31-03-2023
أصدر المكتب التنفيذي في المنظمة الآثورية الديمقراطية بيانا بمناسبة الأول من نيسان عيد رأس السنة البابلية الآشـورية أكيتو 6773 هذا نصه:
يحتفل السريان الآشوريون في الوطن والمهجر في الأوّل من نيسان بعيدهم القومي عيد رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو) الذي يعكس إرثاً حضارياً عريقاً يمتد لآلاف السنين، ويختزن معان ودلالات ترمز إلى الخصب والانعتاق وتجدّد الحياة، ليؤكّدوا عزمهم على التمسك بإرادة الحياة، وعلى مواصلة النضال من أجل ترسيخ وجودهم القومي وتعزيز شراكتهم الوطنية مع كافة أبناء الشعب السوري على مختلف انتماءاتهم القومية والدينية من أجل بناء دولة ديمقراطية حديثة تصون قيم الحرية والعدالة، وتحترم حقوق الإنسان، وتضمن دستورياً الحقوق القومية للسريان الآشوريين والكرد والتركمان وغيرهم ضمن إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباً. ونرى في جعل عيد الأكيتو إلى جانب عيد النوروز أعياداً وطنية للسوريين جميعاً، خطوةً هامّة لتدعيم ركائز الهوية الوطنية السورية الجامعة وترسيخاً لمبدأ الشراكة والمواطنة المتساوية بين كافة السوريين.
مع دخول ثورة الشعب السوري من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية عامها الثالث عشر، تتجّه أوضاع السوريين نحو المزيد من التدهور والانهيار على مختلف الصُعد السياسية والاقتصادية والإنسانية جرّاء توقّف مسار الحلّ السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدّة، ودخوله في حالة من الجمود والاستعصاء كشفت عن فشل وعجز المجتمع الدولي في إنهاء معاناة السوريين التي تفاقمت أكثر بعد كارثة زلزال 6 شباط التي أطلقت نوعاً من التسابق بين بعض دول المنطقة للتقارب مع النظام، في خطوة تؤشّر إلى تبدّل المواقف والسياسات باتجاه قبول التطبيع مع النظام مع فرض إجراء بعض الخطوات الشكلية، بما يتعارض ومضمون القرار 2254 الذي يؤكّد على إجراء تغيير حقيقي كفيل بإنهاء الأزمة السورية وإعادة السلام والاستقرار إلى البلاد. وهذا النهج بلا شك ينطوي على مخاطر كبيرة من شأنها الالتفاف على مطالب السوريين والتنكّر للتضحيات الكبيرة التي بذلوها من أجل تحقيق هذه المطالب المحقّة. إنّ هذه التطورات ينبغي أن تحفّز المعارضة والقوى الوطنية السورية إلى مراجعة سياساتها ومواقفها، والمسارعة لإعادة ترتيب أوضاعها وتوحيد جهودها بما يتماشى والمصلحة الوطنية السورية بمعزل عن أجندات القوى الدولية والإقليمية، والعمل معاً من أجل الضغط على المجتمع الدولي من أجل تطبيق القرار 2254 بكافة بنوده وبما يضمن الانتقال إلى دولة ديمقراطية تضمن الحقوق والحريات لكل المواطنين السوريين.
خلال العام الماضي توصلت المنظمة الآثورية الديمقراطية وحزب الاتحاد السرياني والحزب الآشوري الديمقراطي إلى تشكيل لجنة للتنسيق والتشاور بين الأحزاب الثلاثة من أجل إنجاز مهام محدّدة تخدم أبناء شعبنا في سوريا. تأتي هذه الخطوة انسجاماً مع نهج المنظمة التي سعت مراراً من أجل الدفع بالعمل القومي إلى الأمام، وتعكس فهماً جديداً لأحزابنا القومية في إدارة الشأن القومي والوطني والتي تقتضي الانتقال من حالة الصراع والتنافس، إلى حالة التعاون والتكامل والشراكة في مواجهة التحدّيات والمخاطر التي تواجه شعبنا في سوريا، والتي تحتاج إلى تضافر جميع الجهود في حماية وجودنا القومي في أرض الآباء والأجداد، وتحقيق تطلعاتنا القومية المشروعة.
في الختام يسرّنا في المنظمة الآثورية الديمقراطية، أن نتقدّم بأجمل التهاني والتبريكات لأبناء شعبنا في الوطن والمهجر ولكافة السوريين بمناسبة حلول عيد رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو)، ونأمل أن يكون العام الجديد عام خير وسلام لسوريا وشعبها.
المجد والخلود لشهداء شعبنا ووطننا
وكل عام وأنتم بخير
سوريا 31 آذار 6772 آ – 2023 م
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب التنفيذي