الرئيسية / أخبار سوريا / المنظمة الآثوريّة الديمقراطيّة السوريّة تمثّلني أيضاً وأيضاً

المنظمة الآثوريّة الديمقراطيّة السوريّة تمثّلني أيضاً وأيضاً

بقلم هوشنك أوسي*

قبل ما يزيد عن خمس أعوام، وتحديداً في 21/3/2012، كتبت ونشراً مقالاً بعنوان: “المنظمة الآثوريّة الديمقراطيّة السوريّة تمثّلني” وتم نشره في اليوم التالي. طويت المقال على بعض الأفكار التي أرى أنها ما زالت صالحة ليومنا هذا. كما أوكد أنني ما زالت عند هذه الأفكار والرؤى والقرار الوارد في المقال. وبما أننا نمرّ بذكرى مرور 60 سنة على تأسيس المنظمة الآثورية الديمقراطيّة في سوريا، ارتأيت أنه من الاهمية بمكان إعادة نشر جز من المقال، على أمل أن تلقى الأفكار الواردة فيه صداها في الوسط السياسي والثقافي الآشوري-السرياني.

ينبغي للحال الحزبيّة السوريّة، ان تتخلّص من تلك الحمولة المتوارثة، القوميّة والدينيّة والمناطقيّة، شريطة ان يكون الكل للجزء، والجزء للكل. الكل يعترف بالكل، والكل يخدم الكل. والكل يحرص على مصالح كل جزء، وكل جزء، يدافع عن مصلحة وحقوق باقي الاجزاء، مع تعزيز مصلحة وحقوق الكل في الوطن والدستور وثروات الوطن. يجب ان تنشط الاحزاب بذهنيّة مؤسسات المجتمع المدني المنفتحة على الكل، لا بذهنيّة القوميّات المنغلقة والقبائل والعوائل السياسيّة. وهنا، فأنني اعتبر ان المنظمة الآثوريّة الديمقراطيّة تمثّلني، ككردي سوري، مسلم، سنّي، لكونها تطالب بالاعتراف الدستوري بالشعب الآشوري السرياني وتضمين كل حقوقه القوميّة والسياسيّة والثقافيّة. وهذا ما أطالب به أيضاً، الى جانب المطالبة بحقوق الشعب الكردي. وكذلك، أيّ حزب كردي، يجب أن يمثّل الشعب الآشوري السرياني، عبر المطالبة بحقوق الشعب الآشوري السرياني، الى جانب المطالبة بحقوق الشعب الكردي. ما يعني، انه يجب ان نوصل بالحال السياسيّة الحزبيّة لدرجة ان المواطن السرياني يدافع عن حقوق الكردي والعربي والتركماني، أمام السرياني، وأن يدافع الكردي عن حقوق السرياني والعربي والتركماني أمام الكردي. وأن يدافع المسلم السنّي عن حقوق المسيحي واليهودي والايزيدي والدرزي والعلوي والاسماعيلي والمرشدي…، وبالتالي، تتحرر الاحزاب من أغلال القومويّة، والادلجة الدينيّة والطائفيّة المقيتة، التي تدفعها لأن تكون أحزاب عنصريّة وطائفيّة، ويصبح هاجسها الوطن والمجتمع والانسان والبيئة، والحزب الاجدر والاحسن والاكثر حظياً باحترام الناس، هو الاكثر اخلاصاً في تقديم أفضل الخدمات للمواطن. لنصل الى حزب المواطن، حزب الوطن، حزب المجتمع، كل المجتمع، لا حزب القوميّة، وحزب الدين، وحزب الطائفة، وحزب القبيلة والاسرة والشخص!.
ولأننا نعيش زمن الثورة، والتبدّلات، والسير بالانسان نحو التحرر من تراكمات الأغلال والاوهام، فيمكن ان تعتبر قيادة المنظمة الآثوريّة الديمقراطيّة في سورية، هذه الاسطر، بمثابة طلب انتساب اليها، من مواطن كردي سوري، علماني التفكير والتوجّه، مسلم الديانة. وفي الوقت عينه، اطالب اخوتي من الكرد والعرب والتركمان والشركس والارمن والروم والعلويين والدروز والاسماعليين والايزيديين…، وكل مكوّنات الشعب السوري، بتقديم طلبات الانتساب للمنظمة الآثوريّة، تحفيزاً لما تقدّم من رؤى وأفكار، اعتقد جازماً؛ ان الحال السياسيّة السوريّة بأمسّ الحاجة اليها. وفي الوقت عينه، أدعو الاخوة السريان والعرب وكل مكوّنات النسيج الاجتماعي الحضاري السوري الى الانتماء للاحزاب الكرديّة، لنصل لمرحلة الانفتاح الوطني العميق والحقيقي، انفتاح الكل على الكل، انفتاح القلوب على بعضها، انفتاح العقول على بعضها. وبتقدري، إذا لم تتكلل الثورة السوريّة بهذا النوع من الانتفاح، هذا يعني ان الحريّة والتحرر الذهني والفكري، لا زالا بعيدي المنال، حتّى لو اسقطت الثورة السوريّة النظام. فالاستبداد والانغلاق والتسلّط هو وعي وذهنيّة، قبل ان يكون نظام سياسي أمني.

آمل ان تقبل المنظمة الآثوريّة الديمقراطيّة السوريّة، متمثّلة في المكتب السياسي، ومسؤولها الأوّل الاخ الاستاذ غابريل موشه، طلب الانتساب العلني اليها، لأنني اريد حقّاً أن تمثّلني هذه المنظمة، أكثر مما تمثّلني الاحزاب الكرديّة. بقدر ما أريد ان تمثّل الأحزاب الكرديّة، المواطن الآشوري السرياني والعربي والتركماني، أكثر من تمثيلها للمواطن الكردي السوري.
طلب الانتساب هذا، الى جانب ما سبق ذكره، فيه ما يمكن اعتباره وفاء للدماء الآشورية والأرمنيّة التي اريقت في جبال كردستان، دافعاً عن حقوق وقضيّة الشعب الكردي. الى جانب الشعور بأنني مَدين للشعب الآشوري السرياني على تضحياته لأجل الكرد وحقوقهم وقضيّتهم. الى جانب الشعور بالاسف والحزن والخجل، من انزلاق بعض الكرد، فيما مضى، تحت تأثير الجهل والتجيير والتسييس الديني الذي قامت به السلطنة العثمانيّة للدين الاسلامي، وتورّطهم في المذابح التي تعرّض لها المسيحيون في شمال كردستان وتركيا. واعتقد اننا، كرداً وعرباً وسريان وأتراكاً…، وشرق أوسطيين، لا زالنا ضحايا تلك المذابح، بسبب تغلغل الذهنيّات الدوغمائيّة القوميّة والدينيّة في وعينا وسلوكنا.

*كاتب وباحث في المركز الكردي السويدي للدراسات

شاهد أيضاً

المنظمة تهنئ حزب بيث نهرين الديمقراطي بذكرى تأسيسه

31-10-2024 زار وفد من المنظمة الآثورية الديمقراطية مقر حزب بيث نهرين الديمقراطي في مدينة أربيل …