17-07-2019
لمشاهدة الكلمة كاملة على صفحتنا على الفيسبوك باللغة السريانية
كلمة المنظمة الاثورية الديمقراطية والتي القاها الرفيق سعيد يلدز مسؤول فرع السويد، في الذكرى ٦٢ لتأسيس المنظمة. يوم الاحد الفائت ١٤ تموز ٢٠١٩، وذلك في النادي الاثوري في بوتشيركا/ستوكهولم.
سعيد يلدز:
“62 عاما هي طويلة في حياة الامم والشعوب المستقرة والتي لها وطن، لكنها تبقى مدة قصيرة في حياة الامم والشعوب غير المستقرة والتي لا وطن يجمعها، ومنقسمة قوميا بين ملل وطوائف”
“ليست الرجولة ان نشتم الآخرين، فهي اقصر الدروب وأسهلها. بل الرجولة تقتضي العمل الدؤوب ليتمكن شعبنا ان يكون شريكا حقيقيا في وطنه”
استهل الرفيق يلدز كلمته ترحيبا بممثلي الأحزاب والمؤسسات والحضور، ثم عرض حال شعبنا المتشرذم والمنقسم مذهبيا، تراثيا، لغويا وجغرافيا، وكيفية نزوحه من أماكن سكناه كحيكاري، دياربكر، ماردين، بشيرية وقرى طورعابدين. ذلك على إثر مجازر الإبادة الجماعية التي تعرض لها عام ١٩١٥، ليستقر في وطن آمن رسم حديثا، ومنه من اختار القامشلي/زالين الوليدة حديثا سكنا اخيرا. ثم اكمل الرفيق يلدز عرضه هذا ليركز على مدينة القامشلي التي شعر فيها شعبنا، بكافة طوائفه، بقسطا من الأمان. فسرعان ما لملم جراحه من مجازر سيفو ١٩١٥ في تركيا، ومجزرة سيميلي ١٩٣٣ في العراق، ليواكب عصر نهضة القوميات. تنادى، وعلى افكار رجالات الأمة السابقين، وبذهن متفتح، شباب غيارى ومن كافة طوائف شعبنا، للنهوض بهذا الشعب المنقسم ليؤسسوا ولأول مرة في تاريخ هذا الشعب، المنظمة الاثورية الديمقراطية من احل وجود وحرية شعبنا وذلك في ١٥ تموز ١٩٥٧. أضاء الرفيق يلدز على دور المنظمة في نشر التراث، الأدب، الفن والفلكلور، حيث قدم التحية والامتنان لكل أولئك الأوائل اللذين ابدعوا وساهموا وعززوا الشعور القومي بين ابناء شعبنا، ليخلص بالقول بان المنظمة هي حقا مدرسة تراثية وأدبية ومن ثم قومية في حياة شعبنا المنقسم الى كنائس وطوائف ومذاهب. تطرق الرفيق سعيد للخاصية التي تُميز قضية شعبنا عن باقي الشعوب المحيطة بنا، حيث برهن على ذلك، الى جانب الانقسام المذهبي، حال وأوضاع شعبنا في المهجر وتشتته في دول، مما يعيق الأجيال القادمة في خلق صيغ وأدوات التفاهم والتقارب، وبالتالي صعوبة الاتحاد والتوافق في تشكيل هوية جامعة لهذا الشعب. لذا شدد يلدز على عدم التقوقع في التاريخ ووجوب الخروج منه لنشخص حالة شعبنا اليوم ونتفهم بواقعية إمكانياته ليتسنى لنا ان نعمل ونفعّل قضيته المركزية، لخلق مستقبل يليق بكرامة الأجيال القادمة. استكمل يلدز حديثه لما سبق باننا لا نملك ترف الوقت في الخصومة فيما بيننا كأحزاب ومؤسسات وكنائس، لا بل لا نملك ذلك الحق في استمرار تلك الخصومة، لاننا امام حالة ( حياة او فناء) شعبنا. لذا، والقول دائما ليلدز، فان حال شعبنا اليوم يلقي على عاتقنا كمنظمة الكثير من الجهد والعمل في ميادين السياسة. في إطلاق صفة “أعداء “، ذكّر الرفيق يلدز باجتياح تنظيم داعش للموصل، حيث تحرك من الرقة وفي ارض مكشوفة، وعلى مرأى من قوات، روسيا، تركيا، النظام السوري، ايران والولايات المتحدة، ثلاثة آلاف من عناصر داعش لاجتياح الموصل. مازال شعبنا يذكر فقط تواطؤ حكومة الإقليم في العراق ويستثني المتواطئ الأكبر جيش الحكومة المركزية في بغداد بالتخلي عن كافة معداته الثقيلة لصالح مقاتلي داعش، والتخلي ايضا عن مسؤوليته القانونية عن سهل نينوى والذي هو رسميا تحت إدارة الحكومة المركزية في بغداد. لذا شدد يلدز على ان نكون دقيقين جدا في تحديد ” الأعداء”، فلا يجب ان نصدر أحكامنا ونتهم شعوبا كاملة بجريرة الأعمال الإجرامية لحكّامها!
في خطاب الكراهية، شدد الرفيق سعيد يلدز على القطع التام في نهج المنظمة الاثورية مع الخطاب الشعبوي الذي يثير التعصب لدى جيل الشباب، إيماناً منا نحن في المنظمة باننا منظمة سياسية ذات أهداف واضحة وواقعية، نسعى الى تثبيت وجود شعبنا في أوطانه. فليس من المنطق ان نعلن مشاعر الحب لوطننا ( بين النهرين)، في حين نصدّر خطاب كراهية تجاه الكرد او العرب او الترك او الفرس. نحن، ولطالما نريد العيش في اوطاننا وما بين تلك الشعوب، فيجب علينا بناء جسور العيش المشترك فيما بيننا لكي نبني وطنا ديمقراطيا آمنا مشتركا لجميعنا. ليس هناك خلاصا فرديا لأي شعب من الشعوب في تلك المنطقة إلا عن طريق الديمقراطية، وما حصل في انتخابات إسطنبول الأخيرة خير دليل على عدم قدرة الترك لوحدهم، دون مشاركة الغير، التفرد في حكم تركيا وتقويض أسس ديمقراطيتها! خطاب الكراهية، والكلام دوما ليلدز، لا ينشئ سوى زعامات برجولة كاذبة، فالرجولة الحقيقية تقتضي منا العمل على تثبيت وجود شعبنا في أوطانه، وان يكون شريكا حقيقيا لجيرانه. في صدد الانفجار الاخير في القامشلي والحرب في سوريا عموما، قال يلدز بانه لا يجب ان توهن عزيمتنا، ولا يجب ان نرى الطريق مظلما. الانفجار امام كنيسة العذراء في القامشلي كان رسالة واضحة لنا كشعب، ومفادها ( ليس لكم مكان هنا ). لكننا نقول باننا باقون هنا في وطننا وسنحيل ما حصل الى فرصة وسبب لالتفاف كامل شعبنا السرياني الاشوري حول قضية تثبيت وجوده في ارضه. وبهذه المناسبة نحن في المنظمة الاثورية نطالب المجتمع الدولي بتولي مسؤولياته الأخلاقية والسياسية لإيقاف عجلة الحرب الدائرة في سوريا منذ اكثر من ثمانية أعوام، والبدء بالحل السياسي بعد ان تم الإعلان رسميا عن القضاء على داعش، لانه من السهل خلق داعش جديدة اذا لم يتم التوصل الى اتفاق بين الدول الفاعلة في الحرب وخاصة منها امريكا وروسيا! الرسالة الدائمة في خطاب المنظمة لشعبنا الاشوري حملها الرفيق سعيد يلدز للحضور حيث قال: من يعمل في السياسة يجب ان يتحلى بالصبر والنفس الطويل. دورنا نحن من هنا هو بث الأمل وتقديم كافة أشكال الدعم لشعبنا ليتمكن من الاستمرار والتشبث في الارض. العمل على تقريب وجهات النظر والمواقف بين فرقاء شعبنا. كفى للفتنة الدائرة بين طرفي السوتورو . كفى للفتنة بين موالين ومعارضين وإدارة ذاتية. نحن على يقين بان طرف هو بحاجة للطرف الاخر. واخير، وكيفما حط الحل في سوريا، سنبقى نحن جميعا ابناء شعب واحد. نحن كمنظمة اثورية ديمقراطية ندعو جميع احزاب ومؤسسات وكنائس شعبنا فنقول: نحن مستعدون ان نلتقي في الوسط دون ادنى شروط، وليس تحت شروط اي طرف من الأطراف. كل طرف يضع التسمية ( آشورية. آرامية. سريانية. كلدانية ) كشرط مسبق للعمل المشترك، يبقى طرفا معيقا وسببا في عدم القيام باي عمل مشترك. كل طرف يتمترس خلف أيديولوجيته الحزبية واستراتيجيته واصطفافاته، ولا يقدم خطوة نحو الجلوس والاتفاق حول القضية الأهم وهي ( حياة او فناء ) وجود شعبنا في وطنه، هذا الطرف لا يعمل لمصلحة شعبنا. نحن كمنظمة نمد يدنا، في الوطن كذلك في المهجر، لجميع احزاب ومؤسسات شعبنا بكافة تسمياتهم، لخلق عمل مشترك وموحد للقضايا التي تجمعنا، لا للقضايا الخلافية المعيقة. في الختام قدم الرفيق سعيد يلدز الشكر والتحية لكل من ناضل، بغض النظر عن مدد انتسابهم، في صفوف المنظمة الاثورية. ولكل الرفاق اللذين عانوا اقل أنواع التضييق والعذاب الى من ذاق مرارة السجن. ثم قدم التحية لقيادة المنظمة اليوم، وخص بالذكر الرفيق كبرئيل موشي المسؤول السابق للمكتب السياسي لنضاله ولقضائه سنتان ونصف خلف قضبان السجن في دمشق. كما وقدم الشكر والتحية لأولئك الجبابره الصامدين في الوطن.