرق مكوناتها الحضارية.
رغم مرور حوالي قرنٍ على تأسيس الدول الحديثة في المشرق (سوريا، العراق، لبنان)، فإنّ هذه الدول فشلت في التحوّل إلى دولٍ حديثة قادرة على مواكبة العصر من حيث بناء نظمٍ ديمقراطية تقوم على حكم القانون، واحترام حقوق الإنسان، وضمان حقوق الأفراد والجماعات. وتعدُّ مجزرة سيميل وعشرات المجازر التي تلتها في العديد من دول المنطقة وطالت العديد من المكونات القومية والدينية فيها، إضافة إلى الحروب الأهلية التي اندلعت هنا وهناك، دليلاً على فشل هذه الدول وعجز نخبها السياسية عن اجتراح الحلول لأزماتها المستعصية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، بسبب إصرارها على إتّباع سياسات تقوم على الهيمنة والإقصاء والتسلّط والاحتكار، وإنكار حقيقة التنوّع فيها. وسوف تغرق هذه الدول وشعوبها أكثر فأكثر في دوّامة الفشل، ما لم تسارع النخب والقوى المسؤولة لوقف الانهيار الحاصل فيها، من خلال القطع الكامل مع المنظومة السياسية والفكرية التي قادت إلى هذا الانهيار وفي مقدمتها القطع مع ذهنية الاستبداد، والعمل على بناء نظمٍ ديم
قراطية حديثة ترتكز إلى قيم العدالة والحرية والمساواة والشراكة بين كافة مواطنيها.
في ذكرى سيميل التي أضحت عيداً لشهداء شعبنا، وانطلاقاً من الوفاء لأرواح الشهداء وتضحياتهم، فإنّ المنظمة الآثورية الديمقراطية تجدّد عهدها لأبناء شعبنا ووطننا على مواصلة نضالها القومي والوطني بالتعاون مع كافة أحزاب ومؤسسات شعبنا حتى بلوغ حقوقنا القومية المشروعة في وطن حر يحتضن جميع أبنائه بكرامة ودون تمييز .
المجد والخلود لشهداء شعبنا وشهداء سوريا
سوريا 6 آب 2022
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب التنفيذي