09-07-2021
يأتي اجتماعنا هذا لقيادة جبهة السلام والحرية بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لتأسيسها.
جبهة السلام والحرية التي تشكلت وكان عنوانها الأساسي: السلام للشعب السوري والحرية له. ومن يعّول على أننا سنتنازل عن حريتنا من أجل السلام فهو واهم. فنحن نتمسك بالسلام والحرية لأن الثورة السورية هي ثورة حرية بالأساس، ولأن الحرية هي من ضحى الشعب السوري بالسلام من أجلها، عندما خرج بثورته بعد أن
صادرها النظام لعشرات السنين، واليوم أيضاً كل من يحاول مصادرة حرية الشعب السوري يجب التعامل معه كالنظام وداعش، التي جاءت هي الأخرى لتصادر الحرية.
كما نؤكد أن تشكيل الجبهة كان خيار سياسي واستراتيجي هدفه الوصول للحل السياسي في سوريا، وهي تحالف بين قوى سياسية مكونة من: (عرب، كرد، وسريان آشوريين)، ونهدف إلى انضمام كل مكونات الشعب السوري، وكان تشكيلها أيضاً استبصاراً للمستقبل ورداً على أيادي العبث التي سعت لهدم بنية بلدنا وإحداث فتنة بين مكوناته، وإدخالهم في أتون صراع يأتي على البقية الباقية لهذا البلد.
هذه المكونات التي تعايشت معاً منذ مئات السنين، ونؤكد أنه بعد مرور عام على تأسيس هذه الحبهة، بأن رؤيتنا كانت صحيحة باجتماعنا، لأن وحدتنا هي قدرنا ومسارنا الذي يرسم مصيرنا.
فالكرد كانوا ولا يزالون على مر العصور مكون أساسي من مكونات الوطن، وأغنوا ثقافته وتنوعه، وكانت الأمة الكردية ولادة النساء ورجال عظام دافعوا عن حياض الأمة.
والسريان الآشوريين يشكلون عامل استقرار وصلة وصل بين الشرق والغرب، ومُعَبر حقيقي عن السلم والتعايش والتسامح الذي يعيشه سكان ومكونات الوطن.
وقد قدمت الجبهة منذ اليوم الأول مجموعة من الحلول تضمن الوصول إلى تغيير سياسي يؤدي إلى السلام الدائم القائم على العدالة والمصارحة والمحاسبة والمكاشفة، ونعتقد أن ما طرحته الجبهة على المستوى السوري، كان محل ترحيب جزء كبير من السوريين، الذين عَبروا عن دعمهم بوضوح للجبهة، والتي كانت ولا تزال تعمل في مناطق خطرة، ابتداءاً من مناطق نفوذ (داعش) و
مناطق النظام، وفي مختلف المناطق السورية، والبلدات، وأثبتت جدارتها وقوتها على أن تكون جزءاً من خيارات الشعب السوري.
نادينا منذ اليوم الأول بالحل السياسي القائم على المشاركة الحقيقية بين مختلف أطياف ومكونات الشعب السوري، والذي يهدف إلى التغيير الجوهري لطبيعة نظام الاستبداد.
واليوم نحن سنتقدم بمبادرة للإخوة العرب (المملكة العربية السعودية، والشقيقة الكبرى جمهورية مصر العربية، ودولة قطر) من أجل الخروج من عنق الزجاجة، خاصة أنَّ هذه المبادرة تأتي في أجواء المصالحة الخليجية والعربية. ولما لهذه الدول الثلاث من تأثير وثقل إقليمي ودولي لتكون مظلة عربية تتكامل مع الدور التركي.
كما أننا ندعو الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا الاتحادية باعتبارهما القوتين الكبريين، والمؤثرتين الأساسيتين في سوريا، بالإضافة للاتحاد الأوربي، والأمم المتحدة، لتتحمل هذه الدول مسؤولياتها في إنهاء الأزمة السورية وفق القرار 2254، ووفق أهداف وتطلعات الشعب السوري للوصول للحل السياسي المنشود.
إن محاولة البعض إيقافنا من ممارسة دورنا الطبيعي الذي تحملّنا مسؤوليته، وهو الدفاع عن مصالح شعبنا، وممارسة العمل السياسي في سبيل ذلك لن توهن عزيمتنا رغم كل محاولات الترهيب والاعتقال والمنع من أيٍ كان مهما اغتر بقوته، وسنستمر بالعمل والتحرك.
ختاماً.. تحية تقدير واحترام للكردي الأصيل فخامة الرئيس مسعود البارزاني، الذي كان دائماً إلى جانب شعبنا في أزمته، وكان الإقليم في هذه السنوات العجاف بمثابة الرئة لمنطقتنا، والبيت الدافئ لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين من مختلف المكونات، بالإضافة للدعم السياسي والمعنوي.
وهذا كله يؤكد بأنه لم يكن من فراغ بأن أول اجتماع فيزيائي لجبهة السلام والحرية كان في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أربيل في 9/7/2021
رئيس جبهة السلام والحرية
أحمد الجربا