داوود داوود:”ان التعايش الاجتماعي العميق الجذور بين مكونات الشعب السوري عامة ومجتمع الجزيرة السورية خاصة منذ مئات السنين يوفر الحصانة والحماية ضد أية محاولة لضرب هذا النسيج الاجتماعي المتداخل”
لآدو نيوز – ديريك(المالكية)
شارك وفد من المنظمة الآثورية الديمقراطية يترأسه المهندس داوود داوود نائب مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية يوم الإثنين 11 نيسان 2016، في منتجع عازار بمدينة ديريك (المالكية)، في أعمال “لقاء المحبة” لدعم العيش المشترك، الذي نظمته ودعت له كنيسة الإتحاد المسيحي الإنجيلية الوطنية بالمالكية.
وشهد اللقاء حضورممثلين عن مختلف القوى السياسية والمؤسسات المدنية في منطقة الجزيرة ومن كل المكونات القومية والدينية.
وافتتح اللقاء بكلمة كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلية الوطنية التي ألقاها راعي الكنيسة القس يوسف نعيم و الذي أكد من خلالها على أهمية المحبة كقيمة عليا رابطة بين المكونات واعتبرها العامل الرئيس لاستيعاب جميع الخلافات بينها، مؤكدا أن الله محبة.
بدوره، ألقى الرفيق داوود داوود كلمة المنظمة الآثورية الديمقراطية أكد فيها على المحبة ودورها في تكريس قيم العيش المشترك وعرض أهم المفاهيم الاخلاقية والقانونية التي تدعم الاستقرار وتحمي السلم والأمان في النسيج الاجتماعي.
كما ألقى ممثلو بقية الاحزاب والمؤسسات كلماتهم التي أكدت على قيم السلم الأهلي والعيش المشترك كل بحسب مقاربته الخاصة.
يذكر ان هذا اللقاء هو الثاني الذي تنظمه كنيسة الاتحاد المسيحي الانجيلية في ديريك، حيث كانت قد نظمت لقاءها الأول بعام 2013.
نص كلمة المنظمة الآثورية الديمقراطية في اللقاء:
الأخوة في كنيسة الاتحاد المسيحي الانجيلية الوطنية
السادة رجال الدين الأفاضل
السادة ممثلي الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني
الأخوة والأخوات الحضور
مساء الخير
بداية لابد من تقديم الشكرباسمي واسم المنظمة الآثورية الديمقراطية لكنيسة الاتحاد المسيحي الانجيلية لدعوتها واقامتها هذا اللقاء الذي جمع ممثلين عن كل ألوان الطيف المجتمعي القومية والدينية , الأخوة في التاريخ والحاضر والمستقبل والمصير .عرب وأكراد وسريان آشوريين وأرمن , مسيحيين ومسلمين وايزيديين , تحت عنوان لقاء المحبة لدعم العيش المشترك .
ما أروعها كلمة المحبة وكم نحن بحاجة اليها . انها أعظم كلمة في جميع اللغات وأنبلها , حتى انها رقيت الى مصاف الألوهية وسميت بها (الله محبة) . المحبة تعبير عذب للحياة , انها المحتوى الأسمى للحياة . المحبة طاقة الحياة القوية والسامية . المحبة قمة الفضائل جميعا , هي أفضل من العلم وأفضل من الايمان والرجاء . ولهذا قال السيد المسيح له المجد : أحبوا اعداءكم ,باركوا لاعنيكم , احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويضطهدونكم .
ما أروع هذه الأعجوبة التي خلقها الله في المحبة .
الأخوة والأخوات
اليوم وبعد أكثر من خمس سنوات على الصراع الدامي والمدمر في سوريا , تقفز الى الواجهة مشاكل العيش المشترك بين المكونات والأخوة في الحياة والتاريخ والمصير . مع صعود خطاب الاقصاء والتكفير ومفردات الأقليات والتقسيمات . ولا ريب في أن التطرف الديني والسياسي ومن يقف ورائه عمل كثيرا على دفن فكرة المواطنة وضرب التنوع والعيش المشترك الذي هو عنوان سوريا والمشرق عموما” .
ولا شك أن الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية هي من أشد الأسلحة فتكا بالمجتمعات وتهدد الوجود والاستقرار والأمن وأي فرص لتحقيق النهضة والحرية والعدالة .
ان التنوع والتباين والتمايزات من طبيعة الحياة . وان التوفيق بين حاجة الاختلاف والتمايز في التفكير ونظام الحياة من جهة , وحاجة التعايش مع الآخر من جهة أخرى , يحتاج الى قانون للعيش المشترك بين جميع مكونات المجتمع , وذلك من أجل صيانة وحماية السلم الأهلي والمجتمعي والحفاظ على الوحدة الوطنية , وحماية حقوق الأفراد والجماعات .
ان قواعد ومرتكزات وقيم العيش المشترك نجدها فيما يلي :
1 – احترام الآخر والاعتراف به والتعامل معه .
2 – الأخلاق : وهي قيم مطلقة واسلوب يتعامل بهما الانسان مع الاخرين بغض النظرعن هويتهم وانتمائهم .
3 – العدالة : وهي أهم القيم الانسانية على الاطلاق .
4 – التعاون : يعني العيش المشترك والتعاون مع الآخرين لتحقيق المصالح المشتركة .
5 – نشر ثقافة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات .
6 – صيانة حقوق الانسان : حيث أنه بكل ما تحتضنه من قيم ومتطلبات وحاجات , هي الحاضن الأكبر للمشروع المشترك , وهي بوابة العيش المشترك . لذلك من الضرورة الاعتناء بخلق الوعي الحقوقي القادر على صيانة كرامة الانسان .
7 – الابتعاد عن التعصب . فالتعصب وان كان في أصله موقفا فكريا , فهو في حقيقته وقود الفتن وأساس الفرقة الممزقة لوحدة المجتمع .
8 – التسامح : ويعني القبول بالآخر والتعامل معه على أساس العدالة والمساواة بصرف النظر عن أفكاره وقناعاته . فهو القيمة التي تقود الى معالجة مشاكل الاختلافات الانسانية . وهو فضيلة وضرورة اجتماعية وثقافية ودينية وسياسية , يحتاج تعميقها وغرسها في فضائنا الاجتماعي الى سياج قانوني لكي تستنبت في تربتنا الاجتماعية . ما يتطلب ضرورة تجريم كل أشكال بث الكراهية والحقد بين ابناء الوطن والمجتمع .
9 – الحفاظ على السلم الأهلي وتعزيزه . وذلك من خلال رفض كل أشكال التقاتل أو الدعوة اليه أو التحريض عليه أو تبريره. أو نشر ثقافة تعتبر التصادم حتميا بسبب جذورية التباين .
فالسلم الأهلي يعني أن يعيش الانسان حياته ويمارس أعماله بحرية مسؤولة , وان يحصل على متطلبات عيشه وحقوقه بيسر وسهولة دون أن يخشى الاعتداء على حقه أو ماله أو على أمنه الشخصي أو أمن أهله
ان القانون وسيادته ضرورة اساسية لتحقيق السلم الأهلي , فسيادة القانون هي ما تؤمن حماية حقوق الانسان وكرامته .
الأخوة والأخوات
ان التعايش الاجتماعي العميق الجذور بين مكونات الشعب السوري عامة ومجتمع الجزيرة السورية خاصة منذ مئات السنين يوفر الحصانة والحماية ضد أية محاولات لضرب هذا النسيج الاجتماعي المتداخل . وهو عامل رائع لاستثماره في بلورة نظام سياسي يتجاوز الخلافات ويرسخ التعايش السلمي المشترك الدائم , وذلك من خلال بناء دولة ديمقراطية تعددية علمانية لامركزية . دولة المواطنة الكاملة والمتساوية , والتشاركية الحقيقية للجميع . دولة الحرية والعدالة . دولة قائمة على عقد اجتماعي جديد , يتبنى ويحمي شرعة حقوق الانسان أفرادا وجماعات , ويقر بالتعددية القومية والدينية ويحفظ حرياتهاوحقوقها على أساس المساواة الكاملة بالحقوق والواجبات .
اختتم بتكرار شكرنا للأخوة في كنيسة الاتحاد المسيحي الانجيلية الوطنية على هذه المبادرة الطيبة والمفيدة . ونشكر استماعكم .
a