تتعرض مدينة محردة السورية لخطر الاقتحام من قبل تنظيم جبهة النصرة، (النسخة السورية لتنظيم القاعدة الإرهابي)، بعد أن استهدفت مواقع النظام المتمركزة داخل المدينة، وسيطرت على الحواجز المحيطة بها.
نعبر عن قلقنا العميق على مصير آلاف المدنيين المسالمين من أبناء محردة، ونخشى من تكرار ماحدث لأهالي بلدتي صدد ومعلولا، من عمليات قتل وخطف ونهب للممتلكات.
ونحمّل كل القوى المسلحة في تلك المنطقة، بما فيها قوات النظام، مسؤولية حماية المدنيين، وتحييد مناطقهم عن ساحة الاقتتال.
ونطالب كل القوى الوطنية السورية، وفي مقدمتها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، إظهار موقف واضح ، يعبرعن إدانتها ورفضها لمحاولة اقتحام المدينة، على يد متطرفين أساؤوا للثورة، وحرفوها عن مسارها الوطني . وممارسة أقسى درجات الضغط على قوى المعارضة المسلحة، لحماية المدنيين والممتلكات العامة والخاصة، والتنبه من الانزلاق إلى السلوكيات المتطرفة التي تهدد بالمزيد من التمزق في النسيج الوطني، وتكريس صورة مشوهة عن قيم وأهداف الثورة ، ولعدم تقديم المزيد من الذرائع للنظام في محاولته لتسويق نفسه كحامٍ للأقليات.
كما نطالب كل المرجعيات الإسلامية بإصدار موقف مشترك وحاسم حيال ما يمارس من سلوكيات إجرامية همجية باسم الدين.
إن ما يحصل اليوم من أحداث متسارعة في المنطقة، يجعلنا نناشد المجتمع الدولي، ونطالبه بتحمل مسؤولياته، لحماية الأقليات الدينية والقومية من المخاطر الوجودية التي تواجهها نتيجة سياسات الأنظمة الاستبدادية التي ساهمت بانتهاجها للحلول الأمنية والعسكرية ،في جعل التراب الوطني ساحة لتجمع القوى التكفيرية الإرهابية التي تعبث بالمنطقة، وكذلك من أجل توفير السبل الكفيلة لحماية الوجود الآشوري السرياني والمسيحي عموماً في موطنه التاريخي، ومساندة شعوب المنطقة، في بناء أنظمتها الديمقراطية المدنية، المؤسسة على العدالة والمساواة والشراكة الكاملة، كونها الضمانة الوحيدة لاستمرار الوجود المسيحي في المنطقة.
سوريا 31 آب 2014
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي