روما(إيطاليا) – وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء >>> قال معارضون سوريون إن السلطات الأمنية السورية تقوم باعتقال أقارب الناشطين والمعارضين السوريين للضغط على أقاربهم لتسليم أنفسهم أو لتغيير موقفهم من الانتفاضة التي تشهدها سورية منذ نحو خمسة أشهر ونصف.
وأكّد الناشط السياسي السوري رضوان زيادة أن الاستخبارات الجوية في سورية اعتقلت أول أيام العيد شقيقه ياسين زيادة من مدينة داريا بريف دمشق بعد المظاهرات التي خرجت بعد صلاة العيد، وأعرب عن خشيته أن يتم تعذيبه بهدف الضغط عليه.
وزيادة يقيم في الولايات المتحدة كباحث زائر في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن إلى ذلك اعتقلت السلطات الأمنية السورية في العشرين من الشهر الجاري محمد خير غليون شقيق المعارض السياسي البارز برهان غليون المقيم في باريس والبروفيسور في جامعة السوربون، وتم الإفراج عنه بعد تسعة أيام من اعتقاله .
كذلك اعتقلت القوات الأمنية السورية في مدينة حمص (وسط) الناشط إياد طيارة، قريب الناشط المعتقل نجاتي طيارة، قبل يومين من قرار الإفراج عن الناشط الحقوقي السوري المعارض نجاتي طيارة الذي اعتقلته المخابرات الجوية في الثاني عشر من أيار/مايو الماضي على خلفية نشاطه في فضح الحملة العسكرية التي تعرضت لها مدينته حمص وفق مراصد حقوقية سورية .
كما تم اعتقال علي العبد الله في السابع عشر من تموز/ يوليو الماضي، في إطار حملة اعتقالات واسعة في مدينة قطنا جنوب دمشق، وهو والد المعارض السوري محمد العبد الله الناطق باسم تنسيقيات الثورة والمقيم في الولايات المتحدة، وقالت بعض المصادر إن اعتقاله كان رسالة إلى ابنه الذي ينشط إعلامياً منذ بداية الأحداث في سورية.
ولم يقتصر الأمر على الاعتقال فقط، بل تجاوزها لحد استهداف أقارب ناشطين، ومن أبرزهم معن العودات شقيق المعارض السوري البارز هيثم مناع، الناطق باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان والمقيم في فرنسا، حيث اعتقلت القوات الأمنية الناشط معن عدة مرات في درعا مهد الانتفاضة السورية وتعرض للتعذيب، وفي كل مرة يتم إطلاق سراحه ويحول إلى المحاكمة، حتى تم اغتياله في التاسع من آب/أغسطس الجاري أثناء مشاركته في تشييع جثمان شهيد في درعا سقط على أيدي الأجهزة الأمنية.
وجدير بالذكر أن الأجهزة الأمنية اعتقلت عشرات الآلاف من السوريين في إطار حملتها لإنهاء التظاهرات التي انطلقت منتصف آذار/مارس الماضي، ولا يزال الآلاف منهم رهن الاعتقال.
ومن المتعذر للمنظمات الحقوقية تقديم رقم دقيق حول عدد المعتقلين الحاليين أو عدد من مر بتجربة الاعتقال منذ بدء التظاهرات، وتقدر المصادر الحقوقية عدد المعتقلين الحاليين بين عشرين ألفا إلى خمسين ألف معتقل، فيما تقدر عدد من مر بتجربة اعتقال بين 75 ألف ومائة ألف.
وتقول مصادر حقوقية إن الاعتقالات في سورية بلغت أرقاماً قياسية في الأشهر الخمسة الأخيرة، وتقول إن معدلها قد بلغ نحو معتقل كل ربع ساعة، ومفقود واحد كل ساعة، وقتيل كل ساعتين، وتطالب المنظمات الحقوقية المحلية والعربية والدولية السلطات السورية بوقف الاعتقال التعسفي بحق المتظاهرين السلميين والمعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني المستمر رغم إعلان الحكومة السورية رفع حالة الطوارئ المطبقة في سورية منذ أكثر من 47 عاماً.