الرئيسية / أخبار سوريا / سوريون يعيشون في قصور وكنائس رومانية قديمة في ريف إدلب

سوريون يعيشون في قصور وكنائس رومانية قديمة في ريف إدلب

آدو الإخباري /كلنا شركاء / محمد إقبال بلّو:  تتواصل هجمات النظام السوري على المدنيين الآمنيين في مختلف أنحاء سورية، ويتعرض ريف إدلب لصواريخ الطيران الحربي وبراميل المروحيات بشكل يومي ما يسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى يومياً.

نزح معظم الاهالي عن مناطقهم وتركوا بيوتهم خوفاً من الموت أو الإعاقة في ظل هجمة لم تتوقف على مدى عامين كاملين، منهم من نزح إلى تركية ليعيش في المخيمات حياة السجين ومنهم من استقر في إحدى المدن التركية ليعمل هناك كل أفراد الأسرة حتى يحققوا أدنى مستويات المعيشة هذا إن كانوا من أصحاب الحظ الجيد واستطاعوا تأمين عمل لهم.

ونظراً للظروف الصعبة التي وردت آنفاً، فبعض العائلات اختارت أن تنزح داخلياً وتبحث عن أماكن آمنة للعيش فيها بعيداً عن قصف النظام، ولم تبحث تلك العائلات عن أماكن تتوفر فيها الخدمات فهذا ضرب من ضروب المستحيل في ظل حرب حاقدة يشنها النظام عليهم، بل كان البحث عن مكان لا يتعرض للقصف، ولم يبحث الأهالي عن أماكن تتوفر فيها أية شروط أخرى.

ظاهرة طريفة وتعبر عن الإبداع وسرعة التأقلم في الوقت نفسه بدأت بالظهور، حيث عمدت بعض الأسر النازحة من بلدتي حاس وكفرومة في ريف إدلب إلى اختيار مناطق مهجورة منذ آلاف السنين ولا يصل إليها سوى السياح والدارسون والمهتمون.

إنها القصور والمعابد الرومانية القديمة التي تعود إلى آلاف السنين، والتي لم يتبقى منها إلا بقايا وأطلال وآثار، وعلى الرغم من ذلك فهي آمنة نسبياً ولم يسبق للنظام أن حاول قصفها مطلقاً، وقد يتعلق تورعه عن ذلك لقيمتها لدى المسيحيين الأوروبيين ولأهميتها التاريخية والثقافية بالنسبة إليهم لا بالنسبة للنظام وأركانه، فالأوربيون يعتبرون أن موطنهم الأصلي وحضارتهم القديمة نشأت هنا في هذه المناطق التاريخية ذات الأوابد الأثرية.

أكثر من ثلاثين أسرة يقيمون في مدينة رومانية قديمة لم يبق منها سوى بعض الحجرات والأروقة والمعابد، وتجتمع كل عائلة في واحدة من هذه المساكن الأثرية، بعد أن أعدت بشكل مقبول للعيش فيها، وجهزت بأسقف مستعارة من البلاستيك أو مواد أخرى كما تم تنظيفها وترتيبها لتكون مسكناً مؤقتاً ينعم به أطفال الأسر بالأمان المفقود في باقي أصقاع الأرض السورية المدمرة.

يقول الناشط الذي يسمي نفسه الحر أبو عبد الله لــ كلنا شركاء: “يعيش هنا أكثر من مائة وخمسين شخصاً، معظمهم من النساء والاطفال الفارين من الموت الذي يهبط من السماء عبر صواريخ بشار الأسد وبراميله، ويؤمنون معظم احتياجاتهم بشكل يومي من مناطق وأسواق قريبة نوعاً ما، بينما يجلبون المياه بواسطة صهاريج (خزانات معدنية) من مناطق مختلفة تتوفر فيها المياه”.

ويضيف أبو عبد الله: “رغم أنهم يعيشون ظروفاً قاسية إلا أنهم اعتمدوا على أنفسهم في كثير من الأمور، وجلبوا معهم حيواناتهم التي كانوا يربونها سابقاً في منازلهم كالأغنام والدجاج والأبقار بحيث يستطيعون تأمين الكثير من المتطلبات الغذائية الضرورية لتغذية أطفالهم، بل وجلبوا معهم أكياساً من العلف لإطعام حيواناتهم في حين اضطروا إلى الامتناع عن تركها في المراعي الطبيعية، والأمر المفيد هنا أن الأهالي أحياناً لا يستطيعون الذهاب إلى أسواق البلدات القريبة لأيام متتالية بسبب القصف، في هذه الحالة هم لا يخشون جوع أطفالهم وذلك باعتمادهم على ما تنتجه حيواناتهم”.

ويلجأ كثيرون من أهالي جبل الزاوية إلى بعض الكهوف المنتشرة في المنطقة أثناء القصف، حيث استفاد المواطنون من الطبيعة وتضاريسها وحاولوا البحث عن شتى الوسائل التي تحافظ على بقائهم مهما استمرت آلة الإجرام الأسدية في محاولات القتل والتهجير، يبقون صامدين بشكل أسطوري أذهل الإنسان السوري من خلاله العالم.

يذكر أن مجازر عديدة ارتكبها النظام بقصفه لبلدات وقرى ريف إدلب راح ضحيتها المئات من المواطنين، وهذا ما دفع بالأهالي لابتكار طرق جديدة تحميهم من القصف بشكل مؤقت، إلا أن هذا الإجراء المؤقت يكاد أن يصبح دائماً، فإقامة هؤلاء بين الأطلال والآثار امتدت ليصل زمن مكوثهم اليوم إلى عام كامل.

شاهد أيضاً

جبهة السلام والحرية تعقد اجتماع هيئتها القيادية في أربيل والقامشلي بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لتأسيسها

08-07-2021 عقدت الهيئة القيادية لجبهة السلام والحرية، الأربعاء 7 تموز 2021، اجتماعاً عبر “غرفتين” منفصلتين، …