الرئيسية / اخبار اشورية / بيان بمناسبة 7 آب عيد الشهيد السرياني الآشوري

بيان بمناسبة 7 آب عيد الشهيد السرياني الآشوري

يستقبل شعبنا السرياني الآشوري اليوم عيد الشهيد بظروف ومناخات مماثلة في قساوتها وآلامها وتداعياتها لسلسلة المذابح والمجازر التي ارتكبت بحقه على مدى التاريخ . حيث قدم قوافل من الشهداء دفاعا عن هويته ووجوده القومي وعقيدته الدينية . وعانى من كل أصناف الظلم والاضطهاد من أجل أن يعيش حياة حرة كريمة في وطنه . ومذبحة سيميل التي ارتكبتها الحكومة العراقية بحق ابناء شعبنا عام 1933وراح ضحيتها حوالي 5000 نسمة وتهجير عشرات الآلاف منه , لازالت حاضرة وحية في ذاكرة ووجدان وضمير ابناء شعبنا السرياني الآشوري . وكذلك جريمة الابادة الجماعية سيفو 1915 التي ارتكبتها السلطة العثمانية بحق شعبنا في جنوب شرق تركيا حيث نحيي هذا العام الذكرى المئوية لارتكابها وراح ضحيتها نصف مليون من ابناء شعبنا ونصف مليون مهجر في الشتات.ومذابح 1842 و 1895 و1908 وغيرها.
اليوم تتكرر المأساة وحلقات المسلسل الدامي بحياة شعبنا تعيد نفسها في الموصل وسهل نينوى والخابور والحسكة , حيث عمليات وسياسات القتل وتهجير شعبنا من مناطق سكناه التاريخية بهدف اقتلاعه من جذوره وافراغ المنطقة منه والقضاء على حالة التنوع والتعدد الذي تزخر به البلاد والتي تشكل عامل غنى وثراء وطني . 
ان كل تلك الجرائم بحق شعبنا عبر التاريخ ناجمة بشكل أساسي عن عقلية وثقافة التطرف والارهاب والتخلف التي لاتتقبل الآخر المختلف وتزدريه وتعمل على الغائه وتدميره والتي انتجتها الانظمة الاستبدادية وعلاقات الفساد والتسلط بينها وبين جماعاتها المهمشة . مضافا اليها مصالح الاطراف الخارجية المقيتة البعيدة عن القيم الانسانية والحق والعدل . 
اليوم واذ نحيي ذكرى الشهيد ,فان وقائع الصراع الدامي في سوريا والعراق نالت من مجمل مكونات المجتمع والمنطقة , وكان لشعبنا السرياني الآشوري نصيبا كبيرا منها . ففي سوريا لازال النظام الشمولي متمسكا” بالخيار الأمني والعسكري كمخرج وحل للصراع الدائر بعد أكثر من أربع سنوات من القتل والدمار والتشريد وما رافقه من تدخلات خارجية وصراعات اقليمية ودولية في سوريا وعلى سوريا , وتسرب الجماعات المسلحة المتطرفة والتكفيرية الارهابية الى ساحة الصراع وتصدرها المشهد السوري الدامي . ما أدى لتحول أغلب السوريين الى قتلى ومهجرين ولاجئين ونازحين وسجناء راي , وتدمير البنية الاقتصادية والاجتماعية ووصول الوضع الى حال كارثي.وخروج مفاتيح الحل من أيدي السوريين . أمام هذا الوضع الخطير وفي ظل الاستعصاء القائم نتيجة فوضى التدخلات الاقليمية والدولية , وفي ظل ارتباط الحل بقوى خارجية . فان المسؤولية الانسانية والسياسية والقانونية تقتضي من المجتمع الدولي التحرك السريع لوضع حل يوقف آلة القتل والدمار ويفضي لمجتمع آمن مستقر يحفظ حرية وكرامة الشعب . ويبقى الحل الواقعي والذي يتفق مع مصلحة السوريين اتفاق جنيف والذي يشكل الاطار القانوني والسياسي الوحيد المجمع عليه لايجاد حل سلمي سياسي تفاوضي , يتضمن تشكيل هيئة حكم انتقالية من المعارضة والنظام بصلاحيات كاملة , تقود عملية انتقالية تمر بدستور جديد وانتخابات تشريعية ورئاسية , وعودة المهجرين واعادة الاعمار , ومواجهة المنظمات الارهابية. ويترافق معها تطبيق العدالة الانتقالية بهدف انصاف الجميع وتجنيبهم الانتقام . وبخريطة الطريق هذه يمكن ايجاد حل حقيقي ودائم يحقق الاستقرار والطمأنينة للأجيال وللمستقبل من خلال انجاز التغيير الجذري باتجاه بناء دولة ديمقراطية تعددية علمانية لامركزية . دولة المواطنة الكاملة والمتساوية والتشاركية الحقيقية لكل مكوناتها وابنائها , تفضي لتحقيق السلام والعدالة والحرية والكرامة , دولة قائمة على أساس تبني واحترام وصيانة شرعة حقوق الانسان افرادا وجماعات . وذلك يشكل الاطار الذي يحدد مستوى وقابلية الاندماج الوطني . 
ان شهادتنا لم تكن يوما من أجل الموت , انما كانت من أجل الحياة . فدماء وتضحيات شهدائنا ترتب علينا مسؤوليات كبيرة وتتطلب من الجميع أحزابا ومؤسسات وأفراد الكثير من العمل والعطاء في سبيل تحقيق آمال شعبنا وتطلعاته في الحياة بحرية وكرامة . 
المجد والخلود لشهداء شعبنا وشهداء الحرية 
الحرية للمعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي ومنهم الرفيق كبرئيل كورية مسؤول المكتب السياسي
الحرية للمخطوفين ومنهم المطرانين يوحنا ابراهيم وبولص اليازجي والمخطوفين من ابناء شعبنا في قرى الخابور
7/8/2015 المنظمة الآثورية الديمقراطية 
المكتب السياسي

شاهد أيضاً

المنظمة تهنئ بمناسبة الذكرى 175 ليوم الصحافة الآشورية

31-10-2024 بمناسبة حلول الأول من تشرين الثاني، يوم الصحافة الآشورية، والمتمثل بالذكرى الخامسة والسبعين بعد …