14 أذار 2015 – ADO
وجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، رسالة اليوم السبت 14 آذار 2015، إلى الهيئة العامة للأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، والمفوضية السامية لحقوق الانسان، تناول فيها أوضاع السريان الآشوريين في سوريا، وطالب المجتمع الدولي بتحرك لحمايتهم وحماية تراثهم الذي هو تراث سوريا وحضارتها، وتراث إنساني عريق.
واعتبر الائتلاف الوطني أن ما يجري في سوريا غريب عن قيم المجتمع السوري، حيث جاء في مقدمة الرسالة “مع اتمام الثورة السورية عامها الرابع، وتقدمها للدخول في عامها الخامس، نرى أن بلدنا سوريا التي نعرفها على مدى آلاف السنين، بدأت تأخذ سمات وخصائص أخرى غريبة عن الشعب السوري وقيمه وأعرافه وتقاليده، والمبادئ التي آمن بها وعمل قرونا طويلة بهديها”.
واعتبر الائتلاف بأن الدم السوري واحد بغض النظر عن العرق أو الدين أو المذهب أو الثقافة التي ينتمي اليها صاحبها مؤكداً على أن “الدم السوري واحد وله التقدير والاعتبار ذاته مهما اختلفت وتنوعت مسميات أصحابه”.
وأشار الائتلاف الذي يعتبر أوسع اطار تمثيلي لقوى الثورة و المعارضة السورية، ويتمثل فيه معظم الطيف السياسي والقومي السوري، إلى المساواة بين الجميع “لأننا لا نقبل الدرجات للمواطنية في سوريا، فالسوريون كلهم متساوون في سوريتهم ويجب ان يكونوا متساوين امام قانون واحد عادل”.
لكنه أكدّ على أهمية تفهم خصوصية كل مكون والحفاظ عليها، حيث جاء في متن الرسالة ” نتفهم خصوصية كل مكون ونسعى جهدنا للمحافظة على تلك الخصوصية وتطويرها لتكون كما كانت دائما، عامل غنى وتقدم عوضا عن ان تكون عامل اعاقة وتأخر”.
واشارالائتلاف في رسالته، ما يتعرض له السريان الآشوريون في سوريا من هجوم بربري عنيف من قبل تنظيم الدولة الإسلامية ’’داعش‘‘ حيث قال “انطلاقا مما شاهدناه جميعا في العراق من احداث مخزية للبشرية جمعاء بحق الاقليات على ايدي تنظيم داعش الإرهابي، نود ان نلفت انتباه معاليكم الى الهجوم البربري الذي تعرض له المكون السرياني الآشوري في منطقة الخابور في الجزيرة السورية في الآونة الاخيرة، ومن قبل التنظيم المتطرف ذاته، والذي ليس الا مقدمة لهجمات قادمة قد تكون اقسى واعمق كارثية، وما يعنيه ذلك من تهديد جدي لوجود هذا المكون الأصيل في التاريخ والنسيج المجتمعي السوري”.
وتابع “هذا المكون الذي قدم لسوريا بشكل خاص وللحضارة الانسانية عموما الكثير مما تتباهى وتعتز به اليوم”.
وعبر الائتلاف عن أسفه لعدم قدرته على القيام بمفرده بواجباته تجاه السريان الآشوريين، دون مساعدة المجتمع الدولي، حيث ذكر في رسالته “يؤسفنا في المعارضة السورية ان نعبر لمعاليكم عن عدم قدرتنا دون مساعدتكم الفعالة عن القيام بما هو واجب علينا جميعا القيام به لوقف هذا الانحدار الكبير للقيم والمبادئ الوطنية والانسانية التي باتت تنحر البشر وتحرقهم احياء امام الكاميرات في استعراضات مسرحية يشاهدها العالم اجمع مذهولا ومصدوما ولا يقوم بعمل جدي وفعال لوقف تسونامي هذه الوحوش الآدمية”.
واعتبر الائتلاف “أن المحافظة على خاصية التعدد والتنوع في سوريا هو واجبنا كسوريين”، لكنه أشار إلى مسؤولية المجتمع الدولي والتي اعتبرها “ليست اقل من مسؤوليتنا في انقاذ ماتبقى من تراثنا الحضاري هذا، المتمثل في المكون السرياني الآشوري، ليبقى عنصرا حضاريا فعالا في سوريا وفي المنطقة عامة”.
وذكر الائتلاف في رسالته إلى ان حلاً سياسياً في المدى المنظور للقضية السورية سيكون له “دور ايجابي مؤثر على استقرار هذا المكون واستمراره في مواطنه التاريخية”.
وطالب الائتلاف الوطني المجتمع الدولي تأمين شكل من أشكال الضمانات الدولية لحماية السريان الآشوريين من الأخطار التي تواجه الآن وفي المستقبل.
كما طالب الائتلاف المجتمع الدولي بـ “بذل الجهود الممكنة وممارسة الضغوط اللازمة على الاطراف الممانعة للدفع باتجاه حل سياسي حقيقي ودائم وفق مرجعية جنيف، بما يحقق انتقال حقيقي للسلطة الى ايدي الشعب السوري وفق الآليات الديمقراطية ومستلزماتها”.
وطالب أيضاً الجميع “توفير ما يمكن من المساعدات الانسانية العاجلة لنجدة الاسر المتضررة والتي هجرت من بيوتها وقراها ولا يوجد لها أي مورد رزق آخر”.