يتكرر مسلسل التعديات على أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في العراق، ويأتي هذه المرة بصورة أكثر إذلالاً واحتقاراً لكل القيم الإنسانية، متمثلاً ذلك بقيام تنظيم ( داعش ) وحلفائه من القوى الإرهابية الظلامية التي سيطرت على مدينة الموصل منذ العاشر من حزيران الماضي، بإجبار أبناء شعبنا على مغادرة المدينة في حال عدم اعتناقهم الإسلام، وذلك بعد أن ميزت دورهم بطريقة عنصرية واعتبرتها ملكا للدولة الإسلامية، واحرقت كنائسهم ، ثم قامت حواجزهم بسلب كل ما تمكنوا من حمله من مال ومدخرات ليغادروا مدينتهم مجردين إلا من ملابسهم.
جاءت هذه الجريمة المنظمة والمخططة، لتوجه رسالة طافحة بالحقد والعنصرية، ولتشير بوضوح لا لبس فيه، إلى عزم الإرهابيين على المضي في مخططاتهم الشريرة في استهداف المسيحيين، وإجبارهم على الهجرة ومغادرة وطنهم، والقضاء كليا على كل أشكال التنوع القومي والديني والثقافي في العراق. ويأتي ذلك في ظل فراغ سياسي مخيف، وعجز كامل للحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية في فرض الأمن والاستقرار، وتوفير الحماية الكافية لشعبنا من أعمال القتل والإبادة التي يتعرض لها.
إننا في الوقت الذي ندين فيه وبشدة هذا التعدي الصارخ، والذي يرتقي لمستوى الجرائم ضد الانسانية ، فإننا نهيب بأحزاب ومؤسسات وكنائس شعبنا بتوحيد جهودها، من أجل الضغط على الحكومة العراقية، ودفعها للقيام بمسؤولياتها السياسية والقانونية لاتخاذ التدابير اللازمة لتوفير الحماية لأبناء شعبنا. والتوجه معا نحو المجتمع الدولي، ومطالبته بإقامة منطقة آمنة لشعبنا في سهل نينوى، تحظى بضمانات دستورية ودولية، كسبيل لا بد منه لتوفير الأمن والاستقرار لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، وضمان العودة الآمنة والكريمة للمهجرين واللاجئين من أبنائه، باعتباره الخيار الأمثل لاستمرار الوجود القومي والديني والإنساني لشعبنا في وطنه العراق، وذلك على قاعدة التفاهم والعيش المشترك مع كافة شركائه في الوطن.
المجد والخلود لشهداء شعبنا على مر العصور .. والخزي والعار لقوى الإرهاب والإجرام ومن يقف ورائها، من أعداء الإنسانية.
سوريا 20 تموز 2014
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي