{{في ظروف بالغة الصعوبة، وشديدة الوطأة على كوادرها، ومع استمرار اعتقال اثنين من قيادييها، عقدت المنظمة الآثورية الديمقراطية منتصف الشهر الحالي، مؤتمرها العام الدوري الثاني عشر، على أرض الوطن، مؤكدة ثباتها وتجذرها وصمودها رغم كل التحديات المصيرية التي تعصف بالسريان الآشوريين في سوريا وعموم المنطقة.
وفي رسالة واضحة المضمون، أكد المؤتمرون عبر تجديد الثقة، وبالإجماع، بالمهندس كبرئيل كورية، مسؤولاً للمكتب السياسي للدورة الثانية على التوالي، وبالدكتور سمير إبراهيم عضواً في اللجنة المركزية، المعتقلين في سجون النظام، أكدوا على وفائهم وإخلاصهم للرفاق المعتقلين، وثباتهم على النهج والمبادئ القومية والوطنية التي اعتقلوا دفاعا عنها.
وفي أجواء من الشفافية والشعور بالمسؤولية، قيم المؤتمرون المرحلة السابقة بمختلف جوانبها، وأكدوا على ثبات المنظمة وتمسكها بنهجها السياسي وبثوابتها القومية، وعلى الاستمرار في النضال مع قوى المعارضة الوطنية على الساحة السورية، والتمسك بمبدأ الحل السياسي التفاوضي على قاعدة وثائق جنيف الصادرة في نهاية حزيران 2012، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتعاطي بإيجابية ومسؤولية مع كل المبادرات التي من شأنها إيقاف العنف وسفك دماء السوريين، على يد قوات النظام والتنظيمات المتطرفة الإرهابية، من أجل إنجاز التغيير الديمقراطي المنشود، وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة وبناء الدولة العلمانية، دولة القانون والمؤسسات والمواطنة الكاملة والمتساوية لجميع أبنائها، والاعتراف بالوجود والهوية القومية للسريان الآشوريين، كمكون قومي أصيل في النسيج السوري، وبناء الهوية الوطنية السورية، التي تعكس حالة الغنى والتنوع في المجتمع السوري.
كما ثمن المؤتمرون المحاولات والمبادرات التي بذلتها وتبذلها المنظمة من أجل تأطير العمل القومي والسياسي ضمن رؤية موحدة وجسم تمثيلي متماسك ينطلق من احترام التنوع في المواقف لدى مختلف قوى شعبنا في سوريا، وكذلك مبادرتها بالدعوة لعقد مؤتمر قومي عام للسريان الآشوريين يضم مختلف القوى في الوطن والمهجر، من أجل مواجهة التحديات الجسام التي تتهدد وجود هذا الشعب بالاقتلاع من وطنه التاريخي.
وحول نزيف الهجرة الذي طال نسبة مؤثرة من أبناء شعبنا، توقف الرفاق عند الأسباب التي تدفع بأبناء شعبنا وبقية مكونات المنطقة إلى الهجرة، نتيجة غياب أفق زمني واضح ينبئ بعودة الأمن والاستقرار، وتنامي المخاوف من التنظيمات الإرهابية، كما عبروا عن استيائهم من هجرة بعض كوادر المنظمة، وعلى أهمية الثبات والاستمرار لدعم مقومات وجود شعبنا، بالعمل على مختلف المستويات الإغاثية والسياسية، والاستمرار بالمحاولات من أجل تدعيم ركائز السلم الأهلي بين كل المكونات عبر الحوار والسعي لتحقيق مشاركة حقيقية ومتوازنة لجميع المكونات في إدارة المنطقة، من أجل تخفيض مستوى الاحتقان الذي لا يقل خطرا عن تنظيم (داعش) المتربص بمنطقة الجزيرة السورية.
وفي نهاية المؤتمر تم انتخاب اللجنة المركزية للدورة التنظيمية القادمة، والتي شهدت ولأول مرة انتخاب رفيقين من فروع المهجر، بينهم رفيقة من جيل الشباب من فرع أميركا، كما أنها المرة الأولى التي ستضم فيها اللجنة المركزية اثنتين من الرفيقات، والذي يترجم عمليا، توجه المنظمة نحو تعزيز دور المرأة في قيادة المنظمة.
وأنهى المؤتمرون أعمال المؤتمر ـ كما افتتحوه ـ بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء شعبنا، والشعب السوري.
الحرية للرفيقين كبرئيل كورية وسمير إبراهيم ولكافة المعتقلين عاشت سوريا حرة ديمقراطية
سوريا في 20/1/2015
المنظمة الآثورية الديمقراطية المكتب الاعلامي}}