في الوقت الذي يحيي فيه شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ذكرى الشهداء الواقع في السابع من آب، تخليداً لذكرى المذبحة البشعة التي ارتكبتها قطعات من الجيش الملكي العراقي بقيادة المجرم بكر صدقي في قرية "سيميل" عام 1933 والتي راح ضحيتها قرابة خمسة الاف من المدنيين من اطفال ونساء وشيوخ، في خطة خبيثة لكسر ارادة شعبنا وثنيه عن مطالبه بحقوقه القومية في بلده العراق ، وقد أسست هذه الجريمة لقيام نظام استبدادي اقصائي لازال شعب العراق يدفع ثمنه آلاماً ومآسي .
وفي الوقت الذي تستعد فيه قوى شعبنا لإحياء الذكرى المئوية لأبشع جريمة بحق الانسانية ارتكبت بحق شعبنا ابان الحرب العالمية الاولى في جنوب شرق تركيا (بيت نهرين العليا)، على أيدي حكومة الاتحاد والترقي التركية، راح ضحيتها نصف مليون من المدنيين الابرياء وتهجير البقية الباقية من ارض ابائه واجداده.
تتكرر الجريمة هذه المرة متزامنة مع ذكرى الشهيد الآشوري باجتياح مدينة "قرقوش" وتهجير اهلها وبقية قرى ومدن سهل نينوى، وقبله اجتياح منطقة سنجار واستهداف مكونها اليزيدي قتلا وتهجيرا وتدنيسا للمقدسات والكرامات، وذلك بعد اجتياح مدينة الموصل وتهجير شعبنا منها بعد مصادرة املاكه ومتاعه وامواله،على أيدي تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"الارهابي، الذي تحركه ثقافة تعصبية ظلامية عمياء اساسها الحقد ونبذ الاخر المختلف قوميا ودينيا، هذه الثقافة التي كانت مسببة للجرائم التي ارتكبها صناع وأدوات الجريمة في "سيميل" و"السيفو"، والتي حدثت جميعها للأسف على مرأى ومسمع المجتمع الدولي آنذاك، الذي لم يفعل شيئا غير بعض بيانات تنديد واستنكار تبخر حبرها على أرضية المصالح السياسية للدول الكبرى دون اعتبار لمأساة شعب أصيل اقتلع من ارضه ووطنه.
إن ما يقوم به هذا التنظيم الارهابي "داعش" مدعوما من قوى ارهابية مثيلة، هو جريمة ارهابية بشعة وخطيرة بحق الانسانية، تستهدف تصفية عرقية ودينية ووجودية لشعبنا من مناطقه التاريخية في سياق تصفية مجمل الوجود المسيحي في الشرق الاوسط ، ومعه تصفية وجودية لبقية المكونات الدينية والقومية تنفيذا لخطتها الخبيثة في اقامة ما يسمى ب"الدولة والخلافة الاسلامية"، ويجري ذلك للأسف ايضا تحت سمع ونظر المجتمع الدولي في صورة يكرر فيها التاريخ نفسه صمتا وسكوتا على الجريمة وفاعليها.
اننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية نرى ان مواجهة هذه الهجمة الارهابية لتنظيم "داعش" الارهابي، نظرا لما يشكله من تهديد للأمن والسلم بالمنطقة والعالم، هو مسؤولية دولية وليست محلية مناطة بدول المنطقة وشعوبها فقط ، عليه نطالب مجلس الأمن الذي من واجبه تأمين وحماية الأمن والسلم الدوليين وحماية الأقليات المهددة بالخطر القيام بواجبه بحماية شعبنا و كل الاقليات الدينية الاخرى المهددة بوجودها في العراق وسوريا، وذلك عبر قرار أممي بالتدخل الفوري لحمايتها وفرض منطقة ملاذ آمن لها ريثما يتم ضرب وتصفية قوى الارهاب واستعادة الاستقرار والامان للمنطقة.
كما نطالب الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وكل المرجعيات الدينية الاسلامية في العالم باستنكار هذه الجريمة وفضح حقيقة مرتكبيها.
اننا في المنظمة الآثوريةالديمقراطية ندعو جميع قوى شعبنا احزابا ومؤسسات وكنائس، للالتقاء في مؤتمر قومي عام وعاجل، من أجل وضع رؤية وخطة عمل مشتركة للتعاطي مع الخطر الوجودي الذي يهدد شعبنا، وتوفير سبل حماية وجوده وتأمين حقوقه القومية في مواطنه واراضيه التاريخية، والتوجه سوية نحو المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة ومجلس الأمن وحكومات المنطقة وقواها السياسية ومرجعياتها الدينية ووضعهم أمام مسؤولياتهم في حماية ووجود شعبنا وضمان حقوقه ، ومواجهة تنظيم "داعش"وما يشكله من تهديد للوجود الانساني والبشري لشعبنا وشعوب المنطقة.
النصرلقضية شعبنا والقضايا العادلة لشعوب المنطقة
الخزي والعار لقوى الارهاب والاقصاء والتطرف
سوريا 9 آب 2014
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي