سامي المالح – موقع عنكاوا 06-11-2018
تعودنا في اسرة عنكاوا كوم، ان نلتقي كلما اتيحت لنا فرصة مع الناشطين من السياسيين والكتاب والفنانين ومنظمات المجتمع المدني من ابناء شعبنا، بغية توطيد العلاقات والتعاون والحوار المباشر المفتوح حول اوضاع شعبنا ومستقبله في الوطن والمهجر في أطار التعقيدات والتطورات والتغييرات الدراماتيكية التي تجتاح المنطقة منذ عقود.
يوم الجمعة الثاني من نوفمبر الجاري، التقينا في ستوكهولم، بمسؤول المكتب السياسي للمنظمة الاثورية الديمقراطية (مطكستا) رابي كبرئيل موشي بمعية رابي سعيد يلدز مسؤول المنظمة في السويد، في جلسة حوار ودية مفتوحة، حدثنا فيها رابي كبرئيل عن واقع الاوضاع والظروف التي يعيشها شعبنا في سوريا اليوم، كما وسلط لنا الاضواء على سياسة ومواقف ورؤية المنظمة ونشاطاتها وعلاقاتها قوميا ووطنيا، وأجاب مشكورا على العديد من التساؤلات وأستمع بأهتمام وتفاعل مع الكثير من ملاحظاتنا وآرائنا.
زيارة رابي كبرئيل موشي للسويد كانت في اطار جولته في اوربا ولقاءاته مع ابناء شعبنا ومشاركته في نشاطات المعارضة السورية والندوات والحوارات التي يرعاها الاتحاد الاوربي وبعض المؤسسات الاوربية المهتمة بالسلام والحوار والديمقراطية.
فيما يلي مختصر للنقاط الاساسية التي تناولها وأكد عليها ضيوفنا من مطكستا:
اولا/ ان الاوضاع على الارض في سوريا معقدة للغاية، فالسلطة في دمشق وبالاعتماد على حلفائها – روسيا وايران – لاتزال تسعى الى السيطرة وتشديد قبضتها عسكريا وقمع المعارضة والقفز على كل التغييرات التي طرأت على الارض خلال السنوات القاسية الماضية التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الضحايا وتشرد الملايين من ابناء البلد. المنظمة الاثورية الديمقراطية ومن منطلق مسؤولياتها و التزاماتها الوطنية والديمقراطية تنشط في اطار المعارضة السورية بأطرافها وقواها وتنوعها، وتساهم من خلال الحوار وبشكل سلمي رسم ملامح مستقبل سوريا كبلد ديمقراطي مدني يتسع للجميع ويضمن دستوريا التعايش وأقرار واحترام حقوق كل المكونات الاثنية والدينية دون تمييز.
ثانيا/ مطكستا حريصة، في الاوضاع المعقدة واجواء الحرب والعنف والشحن الطائفي والقومي ومن منطلق واقع شعبنا ومصالحه وضمان مستقبله في الوطن، على تطوير علاقاتها مع ممثلي كل القوى والاطراف السياسية، والسعي من خلال ذلك الى تطويرعلاقات شعبنا بكل المكونات الاثنية والدينية التي نعيش ونتفاعل معها في الوطن على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
ثالثا/ مطكستا تسعى بجدية، كما كانت دائما، على توحيد كل الجهود والطاقات التي يملكها شعبنا بكل تسمياته دفاعا عن وجوده ومصالحه ومستقبله. وفي هذه القضية الهامة والمصيرية نحاول بجدية وشعور عالي بالمسؤولية أن نتحاور باستمرار ونتعاون مع القوى السياسية الاخرى رغم الاختلافات في الرؤية والمواقف والسياسات، وكذا الحال مع مؤسسات شعبنا المختلفة والكنائس ورجال الدين. كل ذلك من أجل العمل كل حسب امكاناته وعلاقاته ومحيطه وتأثيره في طرح قضية شعبنا وتعزيز وجوده وضمان أمنه وسلامته ومستقبله في الوطن. فأدوارنا يجب ان تكمل بعضها في اطار القضية والاهداف الواحدة بعيدا عن الاقصاء والتعالي والتنافس السلبي. وأكد رابي كبرئيل في هذا الصدد على انهم في المنظمة يهتمون بمتابعة اوضاع شعبنا في العراق وكانوا بأستمرار دعما للجهود المبذولة من اجل توحيد الجهود والطاقات والامكانات، ويحاولون في ذات الوقت استيعاب التجارب والعبر من اجل تطوير سياساتهم وعملهم الوحدوي. فلمنظمتنا، مثلا، تفاهمات والعديد من البيانات المشتركة مع حزب الاتحاد السرياني حول عدم قبولنا بتهميش شعبنا الاشوري السرياني وطرح مطالباتنا الموحدة بألأعتراف الدستوري بوجود شعبنا وأقرار حقوقه المشروعة ضمن سورية موحدة مدنية ديمقراطية.
رابعا/ كان ثمة اتفاق بيننا في عنكاوا كوم ومطكستا حول أهمية تطوير أعلام شعبنا بمختلف المستويات وتطوير نشاطات مؤسساتنا الثقافية وحواراتنا والعمل المستمر بالتعريف بقضية شعبنا العادلة بمختلف اللغات للشعوب الشقيقة التي نعيش معها وتربطنا معهم علاقات تاريخية ومصالح مشتركة. وتم التأكيد على أهمية بناء علاقات متوازنة واحترام متبادل واستقلالية بعيدا عن الحساسيات والمزايدات والتعصب من جهة وعدم قبول الرضوخ والخضوع والاستيلاء على ارادة شعبنا بمختلف الطرق والاساليب واستخدام مجموعات وافراد طارئين انتهازيين من جهة ثانية.
المنظمة الاثورية الديمقراطية التي تأسست في 15 تموز عام 1957 تعتبر اقدم حزب آشوري/سرياني في سوريا، وهي الى يومنا هذا محضورة رسميا من قبل السلطات ،وتعرض قادتها وكوادرها ومنهم رابي كبرئيل موشي الى السجون والاعتقالات. انضمت المنظمة الى اعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي عام 2006. كما أن وكانت عضو مؤسس في المجلس الوطني السوري والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.