باريس(فرنسا) – وكالات >>> قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه يوم الجمعة إن فرنسا تضغط من أجل استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات على سوريا ويندد باستخدام العنف ضد المدنيين هناك. وأضاف أن فرنسا ستطور اتصالاتها بالمعارضة في سوريا. و
قال في مؤتمر سنوي للسفراء الفرنسيين في باريس "هدفنا هو الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي يندد باستخدام العنف ضد المدنيين ويضع نظاما للعقوبات". وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد حثت الاتحاد الأوروبي ودولا أخرى يوم الخميس على فرض مزيد من العقوبات على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد قائلة إن هناك حاجة إلى مزيد من الضغط لإجباره على التنحي استجابة لاحتجاجات شعبية مستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر.
خدام يرحب بموقف فرنسا
وقد رحب نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام بالموقف الفرنسي وقال لـ "راديو سوا": "الموقف الفرنسى موقف ممتاز وهى في طليعة الدول الغربية في دعم الشعب الشورى وبالتالي نأمل في المحصلة أن تصل الأمور عبر الاتصالات بين الدول إلى اتخاذ قرارات حاسمة تؤدى إلى حماية الشعب السوري والخلاص من هذا النظام." وعن ابرز القضايا التي يجب أن يثيرها المعارضون السوريون مع الحكومات الغربية التي تسعى لإقامة اتصالات معهم قال عبد الحليم خدام: "غالبية الناس تطالب بالتدخل والحماية ، حماية الشعب الشورى من القتل وتمكينه من تحقيق طموحاته كما حدث في ليبيا".
حظر استيراد النفط السوري
من ناحية أخرى، قال مسؤولون ودبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إن حكومات الاتحاد وافقت يوم الجمعة على حظر واردات النفط السوري في خطوة لتشديد الضغوط الاقتصادية على الرئيس بشار الأسد وحكومته. ويمثل الحظر النفطي خطوة مهمة بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي اتبع حتى الآن أسلوبا تصاعديا في العقوبات ضد الأسد في محاولة لإجباره على إنهاء حملته على محتجين مناهضين لحكمه. وشمل قرار يوم الجمعة كذلك توسيع قائمة الكيانات الخاضعة لحظر السفر وتجميد الأصول بإضافة سبعة أسماء جديدة منها أربعة أفراد. وقال مسؤول من الاتحاد الأوروبي لرويترز "تم الاتفاق على العقوبات… حظروا استيراد النفط الخام السوري … للاتحاد الأوروبي. وشملت العقوبات أربعة أفراد آخرين وثلاثة كيانات."
المظاهرات تجتاح المدن السورية
ومن أنباء الاحتجاجات، قال ناشطون سوريون إن تظاهرات خرجت اليوم الجمعة في عدد من المدن سورية رغم العنف الذي تواجه به السلطات المتظاهرين الذين أطلقوا على تحركهم اليوم اسم "جمعة الموت ولا المذلة". وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن مظاهرات حاشدة من قرى كفرنبودة وكرناز بريف حماة تجمعت أمام منزل المحامي العام عدنان بكور تأييدا له.
وكان مدعي عام مدينة حماة قد أعلن استقالته احتجاجا على أعمال القمع التي تنفذها السلطات السورية التي اعتبرت أن الاستقالة انتزعت منه تحت التهديد بعد اختطافه. وأضاف الاتحاد أن تظاهرة حاشدة انطلقت في مدينة عامودا شمال شرق تنادي بإسقاط النظام لافتا إلى أن المتظاهرين رفعوا لافتات تطالب روسيا وقف تصدير السلاح إلى النظام. وأشار إلى أن التظاهرة تحولت إلى اعتصام في ساحة الحرية في المدينة. وفي جنوب البلاد خرجت تظاهرة نسائية في جاسم بريف درعا حيث سمع صوت إطلاق نار مستمر كما قطعت الاتصالات الخليوية.
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه سمع صوت إطلاق رصاص كثيف في مدينة نوى بريف درعا، مشيرا إلى سقوط جرحى. وأضاف أن قوات الأمن تحاصر المصلين في مسجد الحجر لمنع خروج تظاهرات. وفي حمص وسط، قال المرصد إن تظاهرات حاشدة خرجت في عدة إحياء كما خرجت تظاهرات في عدة مدن تابعة لريف حمص وفي القريتين وتدمر وتلبيسة وفي تجمع قرى الحولة. ولفت إلى أن مجموعات من القناصة انتشرت صباح اليوم الجمعة على أسطح الأبنية الحكومية في تجمع قرى الحولة التي سمع فيها مساء الخميس صوت إطلاق رصاص كثيف و شهدت حملة اعتقالات.
وشرقا، ذكر اتحاد التنسيقيات أن عناصر من الجيش والأمن والشبيحة هجمت على أماكن التظاهر وعلى منطقة الجتف المحاذية للنهر لافتا إلى قطع الاتصالات الأرضية والخليوية والانترنت عنها. من جهته، ذكر المرصد أن قوات الأمن قامت بإطلاق رصاص كثيف لقمع مظاهرات خرجت في حي العرفي وشارع التكايا. وأضاف أن قوات الأمن تحاصر جامع الحسين في حي الحميدية لمنع خروج مظاهرة منه.
وعلى الساحل، ذكر الاتحاد أن تظاهرة انطلقت من أمام جامع المغربي في منطقة القلعة في اللاذقية تطالب بإسقاط النظام. وقال المرصد إن تشييع شهيد سقط مساء الخميس برصاص قوات الأمن في مدينة تل رفعت بريف حلب تحول إلى تظاهرة حاشدة تطالب بإسقاط النظام. ورغم حملات الاعتقال الواسعة التي تشنها السلطات السورية، جدد ناشطون دعوتهم إلى التظاهر اليوم في يوم "جمعة الموت ولا المذلة". وذكر ناشطون على صفحة "الثورة السورية" في موقع التواصل الاجتماعي في جمعة الموت ولا المذلة كلنا رايحين شهداء بالملايين، مؤكدين على أن مظاهراتهم "سلمية، سلمية".
من جهتها، ذكرت صفحة اتحاد تنسيقيات الثورة السورية على الموقع نفسه "لكل أهل شهيد من بعد العيد سنبدأ من جديد"، مشيرين إلى أنهم "كل يوم طالعين حتى سقوط النظام".