صبيحة يوم الخميس المصادف 24 تموز 2014 أقدمت مجموعات مسلحة من تنظيم داعش بالهجوم على مدينة الحسكة، وذلك بالتزامن مع عمليات انتحارية داخل المدينة بهدف خلق بلبلة وارباك، لتسهيل اقتحامها.
ان استهداف مدينة الحسكة من قبل مقاتلي داعش، يأتي في سياق مخططها الرامي بضمها لدولتها المفترضة المزعومة "الدولة الاسلامية"، وإقامة نظام ديني تكفيري اقصائي ظلامي ، يقوم على العنف والقتل، نظام لامكان فيه للآخر المختلف دينيا ومذهبيا ، هدفه تصفية بقية الاقليات الدينية والقومية وفي مقدمتهم المسيحيين عموما وشعبنا الكلداني السرياني الآشوري خصوصا، كما حدث في الموصل بمصادرة املاكهم وتخييرهم بين الاسلام ودفع الجزية اوترك البلاد التي بناها اجدادهم وأسسوا عليها اولى الحضارات ، وساهموا ببناء الدولة الاسلامية في المرحلة الأموية والعباسية، عبر نقل تجاربهم وثقافتهم وعلومهم من اللغة السريانية إلى العربية، وهم من أعطى سوريا اسمها .
ان هذه الهجمة الارهابية الاخيرة تندرج في سياق التعدي الصارخ على أسس المدنية، والحضارة، وقيم المجتمع المدني، وهي مشروع لاقامة دولة تكون بمثابة مصنع لتصنيع وتصدير الارهاب للمنطقة والعالم اجمع، وعليه نرى ان واجب التصدي لها ليس مقتصراَ على أبنائها فقط ، بل هو ايضا واجب الدول الاقليمية، والمجتمع الدولي ككل، ممثلا بمجلس الامن المعني بحماية المدنيين، والاقليات المهددة بوجودها من قبل قوى الارهاب الدولي، كما نرى ان مواجهة هذه القوى تندرج في إطار الصراع على السلطة بسوريا، وليس ايضا في سياق ثنائية نظام ومعارضة ، بل هو خطر يهدد مجمل المجتمع المدني في سوريا والمنطقة.
اننا نرى ان واجب كل القوى الوطنية السورية، وفي مقدمتها المعارضة وخصوصا الائتلاف الوطني، اظهار موقف واضح وصريح ازاء هذه الهجمة الشرسة، والعمل من اجل حماية المحافظة وأبنائها. وعلى المرجعيات الدينية الاسلامية، وفي مقدمتها منظمة المؤتمرالاسلامي، فضح هذه المجموعة الارهابية والتنديد بها، وكشف زيف ادعائها بتمثيل الدين الاسلامي والشريعة الإسلامية.
كما ان المسؤولية التاريخية تدعو قوى شعبنا احزابا ومؤسسات وكنائس، لتوحيد جهودها لمواجهة التحدي الخطير الذي يهدد وجوده، ومناشدة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته لحمايته ومجمل الاقليات الدينية والقومية من مخاطر وجودية تواجهها من قبل قوى ارهابية تعبث بالمنطقة دون اكتراث واهتمام من احد، وكذلك من أجل توفير السبل الكفيلة لحماية الوجود القومي لشعبنا في مواطنه التاريخية في سوريا والعراق والمنطقة، وذلك بالتنسيق والتعاون مع قوى الخير من شركائنا في الوطن عربا واكرادا، مسلمين ومسيحيين وغيرهم، ممن يؤمنون بقيم الحرية والمساواة والديمقراطية والشراكة الحقيقة واقامة وطنا"حرا"نهائيا لكل ابنائه.
النصر لقيم الحضارة والمدنية
الخزي والعار ل"داعش" وداعميها والصامتين على جرائمها
سوريا 31 تموز 2014
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي