لندن(بريطانيا) – بي بي سي >>> تواصل وحدات من الجيش السوري تقدمها نحو الحدود مع تركيا، ووصلت طلائع هذه الوحدات إلى قرية الطِيبات التي تبعد 15 كيلومترا عن الحدود.
وأكد مراسل بي بي سي في الجانب التركي من الحدود وجود تجمعات على الحدود وأن الجنود الأتراك يستمهلون اللاجئين حتى انتهاء العملية الانتخابية الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي للسماح لهم بدخول الأراضي التركية.
وكانت قوات من الجيش السوري قد بدأت فجر الأحد دخول مدينة جسر الشغور الشمالية الغربية القريبة من الحدود التركية، والواقعة على الطريق بين مدينة حلب ثاني اكبر مدن سوريا وميناء اللاذقية الرئيسي.
ودارت اشتباكات عنيفة داخل المدينة، ونقلت مصادر عسكرية سورية أن الجيش سيطر على المشفى الوطني في المدينة كما صادر كميات من الأسلحة. ونقل مصدر رسمي سوري أن أكثر من ثلاثة قتلى سقطوا نتيجة هذه الاشتباكات حتى الآن. وقال شهود إنهم سمعوا اصوات اطلاق نار كثيف وشاهدوا عدة دور وقد اشتعلت فيها النيران بينما تواصل قوات الجيش تقدمها عقب قصف مدفعي للبلدة دام 24 ساعة.
الا ان اللواء رياض حداد مدير الادارة السياسية في الجيش السوري نفى في تصريح خاص لبي بي سي صحة الانباء عن قصف القوات العسكرية السورية مدينة جسر الشغور الاحد.
وقال اللواء حداد إن العمليات العسكرية في منطقة جسر الشغور ومعرة النعمان قد تطول لعدة أيام، حسب تعبيره، مشيرا الى ان المسلحين الذين كانوا في مدينة جسر الشغور قد توجهوا في عدة اتجاهات، الجزء الاكبر منهم غادر الى تركيا بينما توجه قسم آخر الى منطقة قنينص قرب اللاذقية، فيما توجهت المجموعات الأكثر خطورة الى مدينة معرة النعمان التي قال اللواء حداد انها اصبحت خارج سيطرة الحكومة السورية بالكامل، مشيرا الى امكانية حدوث معركة قد تكون قاسية في المدينة.
اما بالنسبة لجسر الشغور فقال اللواء حداد ان جسر الشغور اصبحت مطوقة من ثلاثة محاور حيث جرى تمشيط قرى الريف المحيطة بها. وعن استخدام حوامات الجيش السوري في هذه العمليات قال اللواء حداد أن تلك الحوامات استخدمت مرتين في معرة النعمان: الاولى لفك الحصار عن مقرات امنية وعسكرية كانت محاصرة في المدينة والثانية خلال نقل بعض الجرحى الأمر الذي ادى الى اصابة احد طواقم هذه الطائرات واضاف الواء حداد ان القصف المدفعي يدمر المدينة على سكانها مشيرا الى ان المطلوب من العملية العسكرية الحالية القاء القبض على من وصفها بالمجموعات المسلحة عن طريق عملية عسكرية وأمنية دقيقة وهذا لا يحتاج الى قصف حسب تعبيره.
من جهته أشار التلفزيون السوري الى اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومسلحين في المدينة والى تمكن الجيش من تفكيك عبوات ناسفة قال ان المسلحين زرعوها في جسر الشغور. وتقول الحكومة السورية إنها تحاول اعادة الامن والنظام الى البلدة بعد مقتل 120 من رجال الامن فيها في الايام الماضية "بأيدي مسلحين،" ولكن سكان البلدة يصرون على ان هؤلاء قتلوا نتيجة تمرد وقع داخل قوات الامن.
وقد ادى تقدم القوات الحكومية الى فرار اعداد اخرى من سكان البلدة صوب الحدود التركية، لينضموا الى اكثر من 4000 كانوا قد فروا في الايام القليلة الماضية. فقد قالت وكالة الاناضول التركية للانباء إن حوالي 400 لاجئا سوريا جديدا عبروا الحدود الى تركيا ليلة السبت، وبذا ارتفع العدد الكلي للسوريين الذين التجأوا الى تركيا الى اكثر من 5000.
ويقيم اللاجئون الآن في مخيمين اقامتهما السلطات التركية في هاتاي. وتشرع السلطات التركية باقامة مخيمين آخرين بامكانهما استيعاب 9000 لاجيء. وقالت مصادر محلية تركية إن حوالي 60 من اللاجئين المصابين قد ادخلوا المستشفى، مضيفة ان السلطات التركية قد اقامت مستشفى ميداني في اكبر المعسكرات، وهو معسكر ياغلادادي.
وكان خالد شفيق، احد مسؤولي وزارة الخارجية التركية، قد قال للصحفيين اثناء جولة قام بها في المخيمات إن "انقره تبذل كل ما لديها من جهد لاستقبال اللاجئين."