23.04.2022
آدو نيوز /ADO News
بكثير من الألم والمرارة، يستعيد أبناء شعبنا السرياني الآشوري سنوياً، ذكرى مذابح 1915 (السيفو)، التي أودت بحياة مئات الآلاف من أبنائه القاطنين في أرجاء السلطنة العثمانية، وكذلك بحياة ما يقارب المليون ونصف من أبناء الشعب الأرمني وعشرات الآلاف من اليونانيين البونت. قضوا جرّاء تصاعد النزعات العنصرية التي تجسّدت في حكومة الاتحاد والترقي التي سيطرت على مقاليد الحكم في السلطنة العثمانية في سنواتها الأخيرة. حيث قامت هذه الحكومة عبر أذرعها العسكرية وبمساعدة من بعض الميليشيات المنفلتة، بارتكاب مجازر مروّعة بحق مسيحيي السلطنة بهدف اجتثاث وجودهم التاريخي. وما يزال صدى هذه الجريمة التي هزّت الضمير الإنساني، يتردّد في ذاكرة الأجيال باعتبارها جريمة إبادة جماعية لا تموت بالتقادم وفقاً للقانون الدولي.
تحلّ الذكرى السابعة بعد المائة لمجازر (سيفو) في وقتٍ تتراجع فيه التوقعات بتحقيق ولو قدرٍ ضئيل من العدالة والإنصاف لأحفاد الضحايا، جرّاء انشغال العالم بالعديد من الصراعات المسلّحة وجرائم الحرب المُرتَكبة في سياقها، مثلما حصل في سوريا على مدى أكثر من عشر سنوات، ومثلما يحصل راهناً في أوكرانيا. غير أنّ توق الشعوب للحرية والكرامة والعدالة يبقى حاضراً لا يمكن أن يتلاشى أو يزول.
إنّ إحياء هذه الذكرى الأليمة من قبل شعبنا، لا تعني بأيّ حالٍ من الأحوال التمترس على أعتاب الماضي واجترار مآسيه، بقدر ما تمثّل انحيازاً لقيم الحق والإنسانية كمدخل ضروري لتحصين الحاضر والعبور إلى المستقبل. لذلك ندعو أحزاب ومؤسسات شعبنا إلى استخلاص العِبَر من هذه الذكرى بهدف الحفاظ على وجود شعبنا ونيل حقوقه في وطنه، وتعزيز مقّومات هذا الوجود الذي بات مهدّداً أكثر من أي وقت مضى. ولا شكّ أن خطوات التقارب المتسارع مؤخراً بين تركيا وأرمينيا المستندة إلى مصالح الشعبين والدولتين، تؤشّر إلى بروز فرص حقيقية لطي صفحة الماضي والشفاء من جروحه بشكلٍ تام، وهذا يفرض على تركيا اتخاذ خطوات جريئة من أجل التصالح مع تاريخها وشعوبها من خلال الاعتراف بجريمة (السيفو) والاعتذار عنها. ونرى أنّ هذا يعتبر مدخلاً ضروريا لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لكافة شعوب المنطقة.
تحية إجلال وإكبار لشهداء سيفو وشهداء سوريا
سوريا 23 نيسان 2022
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب التنفيذي