الرئيسية / أخبار سوريا / مطاكستو: “ذبح السريان الآشوريين مرتين، مرة عبر الإبادة المباشرة مع بقية مسيحيي تركيا، ومرات عديدة عند كل تغافل عن ذكر ما تعرضوا له من مجازر هي الأكبر في تاريخهم الطويل” .

مطاكستو: “ذبح السريان الآشوريين مرتين، مرة عبر الإبادة المباشرة مع بقية مسيحيي تركيا، ومرات عديدة عند كل تغافل عن ذكر ما تعرضوا له من مجازر هي الأكبر في تاريخهم الطويل” .

 

آدو نيوز- سوريا

بيان المنظمة الآثورية الديمقراطية
بمناسبة الذكرى 101 لمذابح ال “سيفو”

يستذكر السريان الآشوريون في جميع مناطق تواجدهم في الوطن وبلاد الانتشار، في الرابع والعشرين من نيسان من كل عام، ذكرى عمليات الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها خلال سنوات الحرب العالمية الأولى، على يد قوات حكومة الاتحاد والترقي العثمانية وأعوانها.
لقد أتت تلك المذبحة على حياة مئات الآلاف من أبناء الشعب السرياني الآشوري بكل طوائفه، وهدم ومصادرة معظم قراهم وأديرتهم وكنائسهم والقضاء على وجودهم في أراضيهم التاريخية في جنوب شرق تركيا وصولا إلى حدود إيران، والمعروفة في أدبيات شعبنا ب “بيت نهرين العليا”، وليتم إفراغ المنطقة من أحد أقدم سكانها الأصليين في جريمة كانت الأبشع في العصر الحديث في ظل صمت دولي مريب لحد التآمر.
صحيح بأن ما عرف بال (فرمان)، الذي صدر عن السلطة العثمانية في حينه، خص الشعب الارمني صراحة، إلا ان تنفيذه على ارض الواقع شمل كل الشعوب المسيحية في المنطقة، لكن قلة من الناس تحدثت عن ذلك وبقيت المذبحة لفترة طويلة مرتبطة بعبارة ” الإبادة الأرمنية”، وبذلك ذبح السريان الآشوريين مرتين، مرة عبر الإبادة المباشرة مع بقية مسيحيي تركيا، ومرات عديدة عند كل تغافل عن ذكر ما تعرضوا له من مجازر هي الأكبر في تاريخهم الطويل .
لقد تسببت تلك المجازر الفظيعة التي ارتكبها (دواعش) ذلك العصر، بجرح، حفر عميقا في ذاكرة هذا الشعب، حيث مازالت آثارها الاجتماعية والسياسية والثقافية والوجدانية ماثلة الحضور حتى الوقت الراهن، وإن بعد مرور قرن كامل عليها؛ وما بقاء ذلك الأثر حيا، سوى دليل على هول ما جرى في تلك الجريمة (الإبادة).فلا تكاد تجد أسرة لم يقتل لها جد أو أكثر أو جدة أو قريبة سبيت وأجبرت على تغيير دينها وهويتها، كما أدت إلى تغيير كبير في البنية الديمغرافية للمنطقة، وهجرت من تبقى منهم حياً، إلى سوريا الحالية ولبنان وفلسطين والأردن ومنهم من هاجر إلى روسيا وأرمينيا وأمريكا الشمالية والجنوبية. 
إن ما دفعه شعبنا من أثمان باهظة نتيجة تمسكه بعقيدته وهويته القومية الحضارية، حتى بات يشكل أقلية عددية في موطنه التاريخي الذي شهد إبداعه ودوره الحضاري المستمر، لم يدفعه يوما إلى القنوط واليأس، بل سعى دوما للتجدد والبناء والبحث عن مواطنة كاملة تساويه مع بقية شركائه في الوطن، وشكل رافعة اجتماعية وثقافية وسياسية لكل الأفكار التي تدعو لنبذ العنف والاستعلاء القومي أو الديني في ظل الدولة العلمانية والنظام الديمقراطي. لكن ما تلا لاحقا من أحداث، أبت إلا ان تنكأ جراحه التي حاول التعالي عليها، ليستعيد في كل مرة صور تلك الفظائع التي اختزنتها ذاكرته الجمعية، ولتذكره بأنه مستهدف فقط بسبب عقيدته وهويته القومية، فمن مذبحة سيميلي عام 1933، التي مثلت إرهاب الدولة بمعناه الصارخ، إلى عمليات القتل والخطف على الهوية وتصفية رجال الدين المسيحي، وتفجير الكنائس اعتبارا من عام 2003 في العراق عبر التنظيمات الإسلامية المتطرفة، وصولا لمجازر الإبادة الجماعية الجديدة على ايدي عصابات داعش وأخواتها في الموصل وسهل نينوى و في سوريا في الخابور وصدد والقريتين ومعلولا وادلب وغيرها. الأمر الذي جاء نتيجة السياسات الشوفينية التي مارستها الأنظمة الحاكمة في كل من سوريا والعراق بحق شعبنا وبقية شعوب المنطقة، والتي أفشلت مشروع الدولة الوطنية وساهمت في تنامي التطرف والنزعات العنصرية وأوجدت المناخ المناسب لبروز ظاهرة التنظيمات الإرهابية الظلامية، التي تستهدف وبشكل ممنهج وجود شعبنا المادي ومحو ميراثه الحضاري.
إن إحيائنا لذكرى (السيفو)، لم يكن يوما لإثارة الأحقاد والضغائن اتجاه أي من شعوب المنطقة ولا نزوعا للثار والعداء، بل دعوة إلى ورثة كل من شارك بها شعوبا وحكومات، للاعتراف بها أولا كسبيل وحيد للتخلص من عبء ماض أليم، والاتعاظ من دروس التاريخ لكي لا يتكرر بنفس مآسيه، والعمل معا كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات لنحمي حاضرنا ونؤسس لمستقبل أكثر عدلا وأكثر إنسانية.
وعلى الرغم من تأخر مؤسسات هذا الشعب في إحياء هذه المناسبة وخاصة الكنسية منها، إلا ان المنظمة الآثورية الديمقراطية كانت من السباقين في إحيائها وإبرازها للرأي العام العالمي، كإبادة لشعب له هويته القومية بالإضافة لعقيدته المسيحية، وليس كطائفة أو كنيسة بعينها، كما يحلو للبعض تسويقها مؤخراً، والذي أثمر، مع جهود بقية مؤسسات شعبنا، إلى تحقيق اعتراف العديد من الحكومات بوقوع إبادة جماعية بحق الشعب السرياني الآشوري. وبهذه المناسبة فإننا نجدد إصرارنا على الاستمرار في العمل مع بقية قوى شعبنا، حتى انتزاع اعتراف الحكومة التركية بال”سيفو” وما يترتب عليه قانونيا من تعويض مادي ومعنوي لأبناء الضحايا الأبرياء باعتبارها جريمة إبادة جماعية كاملة الأركان القانونية وفق توصيفات ومعايير الجهات الدولية المتخصصة.
ستبقى ذكرى شهداء ال ” سيفو ” حاضرة في وجداننا عبر الأجيال، فلن يموت حق وراءه مطالب.
سوريا في 24 نيسان 2016

المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي

 

شاهد أيضاً

المنظمة الآثورية الدينقراطية والحزب الآشوري الديمقراطي في سوريا يقيمان احتفالاً مشتركاً بيوم الشهيد الآشوري

08-08-2024 أقامت المنظمة الآثورية الديمقراطية والحزب الآشوري الديمقراطي في سوريا احتفالاً مشتركاً في ذكرى يوم …