الرئيسية / أخبار سوريا / بيان للمنظمة الآثورية الديمقراطية وقوى الحراك الثوري السرياني الآشوري بمناسبة الذكرى الثالثة للثورة السورية

بيان للمنظمة الآثورية الديمقراطية وقوى الحراك الثوري السرياني الآشوري بمناسبة الذكرى الثالثة للثورة السورية

مضت ثلاث سنوات على انطلاق شرارة الثورة في سوريا في الخامس عشر من آذار العام 2011 في محاولة لتغيير واقع مؤلم دام قرابة نصف قرن. ولم يدرك الشعب السوري أن رياح التغيير التي هبت على المنطقة ستتحول في سوريا الى عاصفة من البارود والرعب والقتل والتشريد، بسبب تشابك المصالح والتدخلات المحلية والإقليمية والدولية والتي لم يسلم من تأثيراتها السلبية الهدامة وعنفها الدموي أي منزل أو مواطن على امتداد الوطن، في مشهد يكشف بأوضح الصور إصرار النظام المستميت للبقاء في السلطة، واستعداده لتحقيق ذلك بالسعي بكل ما أوتي من قوة وأدوات لتدميرالبلاد، وسحق الشعب الذي ثار من أجل استعادة حريته وكرامته.

 

تمر اليوم الذكرى السنوية الثالثة للثورة في ظل تغييرات كبيرة طالت المشهد السوري. فقد تحول معظم الحراك السلمي الى حراك عسكري أججه عنف النظام واستخدامه للقوة المفرطة في مواجهة المتظاهرين السلميين من جهة، ومن جهة اخرى بروز التنظيمات المتطرفة التي تغاضت القوى الدولية المختلفة عن تنامي قوتها وصعودها الى الواجهة الإعلامية لتشويه وجه الثورة والانقلاب على مبادئها من جهة أخرى.

 

كل هذا مع استمرار العنف واتباع النظام لسياسات العقاب الجماعي الممنهجة عبر تجويع المدنيين في انتهاك سافر لأبسط قواعد القانون الدولي والإنساني مما ترقى الى اعتبارها جرائم حرب. كما استمرت اجهزة النظام باعتقال النشطاء المدنيين داخل سوريا في محاولة منها لإفراغ الساحة السياسية من رموز الحراك السلمي. تلك الاعتقالات التي طالت فيما طالته كوادر وقيادات في مؤسسات الحراك السرياني الآشوري كان آخرها اعتقال مسؤول المكتب السياسي في المنظمة الآثورية الديمقراطية كبرئيل موشي كورية منذ ثلاثة أشهر.

 

ترافقت هذه التطورات الميدانية مع تسجيل إخفاقات سياسية لم ينجح المجتمع الدولي من خلالها في الضغط على النظام وحلفائه من أجل التوصل الى اتفاق ينهي الأزمة في سوريا.بنقل السلطة سلمياً إلى أيدي ممثلين يختارهم الشعب السوري بملء حريته.

 

أمام هذا المشهد الملتبس فإن قوى الحراك الثوري لمكون السريان الآشوريين في سوريا، إذ تجدد التزامها بالمبادئ الأساسية التي انطلقت من أجلها ثورة الحرية والكرامة في سوريا والتي تعبر عنها قوى الثورة والمعارضة المؤتلفة في أطر سياسية تحظى بتأييد دولي واسع، فإنها تجدد التأكيد على مايلي:

 

أولاً: حق الشعب السوري في التخلص من جميع أشكال الاضطهاد السياسي وغير السياسي، والتمتع بنظام ديمقراطي مدني تعددي يعبر عن تطلعاته ومصالحه، وحقه في استخدام الآليات المشروعة وفق المواثيق والقوانين الدولية لتحقيق هذه الغاية.والانطلاق لرسم معالم مستقبله بكامل حريته. 

 

ثانياً: اعتبار المبادئ التي تم التوصل اليها في مؤتمر جنيف1 برعاية أممية منطلقا واقعيا للحل السياسي للازمة في سوريا من خلال التفاوض لتشكيل هيئة حكم انتقالية كمقدمة لانتقال كامل للسلطة في البلاد. وفي هذا السياق فإن المجتمع الدولي مطالب بايجاد آلية ملزمة لتطبيق بنود هذا الاتفاق ومضامينه في وقف إطلاق النار وتحرير المعتقلين كافة وبخاصة منهم معتقلي الحراك السياسي بما فيهم الرفيق كبرئيل موشي مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية.

 

ثالثاً: رفض كل أشكال التطرف الديني والقومي الغريب عن ثقافة الشعب السوري، خصوصا ما تحاول بعض المجموعات المتطرفة التي نشأت وترعرعت في أحضان النظام وداعميه فرضه على السوريين، في محاولة لوضع الشعب السوري والعالم أمام أحد خيارين إما النظام، أو المتطرفين الأصوليين الذين لايطمحون لأكثر من جر البلاد الى عصور غابرة من الظلمات، وكأن السوريين خرجوا ليستبدلوا الظالمين بالظلاميين. كما ندين وبشدة استهداف هذه القوى المتطرفة للكنائس ودور العبادة الأخرى بما فيها الجوامع. وخطفها رجال الدين المسيحيين والاعتداء على المدنيين من كل المكونات بدوافع وسلوكيات لاتخدم إلا النظام وسياساته.

 

رابعاً: دعوة جميع أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سوريا الى المزيد من التكاتف والتنسيق، والحوار وتوحيد الخطاب عبر مشروع تشكيل منبر يضم القوى السياسية والمرجعيات الاجتماعية والمدنية لهذا المكون الأصيل في سوريا ليمثل السريان الآشوريين ويدافع عن مصالحهم بهدف تحقيق مايطمح إليه السوريون جميعاً من كل مكونات المجتمع السوري في وحدة سوريا وصون كرامة شعبها وسيادته، وتحقيق أمانيه في مستقبل واعد تسوده الحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة التامة مع الأخذ بعين الاعتبار احتفاظ هذه المكونات بخياراتها السياسية ضمن إطار لايتعارض مع هذه الأسس والمبادئ.

 

 

ختاما، وفي الذكرى الثالثة لانطلاقة ثورة الشعب السوري ، فإن قوى الحراك الثوري لمكون السريان الآشوريين تقف بخشوع احتراما لأرواح جميع شهداء الثورة السورية الذين سقطوا منذ آذار ٢٠١١، وتعاهد جماهيرها بمواصلة المسيرة من أجل انتصار ثورة الحرية والكرامة، وإعلاء راية الوجود والحرية، عبر تثبيت الاعتراف الدستوري بوجود الشعب السرياني الاشوري كشعب أصيل في وطنه التاريخي، مع ما يترتب على هذا الاعتراف من استحقاقات وطنية في سوريا الجديدة التي سيبنيها أبناؤها الأحرار بعد طرد عصابة القتل والإجرام ومحاسبة القتلة على أعمالهم الشنيعة بحق الشعب والوطن.

 

تحية لأرواح شهداء سوريا الحرية

الشفاء العاجل للجرحى والحرية لكل المعتقلين والمعتقلات

والنصر المؤزر لثورتنا المباركة

 

 

سوريا  –  15 آذار 2014

 

 

المنظمة الآثورية الديمقراطية

حزب خلاص آشور

اتحاد تنسيقيات الشباب السريان الآشوريين

ممثلو المكون السرياني الآشوري في هيئات المعارضة السورية

الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان

شاهد أيضاً

المنظمة الآثورية الدينقراطية والحزب الآشوري الديمقراطي في سوريا يقيمان احتفالاً مشتركاً بيوم الشهيد الآشوري

08-08-2024 أقامت المنظمة الآثورية الديمقراطية والحزب الآشوري الديمقراطي في سوريا احتفالاً مشتركاً في ذكرى يوم …