الرئيسية / أخبار سوريا / مزيد من القتلى في سوريا واجتماع طارئ لمجلس الأمن

مزيد من القتلى في سوريا واجتماع طارئ لمجلس الأمن

بروكسل/لندن/باريس/واشنطن – وكالات >>> أكد شهود عيان بمدينة حماة في سوريا أن القوات الأمنية قتلت الإثنين ما لا يقل عن أربعة أشخاص أثناء حملة عسكرية جديدة في المدينة، فيما يعقد مجلس الامن الدولي الاثنين اجتماعا مغلقا للتشاور بشأن الازمة في سوريا بعد مطالبة دول كبرى بتدخله، كما اعلن متحدث باسم رئاسة المجلس.

وتأتي هذه المشاورات في الوقت الذي طالبت فيه ايطاليا والمانيا مجلس الامن الدولي بعقد اجتماع عاجل لبحث الوضع في سوريا بهدف تشديد العقوبات على نظام الاسد بعد مقتل قرابة 140 شخصا 100 منهم في حماة بايدي قوات الامن السورية. وقد طلبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ايضا الاثنين من مجلس الامن الدولي التحرك دون تأخير لوضع حد لاعمال العنف في سوريا.

وفيما يتعلق بالوضع الأمني، قالت عضو لجان التنسيق السورية رزان زيتوني لـ"راديو سوا" إن مدينة حماة تحولت إلى مدينة جريحة بعد أن سقط بها ما يزيد عن 100 قتيل على أيدي قوات الأمن السورية بينهم أطفال وكبار في السن، مضيفة أن المدينة ما زالت تحت الحصار. وأوضحت المتحدثة أن المدينة شهدت إطلاق نار كثيف طيلة ليلة الأحد. ومن جانبه قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن "دوي إطلاق نار كثيف سمع في حي الحميدية في حماة حيث قتل شخصان بنار رجال الأمن أثناء حملة مداهمات شنتها في المدينة"، موضحا أن "إصابتهما كانت في الرأس".

توسيع العقوبات على النظام
وفي هذه الأثناء دعا الاتحاد الأوروبي مجلس الأمن إلى توسيع العقوبات على النظام السوري بعد تدخل الجيش السوري في حماة موقعا أكثر من 100 قتيل، حيث طلبت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين أشتون الاثنين من مجلس الأمن الدولي التحرك دون تأخير لوضع حد لأعمال العنف في سوريا. وقالت أشتون في بيان "آن الأوان ليتخذ مجلس الأمن موقفا واضحا بشأن ضرورة إنهاء أعمال العنف في سوريا"، مضيفة أن مجلس الأمن الدولي قرر عقد اجتماع طارئ في وقت لاحق الإثنين.

وقد وسع الاتحاد الأوروبي من نطاق العقوبات التي يفرضها على النظام في سوريا، اذ اقر تجميد أصول مالية ومنع سفر خمسة مسؤولين عسكريين وحكوميين جدد يضافون إلى قائمة سابقة. ووصل عدد الشخصيات التي يشملها المنع من السفر وتجميد الأصول المالية إلى 35 شخصا من بينهم الرئيس الأسد. وقال مايكل مان المتحدث باسم مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي "إنه من غير المقبول على الإطلاق ان تطلق السلطات السورية النار على المدنيين المسالمين الذين يحاولون ممارسة حقهم في التظاهر السلمي. لذا فقد كان رد فعلنا قويا ففرضت مزيد من العقوبات ضد خمسة أشخاص آخرين مقربين من النظام".

وأضاف المتحدث يقول "إننا نواصل إستعراض الوضع، وسنظل نمارس هذه السياسة بزيادة الضغوط السياسية والإقتصادية على النظام السوري". وأوضح دبلوماسي طالبا عدم ذكر اسمه أن أسماء خمسة مقربين آخرين من الرئيس السوري بشار الأسد قد تضاف اعتبارا من الثلاثاء إلى لائحة الأشخاص المحرومين من التأشيرة والذين تم تجميد أرصدتهم. من جهته استبعد الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن في مقابلة مع صحيفة "ميدي ليبر" الفرنسية الصادرة الإثنين التدخل العسكري في سوريا في الوقت الراهن، حيث قال إن "الشروط لم تتضافر لتدخل عسكري في سوريا". وأضاف راسموسن "في ليبيا نقوم بعملية بالاستناد إلى تفويض واضح من الأمم المتحدة ولدينا دعم دول المنطقة. هذان الشرطان لم يتوفرا في سوريا"، غير أنه ندد بـ"أعمال العنف التي ترتكبها قوات الأمن السورية بحق السكان".

تركيا تندد بما يجري في سوريا
أعلنت الخارجية التركية أن أنقرة تكرر مرة أخرى دعوتها الحكومة السورية إلى وقف العمليات العسكرية واختيار السبل السياسية والحوار والمبادرات السلمية للتوصل إلى حل، معتبرة أن هذه العمليات لن تؤدي إلى حل. وأشارت في بيانها إلى أن تركيا التي تتوقع من سوريا العمل لإحلال جو سلمي خلال شهر رمضان المبارك، فإنها كما العالم الإسلامي، تشعر بالحزن الشديد وخيبة الأمل تجاه التطورات الحالية خلال رمضان. ولفتت إلى أن عمليات القمع الدموية للمدنيين تلقي بالشك على تصميم وصدق الحكومة السورية على حل المسألة بالوسائل السلمية. وكان وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو قد ندد بدوره بشدة بما يجري في سوريا خصوصاً في حماة، وقال إن وقت وطريقة تنفيذ العمليات هي خاطئة بشكل كامل. وقبيل مغادرته إلى النرويج للمشاركة في دفن المواطنة التركية التي قتلت في تفجيرات أوسلو، قال أوغلو إن أبعاد وقوع خسائر بشرية في عملية تستخدم فيها الدبابات والأسلحة الثقيلة في مناطق مكتظة بالسكان، يجب أن تعرف من قبل السلطات السورية.

ألمانيا تدعو لوضع نهاية للعنف
وكانت ألمانيا قد حثت في وقت سابق الرئيس السوري بشار الأسد على وضع نهاية للعنف ضد المحتجين الذي تزايد في مطلع الأسبوع بشن هجوم عسكري على مدينة حماة. وقال متحدث باسم الحكومة إن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل هاجمت بأقوى لهجة تصرفات الحكومة السورية ضد مواطنيها المدنيين.

روسيا تعرب عن قلق بالغ
كما أعربت روسيا عن قلقها البالغ من التقارير التي تحدثت عن إراقة دماء في حماة ودعت إلى وقف العنف. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن استخدام العنف ضد المدنيين وضد ممثلي مؤسسات الدولة غير مقبول ويجب أن يتوقف.

بريطانيا تدعو لممارسة ضغط دولي
من جهته دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى مزيد من الضغط الدولي على سوريا، ولم يستبعد في الوقت نفسه إمكانية تحرك عسكري برعاية الأمم المتحدة ضد سوريا التي تشهد حركة تمرد يقمعها الجيش. وشدد هيغ على أن الضغط الفعلي لا يمكنه أن يأتي من الدول الغربية وحدها، بل أيضا من دول عربية وتركيا. أما في الكويت فقد شددت الرابطة الخليجية للتضامن مع الشعب السوري في مؤتمرها التأسيسي على تنسيق الجهود الشعبية الخليجية للتضامن مع الشعب السوري في تحقيق مطالبه. وأكد رئيس جمعية مقومات حقوق الإنسان في الكويت عادل الدمخي أن المؤتمر يهدف إلى تكثيف الجهود لوقف القمع في سوريا.

المجتمع الدولي ومسؤولية المجازر
من جانبه حمّل المعارض السوري مأمون الحمصي المجتمع الدولي بأسره مسؤولية ما يحدث في سوريا وقال في تصريح لـ "راديو سوا" إن الإدارة الأميركية وفرنسا ومجلس الأمن هم من يتحمل مسؤولية خمسة أشهر من دماء السوريين. وأعرب المتحدث عن أسفه لانحسار دور المثقف تدريجا بسبب ما وصفه بعدم تجاوب الأسرة الدولية لنداءاتهم وتفهم الشعب السوري، مضيفا أن هذا "الصمت ولد عند النظام الجرأة على أن يداهم خمس محافظات في وقت واحد ويقتل الناس وينكل بالشعب ويقطع الماء والكهرباء". ونفى الحمصي وجود جماعات مسلحة في المعارضة، مشيرا إلى أن النظام يدعي وجودها، حيث قال إن "النظام السوري هو الإرهاب المسلح"، مضيفا أن السفيرين الأميركي والفرنسي زارا حمص دون أن يتعرضا إلى أي اعتداء.

الأسد يهنئ الجيش
وفي وقت تتصاعد فيه نداءات المجتمع الدولي للنظام السوري بوقف المجازر في حق المدنيين، وجه الرئيس بشار الأسد تهنئة للجيش السوري في الذكرى الـ66 لتأسيسه. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن الأسد قوله "أقدم لكم أطيب الأمنيات وأحر التهاني بمناسبة الذكرى الـ66 لتأسيس جيشنا العربي السوري الذي كان منذ اللحظات الأولى لولادته رمز الجيش الوطني الملتزم بقضايا الأمة". وأضاف الأسد "أحييكم جميعا تحية المحبة والتقدير وأنتم تجسدون مواقف الشمم والكبرياء والانتماء الخالص لبلدنا المفدى سوريا العربية"، مضيفا أن "سوريا ستخرج أشد وأقوى من أزمتها الحالية وأنه يخطئ من يظن أن الضغوط وإن اشتدت المؤامرات وإن تنوعت قادرة على دفع سوريا إلى التنازل عن حقوقها ومبادئها".

ووجه الأسد شكره لعناصر الجيش قائلا "أقدر عاليا جهودكم وتضحياتكم وانضباطكم وحرصكم على تمثل الأخلاق النبيلة والمعاني السامية التي تجسدها المؤسسة العسكرية وهي تعيد البسمة للوطن والأمل لأبنائه"، مضيفا أن "دماءكم الطاهرة وجراحكم النازفة وصبركم وإقدامكم وتصميمكم على تنفيذ مهامكم المقدسة قد أزهر وأثمر وقطع الطريق على أعداء الوطن وأسقط الفتنة وحافظ على سوريا وطنا أبيا عزيزا يحتضن جميع أبنائه".  

وجدد الأسد تصميم بلاده على استعادة الجولان قائلا إن "إيماننا بالسلام العادل والشامل وحرصنا على بلوغه وتحقيقه لا يعني قط التخلي عن ذرة تراب أو قطرة ماء والجولان العربي السوري سيبقى عربيا سوريا"، مضيفا أنه "سيعود كاملا إلى حضن الوطن الأم سوريا".

شاهد أيضاً

جبهة السلام والحرية تعقد اجتماع هيئتها القيادية في أربيل والقامشلي بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لتأسيسها

08-07-2021 عقدت الهيئة القيادية لجبهة السلام والحرية، الأربعاء 7 تموز 2021، اجتماعاً عبر “غرفتين” منفصلتين، …