الرئيسية / مقالات آشورية / سيميل يا سيدة المدن القديمة

سيميل يا سيدة المدن القديمة

الكاتب الكردي السوري رستم محمود

سيميل … يا سيدة المدن القديمة … وعروسها … يا زنارا أحمرا على خاصرة تاريخنا الحديث … سيميل … يراك أطفالنا كل صباح وأنت تتأملين من الأفق الأزرق بنا وبمصائرنا .. نحن الباقون هنا .. في هذا المكان الحزين من صخرة العالم .

سيميل … ها هي السيرة تعيد نفسها من جديد … ها هي الذوات نفسها والأرواح نفسها والأماكن نفسها … يجدد الكل حزنه وألمه … وكأن الحكاية لم يكن لها من مغزى ومن معنى … وكأن الشقاء كتب لنا قدرا مفتوحا للأبد … سيميل .. ها هي صراخات أطفالك تجرح من جديد … تجرح أطفالنا الذين لم تنجبهم امهاتنا … صرخات من يشبهوننا من اخوتنا، أطفال حماة ودير الزور وحمص وعربين ودرعا .

سيميل ما نفع الكلمات في لحظات مثل هذه … وهل الكلمات فيها سوى ترف الضعيف وضعف رهاناته ؟؟؟ … لكن سيميل … ماذا فعل المضرجون بكل شيء غير الكلمات .. هل أنتجوا وانجبوا من شيء لأبناء جلدتهم سوى بحور من الدماء والدموع … فكلما نستذكرك … نكتشف حاجتنا الكبرى للكلمات … لكلمات تعيد علينا سرد الحكاية للمرة الألف … ولألف مرة تقول الحكاية جملة واحدة بسيطة … يا اهل المكان … المكان كاف للكل … فما حاجتنا لبحور الدماء والدموع .

سيميل ..وفاءا لك … واستذكارا لألمك البالغ الأثر … ستبقى نسائنا تضع الكحل … وسيبقى رجالنا يضعون أجمل العطور … وسيبقى شبابنا بأكبر أحلامهم .. وسيبقى اطفالنا يطلقون اجمل ضحكاتهم … وستبقى فتياتنا تتبرجن بأجمل الألوان … وسيبقى عجائزنا يدندنون أجمل الأغنيات .. وسنبقى جميعا … ومهما جرى … سنبقى نردد كل صباح … تحيا الحياة تحيا الحياة … تحيا الحياة .

سيميل … في ليال كثيرة …. أحلم أني بالقرب منك أزرع بعض الياسمين والكثير من التوت الآرامي … وفي الصباح حين أستيقظ … لا أعلم … هل كان الحلم حلما …. أم هي ذكراك دوما .. تردد همسا وجهارا في أرواحنا … تنهض فينا أبتكارا بسيطا .. اسمه عبقرية الأمل .

شاهد أيضاً

عندما يغادرنا مبدعٌ كالموسيقار جورج جاجان

14-05-2021 بقلم سعيد لحدو تعود الموسيقا السريانية بجذورها إلى حضارة مابين النهرين وطقوسها الدينية والمهرجانات …