06-08-2018
أصدر المكتب السياسي في #المنظمة_الآثورية الديمقراطية اليوم الإثنين بيانا لمناسبة عيد الشهيد السرياني الآشوري هذا نصه:
يحتفل أبناء شعبنا في الوطن ودول الانتشار بعيد الشهيد السرياني الآشوري في السابع من آب، الذي يتزامن والذكرى الخامسة والثمانين للمذبحة التي وقعت في قرية #سيميل والمناطق الواقعة في محيطها ظهيرة يوم الاثنين الواقع في السابع من آب العام 1933، والتي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين العزل، معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال. تلك المذبحة المروعة التي ارتكبها الجيش النظامي العراقي بقيادة المجرم بكر صدقي في وضح النهار، بأوامر وتغطية سياسية من الحكومة العراقية آنذاك بزعامة المجرم رشيد عالي الكيلاني.
ووفق أحكام ومعايير القانون الدولي اليوم فإن ما حدث في السابع من آب كان ليوسم بأنه جريمة حرب موصوفة وتامة الأركان، حيث النوايا والوقائع والأدوات ظاهرة، وحيث المخططون والمنفذون والضحايا لا لبس في هوياتهم.
لم تكن مذبحة سيميل، في سياق الحدث التاريخي، إلا استمرارا لنهج ضرب واقتلاع المكونات والأقليات القومية والدينية واللغوية في المنطقة، إلا أن هذه المذبحة – التي سعت للقضاء على مسيرة نضال قومي طالب بحق الشعب الآشوري السرياني في نيل حقوقه المشروعة كبقية شعوب المنطقة إبان الحرب العالمية الأولى – بالذات، رسمت خطا أخلاقيا فاصلا بين ارتكابات الدول المتلطية خلف العشائر والعصابات كما حدث في مجازر #سيفو العام 1915، وبين ممارسات الحكومات التي تخطط وتنفذ جرائمها في وضح النهار وسط صمت وتواطؤ دوليين كما حدث في سيميل، ما فتح الباب واسعا أمام الأنظمة القمعية في المراحل اللاحقة لتشريع ارتكاب المزيد من هذه المجازر ضد شعوب المنطقة. وما الأحداث المريرة التي شهدتها وتشهدها منطقتنا في العقود الأخيرة والمستمرة لتاريخه، إلا دليلا ساطعا على هذا المنحى الإجرامي. وهذا ما جعل من السابع من آب تحديدا عيدا للشهداء السريان الآشوريين رغم أن مجازر ومآسي أخرى شنيعة سبقت هذا التاريخ ولحقت به.
إنطلاقا من هذه الرؤية فإن #المنظمة_الآثورية_الديمقراطية، إذ تصر على إحياء هذه الذكرى المهيبة سنويا، فإنها ترمي من خلال هذا الاستذكار إلى تحقيق جملة من الأهداف:
أولا: تخليد ذكرى من قدموا أرواحهم قربانا على مذبح وجود الشعب #السرياني_الآشوري وحريته، وتكريس مفهوم التضحية، وتعظيم مكانة الشهادة والشهداء في تاريخ شعبنا والشعوب الأخرى.
ثانيا: تذكير شعوب المنطقة أن لا فرق لدى الأنظمة الدكتاتورية بين عربي أو كردي أو آشوري (سرياني)، يطالب بحقوقه المشروعة. فهي تعمل بالسرعة القصوى على سحق أي حراك شعبي أو سياسي، مهما كان سلميا. وما يحدث اليوم على مختلف الساحات وخاصة منه الساحة السورية، من تكرار مشين لذات الجرائم، هو خير دليل.
ثالثا: مسح الأحقاد ووضع جراح الماضي جانبا، والتوقف عن اجترار اللطميات السياسية والتذكير بالمظلوميات التاريخية، والانصراف عن خطابات التقوقع والانعزال، والتوجه، بدلا عن ذلك، إلى تعزيز المشتركات الإنسانية والارتقاء بالرابطة الوطنية بين المكونات القومية ضمن حدود الوطن الواحد، والاعتراف الدستوري بحقها في الوجود والشراكة الوطنية في جميع مستوياتها، لما يمثله ذلك من ضمان قانوني لعدم العودة إلى الوراء مجددا.
رابعا: الانتقال بشعوب المنطقة وأنظمتها ودولها من دائرة العنف إلى مربع الديمقراطية، حيث تتعزز ثقافة الحوار وقبول الآخر، وتسود قيم الحرية والتعددية وحقوق الإنسان.
وبهذه المناسبة تجدد المنظمة الآثورية الديمقراطية عهدها لشهدائنا ولأبناء شعبنا ووطننا على مواصلة نضالها القومي والديمقراطي، ومناصرة قضايا الشعوب المضطهدة في المنطقة من أجل الحرية، وتؤكد مجدداً، أن نضالها السلمي من أجل تحقيق ما استشهد من أجله أطفال سيفو وسيميل وصوريا وسيدة النجاة والخابور وغيرها من المآسي الممتدة على خارطة معاناة شعبنا، سيستمر ويتجدد ويتعزز، وسينتهج جميع السبل المشروعة التي يضمنها القانون المحلي والدولي، حتى تتحقق مطالبنا في بناء وطن حر يحتضن جميع أبنائه بكرامة ودون تمييز، ويعترف بوجودنا كشعب يعيش على أرضه التاريخية بجدارة ودون منة.
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي
سوريا – الأثنين 6 آب 2018 م