مؤتمر جنيف 2 في عيون السريان الآشوريين

وحدة جنيف الإعلامية : يرتبط السريان الآشوريون برباط عاطفي متين بسوريا، كونها حملت اسمهم، وكونهم يحملون اسمها، وينظرون إليها باعتبارها وطن الآباء والأجداد الذي شهد إسهامهم الكبير في بناء حضارتها.  أعداد  السريان الآشوريين قليلة نسبيا في سوريا، كونهم تعرضوا لحملات تهجير شديدة وعلى مدى  ولا توجد إحصائيات رسمية بتعدادهم، ولكنهم يُقدرون ما 350 ـ 500 ألف شخص، يتوزعون بشكل رئيسي في منطقة الجزيرة السورية، بالإضافة إلى حلب وحمص ودمشق، ويشكلون حوالي أكثر من 40 %  مسيحيي سوريا.   

وحالهم السياسي في ظل حكم البعث لم يختلف كثيرا عن حال بقية المكونات السورية التي طالها ظلم الطغمة الحاكمة وسط إنكار تام لحقوق الشعب بأكثريته وأقلياته، وقد عَرِفت المعارضة السورية خلال تاريخها الطويل في مقارعة الاستبداد المنظمة الآثورية الديمقراطية التي تعرض وأكثر من مرة قبل الثورة وأثناءها قياداتها وكوادرها للاعتقال، إضافة للملاحقات والمضايقات والاستدعاءات الأمنية المتكررة بما في ذلك مداهمة مقراتها ومنع أعضائها من السفر، وذلك ردا على نضالها السلمي ومطالبتها بإقامة نظام ديمقراطي يكون لكل السوريين، ومؤخراً اعتقال رئيسها الاستاذ كبرئيل كورية منذ شهرين، وهو الآن في احد معتقلات دمشق، ولايعرف شيء عن مصيره حتى الآن.

وكون مؤتمر جنيف 2 يتصدر واجهة الاحداث الدولية، والاقليمية، وعلى وجه الخصوص الأحداث السورية، والسريان الآشوريون كغيرهم من السوريين لهم نظرة لما يجري اليوم من حراك سياسي في هذا المؤتمر، فكان لنا وقفة مع عدد من الكتاب والناشطين والسياسيين الآشوريين لنتعرف على موقفهم حيال هذا الموضوع.

جورج صطيفو ـ مسؤول المنظمة الآثورية الديمقراطية في اميركا

الحل السياسي لن يكتمل في المستقبل القريب

أنظر إلى مؤتمر جنيف كخطوة أولية تمهيداً للوصول لحل سياسي في سوريا ولكن الحل السياسي لن يكتمل في المستقبل القريب. وأنتظر منه مزيداً من الضغط على النظام وذلك من قبل المعارضة والمجتمع الدولي من أجل التهيئة لتشكيل حكومة مشتركة كاملة الصلاحية، والإفراج عن كافة المعتقتلين وفتح ممرات إغاثية للمدن والبلدات السورية المحاصرة

سعيد لحدو ـ عضو الامانة العامة للمجلس الوطني السوري

المماطلة وإضاعة الوقت من قبل النظام

  لاننتظر شيئاً سوى المماطلة وإضاعة الوقت من قبل النظام الذي يأمل من خلال ذلك دفع وفد المعارضة للانسحاب لكي يريحه من استحقاقاته. آمل أن يجد المجتمع الدولي،  والدول الكبرى طريقة لإجبار النظام على التنازل لإرادة الشعب، رغم إنني لست متفائلاً أن يحدث الأمر بهذه السرعة.

اسطيفان كللو ـ رئيس لجنة إعلان دمشق في المانيا

المشاركة كانت ضرورية

من حيث الشكل مشاركة المعارضة السورية ممثلة بالائتلاف كانت ضرورية لكي لا يحمّل المجتمع الدولي المعارضة سبب فشل المؤتمر،  أما من حيث ما أتوقعه من نتائج المؤتمر  لا أتوقع الكثير سوى انه انكشاف النظام المتجلي بمواقفه، وخطاب المعلم البعيد كل البعد عن العرف الدبلوماسي والأخلاقي، وتهرب بقية وفد النظام عن الأجابة على أسئلة الأعلاميين، اعتقد الكرة  الآن في ملعب راعيي المؤتمر الروس والأميركان.

سنحاريب ميرزا : لن يكون سهلا التوصل لصيغة مقبولة من كل الأطراف لإنهاء الأزمة

وعلى هامش مؤتمر جنيف 2 كان لنا وقفة سريعة مع عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سنحريب ميرزا، وافادنا بهذا الصدد كالتالي  " النظام يراوغ و لن يستجيب لمتطلبات جنيف١ و أهمها تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات فالنظام لن يوقع على ورقة رحيله و كل همه تحقيق مكاسب إعلامية و يظهر نفسه على انه يكافح الإرهاب و يحاول تقوية معنويات المواليين له. "

مضيفاً : " الائتلاف يراهن على إقناع المجتمع الدولي بان النظام لا يرغب بالرضوخ لقرارات المجتمع الدولي. الطريق طويل و على الأرجح سيستمر النقاش و الجدال حول جنيف٢ طويلاً"

هذا وقد قال عضو الائتلاف الوطني عن المكون السرياني الآشوري بأن الطريق لن يكون سهلا بالتوصل لصيغة مقبولة من كل الأطراف لإنهاء الأزمة، و بناء سوريا الجديدة تحقق طموحات السوريين بالحرية والكرامة، على اسس الديمقراطية والمساواة والعدالة .