يحتفل السريان الآشوريون بعيدهم القومي، عيد رأس السنة البابلية الآشورية ( أكيتو )، في الأول من نيسان من كل عام في الوطن و المهجر. عبر الخروج إلى الطبيعة وإقامة المهرجانات والاحتفالات الشعبية، باللباس الفلكلوري والمسرحيات واللوحات الفنية الراقصة، التي تحاكي دراميا طقوس احتفالات الأكيتو التي كانت تستمر لمدة اثني عشر يوماً، تجسيدا للميثولوجيا الرافدية بأوضح صورها ومعانيها.
الأكيتو، بما يمثله اليوم من جسر يصل ماضي هذا الشعب بحاضره، بات مناسبة يعلن خلالها عن وجوده وحضوره القومي العريق، و صرخة تحدٍ في وجه تاريخ طويل من محاولات الصهر والتذويب والإقصاء، ومنبرا للمطالبة بحقه المشروع بنيل الاعتراف بوجوده وهويته القومية ضمن الدولة الوطنية الديمقراطية العلمانية.
إن ما أكتسبه هذا العيد من معانٍ ومضامين نضالية تحررية لم يأت من فراغ، بل جاء ثمرة نضال وتضحيات مدفوعة برؤية مبدئية وإرادة سياسية صلبة، تجلّت في منتصف القرن الماضي، بظهور المنظمة الآثورية الديمقراطية كأول حزب سياسي قومي بين صفوف هذا الشعب والتي شكّلت الحاضنة والرافعة السياسية والثقافية والاجتماعية الأبرز لتطلعاته في الوجود والحرية، واستطاع مناضلوها في سوريا بثباتهم وتحدّيهم لمنظومة الاستبداد وسياساتها الرامية إلى القضاء على كل أشكال التنوّع، من تكريس هذه المناسبة في الوجدان الشعبي كتعبير عن وحدة هذا الشعب وقيمه الحضارية.
اليوم، وبعد مرور ست سنوات على الثورة السورية، والتي تمكّنت في إحدى أهم تجلياتها من إعادة الاعتبار لسؤال الهوية والتنوع.بحيث بات “الأكيتو”، حاضراً أكثر من ذي قبل في الحوار السوري، برمزية ودلالة وطنية، تسعى لهوية متصالحة أكثر مع قيم التنوع والانفتاح وحقوق الإنسان. ومن هنا تأتي أهمية اعتماد هذا العيد، عيداً وطنياً، ومعه بقية الأعياد والمناسبات التي تعكس حقيقة التنوع السوري، وتأصيله في الوجدان الوطني الجمعي كركن تأسيسي في الهوية الوطنية السورية الجامعة.
إن مواجهة النظام للثورة السلمية للشعب السوري في عامها الأول، عبر الحلول الأمنية والعسكرية، قادت البلاد إلى حالتها الكارثية بكل جوانبها المأساوية وبكل تعقيدات الصراعات الدائرة فيها اليوم، وعلى الرغم من أنها أفقدت السوريين بهجة الأعياد والاحتفالات، إلا أنها لم تضعف إرادة السوريين في مواصلة مسيرة الحرية والكرامة رغم التضحيات الكبيرة، وكبقية السوريين، دفع السريان الآشوريون ثمنا باهظا جداً، في أرواحهم وممتلكاتهم وحضورهم، وبات وجودهم واستمرارهم في مواطنهم مهددا بشكل كبير، لا بديل لهم سوى التمسّك بإرادة التجذّر في الوطن، والأمل بنهاية قريبة للمأساة السورية، عبر الحل السياسي التفاوضي على قاعدة إعلان جنيف وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، تتحقّق معها تطلعات الشعب السوري في الانتقال من طور الاستبداد والدكتاتورية إلى طور الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان على أسس دستورية راسخة تضمن حقوق المواطنة المتساوية والشراكة الكاملة بين كافة السوريين.
إننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية إذ نتقدّم من أبناء شعبنا السرياني الآشوري في الوطن والمهجر ومن جميع السوريين بالتهاني بمناسبة عيد رأس السنة البابلية الآشورية “أكيتو”، فإننا نجدّد عزمنا على المضي قدما في نضالنا لإنجاز التغيير الديمقراطي المنشود، واستمرار نضالنا لنيل حقوقنا القومية المشروعة، بالتشارك والتعاون مع جميع أحزاب ومؤسسات شعبنا الذين كنّا ولا نزال نرى فيهم شريكا حتميا في معركة الوجود والحرية.
تحية إجلال وإكبار لأرواح شهداء شعبنا.
المجد والخلود لشهداء الحرية في سوريا.
عاشت سوريا وطنا حرا نهائيا لكل أبنائها
سوريا 31/12/6766آ – 31/3/2017م
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي
الرئيسية / أخبار سوريا / بيان المنظمة الآثورية الديمقراطية بمناسبة عيد رأس السنة البابلية الآشورية – أكيتو6767
شاهد أيضاً
المنظمة الآثورية الديمقراطية في أوروبا تقيم مخيمها السنوي للشبيبة
7-10-2024 نظّم فرع أوروبا للمنظمة الآثورية الديمقراطية مخيم الشبيبة السنوي في ألمانيا بين 3 و6 …