19-04-2021
فقد السوريون اليوم 19/4/2021 قامة وطنية شامخة برحيل المفكر والمناضل السوري ميشيل كيلو الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في منفاه الاضطراري في فرنسا، بعد أن أرغمته منظومة الاستبداد والفساد على مغادرة وطنه الذي أحبّه وكرّس جلّ حياته في النضال من أجل أن ينعم أبناؤه بالحرية والكرامة. وخلّف نبأ رحيله الكثير من الألم والحزن عند الكثير من السوريين.
مضى ميشيل كيلو بعد يومين من ذكرى الجلاء دون أن يتحقّق حلمه في الحرية والاستقلال الثاني، هذا الحلم الذي تقاسمه مع أجيالٍ من السوريين قبل وأثناء سنوات الثورة ورحل بعد أن ترك هذا الحلم وديعة لدى السوريين للعمل على تحقيقه.
لقد ألهم الراحل ميشيل كيلو من خلال كتاباته ومواقفه الوطنية في مقارعة الاستبداد الكثير من السوريين، ومدّهم بالجرأة والشجاعة على مدار عقود في وقت سيطرت فيه ثقافة الخوف على الفضاء العام، ودفع ثمن هذه المواقف اعتقالاً ونفياً ومصادرة للأملاك. لكن هذا لم ينل منه، بل على العكس رفع مكانته وعزّزها في وجدان شريحة واسعة من السوريين.
عرفنا الراحل ميشيل كيلو، مبادراً، فاعلاً، ومؤثّراً في أوساط المعارضة الوطنية الديمقراطية، حيث كان له دور رئيسي في إطلاق لجان إحياء المجتمع المدني، وإعلان بيروت- دمشق، وتأسيس إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي، واتحاد الديمقراطيين السوريين وغيرها من الأطر والتجمعات، ولم يفقد تأثيره حتى عندما كان يصارع المرض في أيامه الأخيرة، عندما سطّر وصيته الأخيرة للسوريين، داعياً إلى توحيد أطر المعارضة الوطنية من أجل تعزيز قدرتهم على التخلّص من منظومة الاستبداد وتحقيق الانتقال إلى نظامٍ ديمقراطي يلبّي تطلعات السوريين في الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية. ولا شك أنّ الراحل الكبير ومن خلال وصيته سيبقى حيّاً بيننا، يحثّنا دوماً على تمثلها والعمل بها.
إنّ المنظمة الآثورية الديمقراطية، قيادة وقواعد، تتقدّم من أسرة المناضل ميشيل كيلو ومن كل السوريين بالتعزية الحارّة، وتسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه ملكوت السموات. وتعاهد كل السوريين على مواصلة النضال من أجل تحقيق الأهداف التي ناضل من أجلها ميشيل كيلو.
سوريا 19/4/2021
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب التنفيذي