بروكسيل – 10 اب 2014
احييت المنظمة الاثورية الديمقراطية (مطكستا – ADO ) بلجكيا يوم الشهيد الاشوري ، ببروكسيل ، الاحد 10 آب ، والذي تزامن مع مايتعرض له ابناء شعبنا الاشوري في الموصل وسهل نينوى من مآسي، حيث لاول مرة ومنذ اكثر من الفين سنة لاتقام القداديس ولاتقرع الاجراس في كنائس سهل نينوى أخر معقل لشعبنا في العراق وخلوها من ابناء شعبنا لاول مرة بالتاريخ.
واستهل الاحتفاء بقداس آلهي اقامه الخوري دانيال زينو راعي كنيسة ماريوسف للسريان الارثوذكس في بروكسيل، وحضره العشرات من ابناء شعبنا الى جانب مؤسسات شعبنا كالحركة الديمقراطية الاشورية ( زوعا ) ، تنسيقية الشباب السريان الاشوريين – بلجيكا ، لجنة مارسركيس ومارباكوس لكنيسة المشرق الاشورية .
وفي كرازته قال الخوري زينو ، " اليوم نستذكر شهدائنا الذين قدمو حياتهم قربانا للدين وللارض والوطن والشعب… ونحن سنستمر بتقديم الشهادة حيث الشهادة لنا شرف…".
وتابع مستطردا " قبل مئة عام كانت سيفو وهذه الايام سيفو اخرى لكن بشكل واضح وعلني ، ليس لاننا مسيحيين فقط قامو بتهجيرنا بل لاننا أشوريين وأصحاب هذه الارض ، التخيير بين الاسلام او الجزية او مغادرة البلاد ، لما مغادرة البلاد ؟ ".
ووصف الخوري زينو الدواعش ب "الجاهلين بالدين " مذكرا اياهم بالاية القرانية التي تقول " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ…". وتسائل الخوري " أهذه هي المودة ؟ بقطع الرؤوس ، بسلب ونهب الاموال واغتصاب النساء ؟! تهجروونا من بيوتنا وبكل وقاحة وتكتبو على بيوتنا ( ن ) وتصبح وقفا للدولة الاسلامية ، الى هذه السفاهة وصلتم ؟! نريد ان نعرف من انتم ؟ من الذي يدفع ويقدم ؟ من الذي يأمر بالتدمير والقتل والتهجير والاغتصاب ؟ ". وتابع " مرت على المسيحيية خلال الالفين عام مثل داعش وامثالها الكثير لكن انظرو كيف ان هذا الشعب باقي للان بين النهرين ، اقلبو كل حجارة في ارض بين النهرين ستجدون تحتها كتابات سريانية..". متسائلا " لما تدمرون كل الاثار والمعالم الاشورية ؟! " .
خاتما حديثه بالتاكيد على ان "الشعب الاشوري باقي منذ 7 الالاف عام وسيبقى ، الاشوريين الكلدان السريان كلنا شعب واحد وأمة واحدة حيث اصلنا (جذورنا ) واحد وسنبقى ".
اعقبها عرض فيديو كليب اعده المخرج رياض اسمر ، يوثق مأساة شعبنا منذ مذابح سيفو 1915 مرورا بمذبحة سميل 1933 والابادة التي يتعرض لها شعبنا في العراق الان .
وفي كلمة المنظمة الاثورية الديمقراطية ( مطكستا ) قال مسؤولها ببلجيكا جورج شاشان حيدو " مايحز في نفوسنا ويؤلمنا موقف ابناء الموصل مما جرى لشعبنا ، فالدواعش عندما دخلو الموصل واسقطوها لم يكن عددهم يتجاوز المئات ، لكن ابناء الموصل انضمو اليهم وساعدوهم في عمليات تهجير ونهب ممتلكات جيرانهم من الاقليات ومنهم الشعب الاشوري بكل طوائفه من الكلدان ،السريان ، اتباع كنيسة المشرق ، اي الجار اعتدى على جاره وسلبه وصادر ممتلكاته واوراقه الثبوتية واجبره على الرحيل ، عندما الجار يصادر المستمسكات الشخصية من جاره فهو يقول له ارحل فمكانك ليس بيننا ولا تعد فانت لاتنتمي لهذا البلد ، رغم ان الشعب الاشوري هو مكون اصيل من مكونات بلاد الرافدين وكما هو حال الايزيديين والاقليات الاخرى، هل هكذا يتصرف الجيران ؟ عار على ابناء الموصل ".
معربا عن استغرابه من صمت الطبقة المثقفة العراقية والعربية بقوله "من الغريب والمخجل ان الطبقة المثقفة العراقية والعربية من أدباء وسياسيين واعلاميين ورجال دين لم يتطرقو لموضوع تهجير الاقليات ولم يفهمو ابعاد مايجري للاقليات في العراق عموما والموصل خصوصا . رجال الدين الاسلامي والمراكز الاسلامية لم تستنكر ماجرى للمسيحيين في العراق الا في الاحداث الاخيرة ، وحتى مواقفهم لم تتعدى الاستنكار .لانتذكر اي موقف رسمي لرجال الدين باستثناء المرجع الشيعي السيد السيستاني وعرض رجال الدين الشيعي استقبال العوائل المسيحيية المهجرة في جنوب العراق".
وانتقد شاشان حيدو موقف المجتمع الدولي مما يجري للاقليات في العراق ،بقوله " هنا في اوروبا لو وضع احدهم حرف (ي) على ممتلكات يهودي او حرف (م ) على ممتلكات مسلم او حرف (ب) على ممتلكات بوذي ، فخلال ساعات نجد الطبقة المثقفة و السياسية والاعلام تتحرك وتقوم الدنيا ولاتقعد حتى يجدون الفاعل وتتم محاسبته، لكن عندما ابناء شعبنا يوضع حرف ( ن) على ممتلكاتهم ويتم مصادرتها لانجد مواقف دولية على قد المستوى !".
ووصف شاشان حيدو موقف الفاتيكان ب"المخزي " تجاه مايجري للمسيحيين في العراق ، بقوله " الفاتيكان الدولة الوحيدة في العالم والتي تعتبر رسميا دولة مسيحيية كاثوليكية ومرجعية دينية لاكثر من مليار انسان بالعالم والتي يوجد لنا فيها كشعب اصيل ومسيحيي على الاقل 3 طوائف يمثلها 3 مطارنة او بطاركة ، لم تاخذ موقف واضح وصريح ومؤثرمما يجري للمسيحيي الشرق الاوسط ، في حين اخذو مواقف جريئة وواضحة من كرواتيا والبوسنة وكوسوفو وتيمور الشرقية وجنوب السودان والاتحاد السوفيتي ، موقفهم الغير مسؤول مما يجري لنا في العراق توضح في بيان سنودس اساقفة الشرق الاوسط في روما 2010 الذي سبق حادثة سيدة النجاة في بغداد بشهر، فبيان السينودس ركز وبشكل مفصل على الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ومسيحيي الاراضي المقدسة ولم يتم ذكر مسيحيي العراق الا بسطر واحد حيث تم ذكرهم مرة واحدة في كتيب البيان الختامي . فعلى رجال الدين المسيحيي وكنائسنا القومية ادراك ان الفاتيكان لايهتم الا بالمناطق المقدسة في القدس والناصرة والجليل ونهر الاردن لكونها رمز ديني ، اما المسيحيين المشرقيين فهم بالنسبة للفاتيكان لايتعدو كونهم مجموعة صغيرة تعيش في مناطق حرب متنازع عليها ولايشكلون شيئا مقارنة بالمجموعات الكبيرة الموجودة في افريقيا او الصين ".
مطالبا مؤسسات شعبنا القومية والكنسية ب" العمل الجاد والسريع لخلق منطقة امنة لشعبنا في سهل نينوى وتكون ملاذ آمن لكل الاقليات وبضمنهم الايزيدية الذي يتعرضون لنفس المصائب، حيث هم اخوتنا منذ بداية الخليقة". مشددا على حقيقة "اننا لسنا مسيحيين فقط بل اشوريين "، وتابع " لو كنا مسيحيين فقط لكنا هاجرنا هذه البيئة المتوحشة الى اي من اراضي اخرى واسعة ومرحبة في العالم ومارسنا طقوسنا بكل حرية لكن ارتباطنا بالارض سببه كوننا أصل هذه البلاد واحفاد بابل واشور".
مشيرا الى بيان صدر عن المطكستا مؤخرا والداعي لعقد مؤتمر عام وعاجل لكل مؤسسات شعبنا لاتخاذ موقف مما يجري في العراق واقامة منطقة امنة تحت الحماية الدولية .
مشددا على ضرورة " تولي الدفاع عن انفسنا وارضنا " وقال "ماحصل مؤخرا في سهل نينوى وسنجار يجعلنا ندرك ان لا احد يهدر طاقة ودماء لحماية آخر، بل علينا ان نقوم بحماية انفسنا والدفاع عن ارضنا ".
يذكر ان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري يستذكر يوم الشهيد الاشوري في السابع من اب من كل عام استذكار لمذبحة سميل في اب 1933 وكل شهداء شعبنا خلال القرون الماضية .