الرئيسية / اخبار اشورية / بيـــــــان المنظمة : بمناسبة عيد رأس السنة البابلية الآشورية ” أكيتو”

بيـــــــان المنظمة : بمناسبة عيد رأس السنة البابلية الآشورية ” أكيتو”

30 آذار 2015  –  ADO

دأب شعبنا السرياني الآشوري يحتفل بالأول من نيسان (عيد الأكيتو) من كل عام، مستلهما منه الدلالات والمفاهيم التاريخية والفلسفية والانسانية والحضارية، ومعاني التجدد والانبعاث. ليعبّر عن العلاقة التفاعلية بين الانسان والطبيعة والنظرة للحياة، فتتجدد فيه الروح والذهنية المنتجة للفكر والقيم الانسانية.

يتقدم العالم اليوم من الأول من نيسان وهو يعيش على وقع أعمال عنف هنا أو هناك، وصراعات داخلية مدمرة في هذه الدولة أو تلك، صراعات بين ارادات تغيير وارادات مناهضة لها.

ان غياب الاستقرار السياسي في سوريا لعقود، بفعل التضييق على الحريات ومصادرة الحياة السياسية والانتقال بالبلاد من أزمة الى أخرى ومن اختناق الى آخر، فجرّ ثورة شعبية قدمت أجمل مشاهد الاحتجاج والانتفاضات السلمية. الا أن مواجهتها من قبل النظام بالخيار الأمني والعسكري غير المشهد، لتدخل سوريا في صراعات مدمرة هي من طبيعة الانظمة الاستبدادية والجماعات الظلامية والتشكيلات الارهابية. فكانت نتيجتها الاحصائيات المذهلة والمرعبة في القتل والتهجير واللجوء والتدمير والفقر على مساحة البلاد. رغم كل ذلك فان تحرك المجتمع الدولي وتحمله لمسؤولياته السياسية والانسانية تجاه الشعب السوري لم يرتق لمستوى الارادة الحقيقية في وضع حد لهذه المأساة الإنسانية. 

وفي العراق الذي عرف مرحلة طويلة من عدم الاستقرار السياسي، تنتابه تجاذبات سياسية صعبة، في ظل ظروف أمنية وأعمال ارهابية دفعته للتعامل مع هذه الاستهدافات بعزيمة ينقصها الترابط العضوي في بنيان المجتمع والدولة.
ان وقائع الصراع الدامي التي يتصدرها تنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا، نالت من مجمل مكونات المنطقة، وكان لشعبنا السرياني الآشوري نصيبا” كبيرا” منها، ففي العراق أدى اجتياح داعش لسهل نينوى الى نزوح معظم ابناء شعبنا من بلداتهم وقراهم، وفي سوريا تسبب اجتياح داعش للقرى الآشورية في ريف الحسكة في افراغ 34 قرية من سكانها الأصليين، ناهيك عن عمليات القتل والخطف والسبي والنهب. 

ان كل ذلك شكل تهديدا” واقعا” لوجود شعبنا عبر عمليات ممنهجة تسعى لاقتلاعه من جذوره التاريخية، وتمثل بما تحمله من أساليب وحشية، وما قد ترتب عليها من نتائج، جريمة إبادة جماعية، تستدعي تدخل المجتمع الدولي لحماية وجود شعبنا السرياني الآشوري، في موطنه الأصلي، وحماية إرثه الحضاري والثقافي، وإعلان مناطق تواجده مناطق حماية دولية وملاذ آمن، لشعبنا ولكل المكونات التي تشاركه العيش في تلك المناطق، وتقديم المساعدات الانسانية والاغاثية العاجلة للمنكوبين، والعمل على توفير المناخات والشروط المساعدة على عودة آمنة للمهجرين الى مواطنهم التي هجروا منها.

ويمثل هذا المطلب الملح، حلا اسعافيا مؤقتا، لن يشكل ضمانة كافية لاستمرار وجود شعبنا في موطنه الأصلي، إذا لم يترافق مع حل سياسي شامل، يستند إلى قاعدة بيان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، فهي لاتزال تشكل القاعدة الذهبية لوقف العنف والصراع في سوريا بكل أبعاده الوطنية والإقليمية والدولية، ولا يمكن القضاء على الإرهاب، بكل أشكاله ومظاهره، ولا على مشاريع التقسيم البغيضة التي تلوح في الأفق، إلا بوحدة السوريين جميعا، ومن خلال هيئة حاكمة تشاركية، تضمن تمثيل كل قوى ومكونات الشعب السوري، تراعي تضحيات الشعب السوري، وتحقق التغيير الجذري الكفيل بإزالة كل أشكال الاستبداد الأمني والقومي والديني، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، الغير ملحقة بأية صبغة قومية أو دينية، دولة المواطنة الكاملة والمتساوية، الدولة الضامنة لحرية الاعتقاد وكافة حقوق الإنسان، دولة تقر بالوجود والهوية القومية للسريان الآشوريين  كمكون قومي وجزء أصيل من الشعب السوري، وكذلك لبقية المكونات القومية. 

يمر عيد رأس السنة البالية الآشورية ” الأكيتو” لهذا العام 6765 بحسب التقويم الآشوري، حزينا مثقلاً بجراحات وعذابات السوريين، مصحوبا بذعر وحرقة تكاد تخنق الأنفاس في الصدور، على أطفالنا ونسائنا وشيوخنا المختطفين من قرى الخابور لدى التنظيم الإرهابي الفظيع، لذلك فلقد ألغينا مظاهر الاحتفال بالعيد القومي للشعب الآشوري السرياني لهذا العام، ونهيب بأبناء شعبنا أيضا التقيد بذلك.

إننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية وانطلاقا من معاني التجدد والانبعاث المتمثلة بهذا العيد، ننتهز الفرصة لنؤكد لأبناء شعبنا في الوطن والمهجر، بأن إيماننا وثقتنا بقدرة شعبنا على النهوض لن تتزعزع، مهما كانت الصعاب، ونجدد لكم العهد على الاستمرار في نضالنا القومي والوطني، وفي مقارعة الاستبداد والإرهاب، حتى تحقيق أهدافنا في الوجود والحرية، وندعوكم للصبر والتماسك، وتجديد العزيمة والثقة بالمستقبل مع أخوتنا السوريين الذين أثبتوا للعالم بأسره بأنهم كسروا قيود الصمت ولن يقبلوا باستبدال مستبد، بمستبد جديد.

وإلى جميع قوى شعبنا السياسية والكنسية والاجتماعية، نجدد تأكيدنا على أهمية الإسراع بإطلاق حوار هادئ ومسؤول يرتقي للتحديات الجسام التي تواجه شعبنا وصولا لتحقيق صيغة لعمل ممنهج ومشترك يلبي تطلعات شعبنا ويعزز مقومات وجوده في أرضه التاريخية.

تحية اجلال وإكبار لشهداء شعبنا في الخابور
المجد والخلود لشهداء الحرية
الحرية للمخطوفين والمعتقلين
الحرية للمناضل كبرئيل موشي كورية.

سوريا في 30 آذار 2015م
30 آذار 6764 آ

المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي

 

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

المنظمة تهنئ بمناسبة الذكرى 175 ليوم الصحافة الآشورية

31-10-2024 بمناسبة حلول الأول من تشرين الثاني، يوم الصحافة الآشورية، والمتمثل بالذكرى الخامسة والسبعين بعد …