بيروت(لبنان) – رويترز >>> دعا نشطاء سوريون يوم الاثنين لاصلاحات سياسية شاملة قد تنهي 41 عاما من حكم أسرة الاسد في اجتماع نادر عقد في العاصمة السورية دمشق سمحت به السلطات تحت ضغط من انتفاضة شعبية بدأت قبل ثلاثة أشهر.
وأعلنت الحكومة أيضا أنها ستدعو شخصيات معارضة الى محادثات العاشر من يوليو تموز لوضع اطار لحوار وطني وعد به الرئيس بشار الاسد سيكون من بين بنوده اجراء تعديلات دستورية. وفي مواجهة أكبر تهديد لحكمه منذ ان خلف والده قبل 11 عاما تحدث الاسد عن امكانية اجراء اصلاحات سياسية في الوقت الذي ارسل فيه قواته لسحق الاحتجاجات في أنحاء البلاد.
ورفض كثير من شخصيات المعارضة دعوة الاسد للحوار قائلين انها غير كافية ورفض بعض النشطاء المشاركة في مؤتمر يوم الاثنين قائلين انه قد يتم استغلاله من جانب السلطات مع استمرار اعمال القتل والاعتقالات. غير ان المؤتمر ضم معارضين يتحدثون صراحة ضد الاسد.
وقال الكاتب السوري البارز ميشيل كيلو الذي امضى ثلاث سنوات في السجن لاسباب سياسية ان حل الازمة الحالية يتوقف على معالجة اسبابها الجذرية مضيفا انه ينبغي الاطاحة بالنظام القائم ليحل محله نظام ديمقراطي. وضم الاجتماع الذي عقد في فندق بدمشق منتقدين بارزين للرئيس بشار الاسد يحظون باحترام في دوائر المعارضة فضلا عن بعض مؤيدي الاسد. ووصف المؤتمر بأنه اجتماع مستقلين يبحثون عن مخرج من الازمة.
وتقول منظمات حقوقية ان 1300 مدني قتلوا في المظاهرات وان 12 الف شخص اعتقلوا منذ بداية الانتفاضة. وتقول الحكومة ان أكثر من 250 عضوا من قوات الامن قتلوا في اشتباكات تسبب فيها متشددون. وسيساعد اجتماع العاشر من يوليو تموز في اطلاق حوار أعلنه الاسد في كلمته الاسبوع الماضي.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان جدول الاعمال سيشمل تعديلات دستورية مثل تغيير مادة تجعل حزب البعث الذي يتزعمه الاسد المحرك الرئيسي للساحة السياسية في سوريا.
ونقلت الوكالة عن نائب الرئيس فاروق الشرع قوله انه سيتم "توجيه الدعوة الى جميع القوى والشخصيات الفكرية والسياسية الوطنية لحضور هذا اللقاء." وأضافت "أكدت هيئة الحوار أنه لا بديل عن المعالجة السياسية بأبعادها المختلفة وفتح الباب واسعا امام جميع المواطنين السوريين للمشاركة في بناء مجتمع ديمقراطي تعددي يستجيب لتطلعات الشعب السوري."
ويقول العديد من النشطاء وشخصيات المعارضة انهم لن يحضروا مثل هذا الاجتماع لانه لا يمكن اجراء حوار وطني وسط العنف والحملة المستمرة. وخفف بعض المشاركين في المؤتمر الذي عقد يوم الاثنين وضم 150 شخصا من لهجتهم ولكنهم اكدوا على ضرورة تلبية مطالب المحتجين الذين نزلوا للشوارع بعد عقود من الحكم الشمولي.
وقال الكاتب السوري لؤي حسين وكان سجينا سياسيا أيضا ان عمليات القمع على مدى العقود الاربعة الماضية أضرت بسوريا بشكل عام مؤكدا على ضرورة التوصل الى طرق سلمية لتلبية المطالب الشعبية. وقال منذر خدام الاكاديمي من مدينة اللاذقية ان ثمة حاجة لحوار وطني اوسع مضيفا أن المثقفين سيقفون خلف المطالب الشعبية حتى نهاية المطاف.
وانسحب الاقتصادي عارف دليلة الذي كان من الشخصيات البارزة وراء الاجتماع في اللحظة الاخيرة قائلا انه لا يود المشاركة في مؤتمر تستغله السلطات في الوقت الذي تستمر فيه اعمال القتل والاعتقالات الجماعية. وفي العراق نظم أكثر من 200 لاجيء كردي سوري مظاهرة يحتجون فيها على الحملة التي تشنها حكومة الاسد ودعوا الى تدخل دولي.
وقال الناشط ديلان أكرم انهم يحتاجون الى مساعدة العالم لنيل حريتهم وانهم عانوا بما يكفي طوال السنوات الاربعين الماضية على يد اسرة الاسد وحزب البعث.