يعتبر الخامس عشر من تموز عام 1957 محطة فاصلة في تاريخ شعبنا الكلداني السرياني الآشوري , حيث تأسست المنظمة الآثورية الديمقراطية كأول تنظيم سياسي في صفوفه , والذي جاء تتويجا" لتنامي الفكر والوعي القومي الذي تفاعل في أوساطه في منتصف القرن العشرين , واستجابة ملحة لمتطلبات وحاجات قومية , وليكون رافعة للنضال السياسي المنظم من أجل الوجود والحرية . هذا الهدف الذي تطلب بلوغه النضال على الصعيدين القومي والوطني . فلا يمكن احقاق الحقوق القومية الاّ في ظل نظام ديمقراطي تعددي علماني قائم على أسس العدالة والحرية والمساواة والشراكة الوطنية الحقيقية .
ان المنظمة الآثورية الديمقراطية انسجاما" مع مبادئها وتوجهاتها السياسية اختارت ومنذ أمد بعيد العمل مع كافة القوى الوطنية من أجل التغيير الوطني الديمقراطي السلمي , وتعزز هذا في انخراطها في أطر المعارضة الوطنية وفي انحيازها المبكر للثورة السلمية للشعب السوري من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة .
ان اعتماد النظام الخيار الأمني والعنف بالتعاطي مع الثورة السورية دفع الى العنف المضاد وانزلقت الأوضاع الى الصراع المسلح والقتل والدمار الذي عمّ البلاد مما أوقعها في أزمات كارثية في كل المجالات الانسانية والاجتماعية والاقتصادية والامنية وأصبحت ساحة مفتوحة لكل أشكال تدخل القوى والأجندات الخارجية , مما عقد المشهد السياسي والأمني السوري , وأدخل تشوهات على صورة الثورة السورية وأهدافها . حيث تحول الصراع في كثير من جوانبه الى صراعات خلقت شروخات في وحدة النسيج الاجتماعي . وكذلك برزت القوى الدينية المتطرفة الجهادية وامتد نفوذها على مساحة واسعة من البلاد . وذلك ما شكل خطرا" فادحا" على المجتمع السوري وبات يهدد بتشظي البلاد على أسس طائفية وقومية .
اننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية في الوقت الذي نحمل نظام الاستبداد المسؤولية المباشرة عن كل ذلك و كل أعمال العنف والقتل والدمار والتطرف الذي لحق بالبلاد , فإننا نرفض وندين هذه التحولات والمألات الطارئة , كما ندعو كل أطر و قوى المعارضة والثورة الوطنية الى الارتقاء لمستوى تضحيات الشعب السوري , من خلال توحيد صفوفها ورؤاها ومواقفها بالحد من المظاهر الدينية والمتطرفة وعزلها والتأكيد على الالتزام بمعايير وشرعة حقوق الانسان والتمسك بأهداف الثورة واعادتها الى مسارها الحقيقي ثورة حرية وكرامة وديمقراطية .تفضي الى تحقيق دولة المواطنة الحقيقية .
ورغم خيبة الأمل التي أصابت الشعب السوري بعد فشل جنيف 2 فإننا نطالب المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والانسانية تجاه الشعب السوري لإنقاذه من الصراع الطاحن والمدمر ,وذلك بالضغط على أطراف الصراع وخاصة النظام من أجل المثول لحل تفاوضي سياسي ينهي الاقتتال ويوقف الدمار ويقضي على كل أشكال التطرف الطارئة على الساحة السورية والافراج عن المعتقلين السياسيين , ويوفر الأجواء لعودة اللاجئين والنازحين الى ديارهم وينقل البلاد الى نظام ديمقراطي تعددي يحقق الاستقرار والأمان والحرية للشعب السوري , وينهي نظام الاستبداد بكل أشكاله السياسية أو الدينية .فالشعب السوري لم ينتفض من أجل اقامة دولة دينية أو تغليب طائفة على أخرى , انما انتفض من أجل اقامة دولة عصرية ترتكز الى قيم الحداثة واحترام حقوق الانسان .
ان المشهد السوري بتعقيداته وخطورته اخترق الحدود واستطال لعمق الساحة العراقية بأخطر أشكاله وهو الصراع الطائفي والمذهبي وما رافقه من اعلان دولة الخلافة الاسلامية التي تتنافى وتتعارض مع كل قيم العصر والحداثة
والديمقراطية وشرعة حقوق الانسان . وكان لذلك تداعيات خطيرة على شعبنا في العراق حيث هجر العديد من مناطق سكناه وبات يتهدد وجوده بعمق في أرضه التأريخية .
اننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية اذ نتوجس الخطر الكبير على شعبنا في العراق كما في سوريا , فاننا ندعو كل مؤسساتنا السياسية والكنسية في الوطن والمهجر لتحمل مسؤولياتها وتوحيد جهودها لاجتراح الحلول العملية لمواجهة التحديات وبالتعاون مع القوى الوطنية المخلصة .
الخلود لشهداء سوريا
الحرية للمعتقلين ومنهم الرفيق كبرئيل كورية مسؤول المكتب السياسي والرفيق ابجر كورية
الافراج عن المخطوفين ومنهم نيافة المطرانين يوحنا ابراهيم وبولص يازجي
سوريا 12/7/2014
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي