المنظمة الآثورية الديمقراطية ADO
تعتبر ذكرى يوم الخامس من شباط، مناسبة لاستذكار عطاءات رائد الفكر القومي الآشوري الملفان نعوم فائق أوائل القرن الماضي، والتي وضعت اللبنات الأولى للخطاب السياسي الوحدوي لدى معظم الصحف والمؤسسات والأحزاب في مجتمعنا السرياني الآشوري. إلا أنها مناسبة أيضا للولوج إلى الواقع القومي والسياسي الراهن، ليس لأخذ الدروس والعبر وحسب، وإنما لجعل المناسبة منصة للانطلاق نحو المستقبل رغم سواد الحاضر وقتامته.
إن ما ميز فكر المعلم الكبير نعوم فائق هو جرأته المطلقة في الطرح. فهو فكر من طبيعة حداثوية ثورية، يحمل عناوين غير تقليدية، فكر ينسف واقع التخلف الاجتماعي، والتفكك القومي، والولاء العشائري، والتعصب المذهبي الذي كان سائدا آنذاك. هو فكر يستند إلى رفض الواقع، والتمرد عليه، واجتراح الحلول عن طريق امتلاك الرؤيا، للانتقال بالمجتمع السرياني الآشوري إلى عالم النور والتنور، مجسدا كيف تكون النخبة والطليعة القومية رافعة حقيقية في مجتمعها، عندما يكون هذا المجتمع غارقا في الظلمة والعبودية.
لقد آثرت المنظمة الآثورية الديمقراطية طيلة العقود الماضية استذكار هذا المعلم الكبير عبر استحداث عيد الخامس من شباط ذكرى رجالات الأمة الآشورية، وعنت به استذكار رواد الفكر القومي جميعا، من كتاب وأدباء وسياسيين ولغويين ومناضلين ورجال دين، ممن حملوا مشعل النور ليضئ قدام الناس. بل وقد قامت المنظمة الآثورية بتكريم عدد كبير من نساء ورجالات الفكر والثقافة والسياسة المعاصرين تزامنا مع الاحتفال بهذه الذكرى المهيبة في السنوات الأخيرة، تقديرا لجهودهم وجهودهن في العمل القومي.
لقد انجب واقعنا المرير في السنوات العجاف الأخيرة عشرات الشخصيات التي تحمل في قلبها روح نعوم فائق. جنود مجهولون يعملون بصمت وإصرار لحماية وجود هذا الشعب، والدفاع عن مصالحه وانتزاع حريته والدفاع عن حقوقه، سيذكرهم التاريخ وسينصفهم شعبنا السرياني الآشوري لا محالة.
إن الواقع المرير الذي يمر به شعبنا السرياني الآشوري في الوطن، يحتم علينا أن نقتدي بتضحيات جيل الكبار من أمثال الملفان نعوم فايق، ونضع جانبا كل القضايا الثانوية، والخلافات الحزبية والكنسية، لنوحد الجهود من أجل حماية وجود شعبنا في أرض الوطن، أرضه التاريخية التي عاش عليها منذ آللاف السنين. إن وجودنا بات اليوم عل المحك، فهل نكون أو لا نكون؟!
سوريا في 5 شباط 2017
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب الإعلامي
