دمشق/درعا/القامشلي/حمص/الحسكة/رأس العين/اللاذقية/ريف دمشق/حرستا/ديريك/دوما/ديرالزور/ الميادين/بانياس/طرطوس(سوريا) – وكالات >>> يبدو أن الأيام القادمة ستكون أو بالأحرى ستشهد حروب إستخباراتية على نطاق واسع بين كبرى الأجهزة الأمنية في المنطقة «الموساد الإسرائيلي» والأجهزة الأمنية المساعدة له أو التي تمد هذا الجهاز بأهم الأخبار والعلاقات السرية بين ما يجري في الدول العربية وبالخصوص الدول العربية التي تشهد احتجاجات ومظاهرات يومية لإسقاط أنظمتها المتعفنة وأهمها سورية.
وآخر تلك التقارير التي كشفت فظائع هذه الأنظمة التقرير الخطير للاستخبارات الألمانية الذي كشف من دمشق لأجهزة الاتحاد الأوروبي الأمنية، النقاب عن أن المعارضة السورية المسلحة تعمل داخل المدن والمحافظات السورية الساخنة منذ نيسان الماضي معظم أفرادها ينتمون إلى فارين من الجيش السوري ومنشقين منه من ضباط وعناصر إلى جانب العشرات من عناصر «الإخوان المسلمين» ومؤيدين للقيادات المعارضة في الداخل والخارج.
وأشار التقرير أن طلائع المقاومة السورية المسلحة انطلقت في بدايتها من مدينة درعا في جنوب البلاد التي فجرت الثورة ضد نظام بشار الأسد بعدما انشقت فرقة عسكرية سورية بآلياتها عن لوائها وانضمت إلى المتظاهرين لحمايتهم بعد التنكيل العلني بهم من الجيش والأجهزة الأمنية، ووقعت معارك طاحنة بين عناصر تلك الفرقة بقيادة ضباط احدهم برتبة مقدم بعدما انضم إليهم أكثر من 80 من أبناء درعا بعد تدريبهم مدة 24 ساعة على إطلاق النار والقتال إلا أن إرسال ماهر الأسد شقيق بشار لواءه الرابع إلى المدينة مزودا بأكثر من 70 دبابة وثلاثة آلاف جندي قضى على معظم عناصر الفرقة المنشقة البالغ عددهم نحو 40 عسكريا كما قتل عدد من السكان الملتحقين بالمقاومة ثم قام عناصر من اللواء الرابع بحفر ثلاثة قبور جماعية دفنوا فيها الجثث بلباسهم العسكري للزعم بأن المسلحين السلفيين فقتلوهم ودفنوهم هناك.
وكشف التقرير الألماني ألاستخباري الذي نشرت صحيفة «السياسة» أجزاء مهمة منه عن أن فرقة أخرى انشقت عن الجيش في بلدة جسر الشغور في مطلع الشهر ثم انضم نحو 200 من السكان إلى أفرادها أوقعت كتيبة من القوات السورية وأجهزة الأمن في كمين في مدخل البلدة وقتلت منها 120 ضابطا وجنديا وعددا من رجال الاستخبارات ما اضطر بشار الأسد وشقيقه إلى إرسال تعزيزات مصفحة بمشاركة المروحيات الجوية للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية للقضاء على هذا التمرد، وقتل عدد من العسكريين المنشقين دفنوا أيضا – كما في درعا – في قبور جماعية بلباسهم العسكري للإيحاء بأنهم قتلوا على أيدي «المجرمين السلفيين» إلا أن معظم عناصر الفرقة المنشقة استطاعوا النجاة من المعركة الطاحنة التي أتت على معظم منازل البلدة تدميرا وإحراقا ولجئوا إلى الجبال والبلدات المحيطة, فمنهم من استطاع دخول الأراضي التركية حيث مازال هناك حتى الآن في احد المخيمات.
وأوضح التقرير من خلال ملحقين عسكريين غربيين في تل أبيب واستخبارات بعض الوحدات العسكرية في يونيفيل جنوب لبنان أن تكون الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية «الموساد» والعسكرية «أمان» دخلت على خط القلاقل والمعارك الدائرة في شوارع مدن وقرى سورية إذ جندت معظم عملائها داخل سورية ولبنان لمهمات لوجستية في بعض المحافظات وخصوصا الجنوب السوري والشمال الساحلي والمدن الكبرى مثل حلب وحمص وحماه واللاذقية.
والأخطر في التقرير إنه كشف عن مشاركة «حزب الله» في العمليات الأمنية حين لم يستبعد التقرير الألماني أن يكون عملاء إسرائيليون محليون وراء قصف شاحنة ركاب صغيرة في مدخل حمص في أواخر نيسان الماضي بقذائف «آر بي جي» كانت تنقل اثني عشر عنصرا من «حزب الله» وعنصرين من الأمن السوري للالتحاق بالأجهزة الأمنية في المدينة لقمع المتظاهرين وقد قتل جميع ركاب الشاحنة وسلمت جثثهم فيما بعد إلى «حزب الله» في لبنان الذي أقام اثني عشر مأتما في قرى مختلفة في الجنوب والبقاع مثل فيها حسن نصر الله عدد من نوابه ومساعديه ونبيه بري عدد مماثل من كتلته النيابية وقد نشرت وسائل الإعلام أسماء خمسة من عناصر الحزب الإيراني ممن قضوا في تلك الحادثة.
وأشار التقرير استنادا إلى المعارضة السورية الداخلية في حماه وحمص وحلب أن الإخوان المسلمين انشأوا خلايا مسلحة داخل وفي محيط تلك البلدان للدفاع عنها ومواجهة الأعمال الإجرامية للجيش السوري وزبانية النظام الأمنيين فيما انضم إلى تلك الخلايا قياديون في الجيش ينتمون إلى مدن الشمال مع التركيز على حلب المدينة الأكبر الثانية في سورية بعد دمشق كمنطقة للمقاومة المسلحة الواسعة التي يجري تشكيلها الآن بقيادة الإخوان المسلمين.