آدو نيوز – القامشلي: دعا نائب مسؤول المكتب السياسي في المنظمة الآثورية الديمقراطية الرفيق داود داود المجتمع الدولي الى ضرورة التحرك العاجل لوقف دائرة العنف وحماية وجود المكونات السورية، ومنها المكون السرياني الآشوري، من التهديدات التي تتعرض لها.
واعتبر نائب مسؤول المكتب السياسي أن اجتياح داعش لمناطق السريان الآشوريين في سهل نينوى وقرى الخابور ونزوح الأهالي منها، إضافة الى عمليات القتل والخطف والنهب هو بمثابة “تهديد فعلي لوجود شعبنا وإرثه الحضاري والثقافي باقتلاعه من جذوره التاريخية وبالتالي القضاء على حالة التنوع الذي تزخر به المنطقة”.
وطالب داود في كلمة ألقاها أمس الأربعاء في احتفال مركزي أقيم بالقامشلي في الذكرى الـ 58 لتأسيس المنظمة الآثورية، طالب المجتمع الدولي بالضغط على جميع الاطراف في سوريا من أجل “وقف تعميم القتل والخراب والتشريد الجاري منذ أربعة أعوام” محذرا من “مخاطر غياب التوافق السياسي العربي والإقليمي والدولي حول رؤية موحدة لوقف الصراع، والتي تؤدي الى طرح سيناريوهات مقلقة وخطيرة للحل، بعضها يؤدي الى تمزق المجتمع السوري وإغراق المنطقة بحروب طائفية وعرقية، بهدف تفكيكها وإعادة تشكيلها من جديد”.
وكرر داود في معرض حديثه عن الحل لإنهاء الوضع الكارثي في سوريا رؤية المنظمة الآثورية الديمقراطية التي تعتبر ان “اتفاق جنيف يشكل الاطار القانوني والسياسي الوحيد المجمع عليه لايجاد حل سلمي سياسي تفاوضي، يفضي لتشكيل هيئة حكم انتقالية من المعارضة والنظام بصلاحيات كاملة يوقف آلة العنف والدمار ويقود عملية انتقالية تمر بدستور جديد وانتخابات تشريعية ورئاسية وعودة المهجرين واعادة الاعمار، ومواجهة المنظمات الارهابية وكل من لايقبل بوقف القتال والاحتكام لعملية سياسية ديمقراطية، ويترافق معها تطبيق العدالة الانتقالية بهدف تطمين الجميع وتجنيبهم الانتقام، والانطلاق لمسيرة اعادة بناء سوريا الجديدة”.
وأضاف داود: “لا يمكن تحقيق الحقوق القومية والحريات لمكونات المجتمع الاّ في ظل دولة ديمقراطية قائمة على أساس شرعة حقوق الانسان افرادا وجماعات وعلى أساس العدالة والمساواة والحرية”.
وشكك نائب مسؤول المكتب السياسي في كلمته بجدية الأطراف الإقليمية والدولية التي تدعي محاربة التنظيم الذي “لازال يتقدم رغم وفرة أعدائه وحيازتهم أرقى انواع الأسلحة وأشدها فتكا”. ولفت داود إلى أن “علاقة التسلط والإهمال بين الدولة وجماعاتها، وانحدار الصراع السياسي الى أتون العنف المفرط وفرا تربة خصبة للتنظيم مدته بأسباب النمو، وزرع الكفاءات الاستخباراتية في قياداته مكنها من تجيير بعض معاركه لصالح الأطراف التي تواليها”.
ووصف داود مجتمع الجزيرة السورية بأنه “يمثل حالة نموذجية، تتجسد فيها كل تعبيرات وأشكال التنوع القائم في سوريا قوميا ودينيا وثقافيا ولغويا، فعلى أرضها يعيش العرب والأكراد والسريان الآشوريين والأرمن، المسلمون والمسيحيون واليزيد، وجميعهم ساهم في بناء نهضة الجزيرة عبر علاقات تفاعلية خلاقة، سمتها الانفتاح والتسامح والشراكة الحقيقية المبنية على المصالح المشتركة بعيدا عن التناحر والنزاع”.
وطالب داود القوى المحلية الجزراوية المعنية “بحماية هذا التنوع الذي يشكل عامل غنى وثراء وطني، وعدم تحويله الى عنصر تفريق وتمزيق، والحفاظ على السلم الاهلي وقيم العيش المشترك، وبناء علاقات شراكة حقيقية تقوم على اساس الانفتاح والتفاعل والتعاون قادرة على تشكيل شبكة أمان اجتماعي تحمي المجتمع من أية توترات، وذلك من خلال اعتماد السبل والوسائل السلمية والديمقراطية في حل الخلافات والنزاعات ونبذ العنف وكل أشكال التطرف والتعصب والاستئثار أيا كان شكلها ومصدرها” .