كلنا شركاء ـ جنيف ـ خاص : على هامش مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا، قام وفد من المعارضة السورية بزيارة إلى مقرّ مجلس الكنائس العالمي (WCC)، والتقوا هناك بالامين العام للمجلس القس د. اولاف تيفيت، وعدد من مسؤولي الاقسام فيه، وذلك يوم الجمعة المصادف في 14 شباط 2014.
وقد ضمّ الوفد السوري كلّ من : الشيخ محمد أبو الهدى اليعقوبي، د. بدر الدين جاموس أمين عام الائتلاف الوطني السوري، فاروق طيفور نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، عبد الاحد اسطيفو رئيس كتلة السريان الآشوريين في المعارضة السورية، د. عماد الدين رشيد رئيس التيار الوطني السوري، جميل دياربكرلي ممثل المنظمة الآثورية الديمقراطية في تركيا.
وخلال اللقاء وبعد التعارف بين الطرفيين، تم التطرق إلى عدة مواضيع تخص الحالة السورية الراهنة. فبيّن الوفد المضيف أن مجلس الكنائس العالمي، ومنذ بداية الحراك الشعبي في سوريا الهادف لإقامة دولة المواطنة والمساواة، كان رافضاً ومندداً باستخدام النظام للعنف ضد المدنيين ، معبرين عن انتقادهم لأي نظام لايوفر الحماية لمواطنيه، ولكن تطور الاوضاع في سوريا وبطريقة متسارعة ومأساوية بات يقلقهم.
وفي هذا الصدد شددّ د.أولاف الامين العام لمجلس الكنائس العالمي على ضرورة وضع حدّ فوري لمعاناة الشعب في سوريا، وتركيز جميع الأطراف على الوصول إلى حلّ سياسي من خلال محادثات جنيف 2.
مبيناً أن السلم والعدالة والديمقراطية لن تتحقق إلا من خلال إقامة نظام ديمقراطي يشترك فيه كل السوريين.
السلام العادل في سوريا لايأتي عن طريق المعجزات
وخلال اللقاء الذي دام ساعة ونصف أبدى الامين العام لمجلس الكنائس العالمي الذي يضم عدداً كبيراً من الكنائس الارثوذكسية والبروتستانتية في صوفه، قلقه من الأحوال السيئة التي آل إليها السوريين مسلميين ومسيحيين، متمنياً حلول السلام العادل في سوريا.
مضيفاً أن هذا لايأتي من المعجزات، بل هو بحاجة لتظافر الجهود بين الزعماء الدينيين والزعماء السياسيين، فإن لم نقم نحن بذالك، فمن سيقوم به؟
التعايش بين المسلمين والمسيحيين
وفي موضوع التعايش بين المسيحيين والمسلمين في سوريا، أبدى وفد مجلس الكنائس العالمي شعورهم بالقلق حيال معاناة المسيحيين التي بدأت تتصدر الاحداث في سوريا. مبينين أن هناك بعض الفئات المتشددة تمارس العنف ضد المسيحيين. ولكن في الوقت نفسه بينوا ان المسيحيين السوريين يعانون شأنهم شأن الاخرين.
ومن جانبه سلط الشيخ اليعقوبي الضوء على أهمية التراث المشترك للمسلمين و المسيحيين ، والذي قال انه امتداد لجذور تاريخية على مدى قرون في سوريا خصوصاً والشرق الأوسط عموماً.
وبهذا الشأن لم يخف عبد الاحد اسطيفو تخوف المسيحيين من كونهم الحلقة الاضعف خلال هذه الازمة، وقال: نحن نحاول من خلال وجودنا في إطر المعارضة السورية التخفيف من هذا التخوف الذي نجم عنه حركة هجرة كبيرة بين صفوف المسيحيين، ومشروع وثيقة المبادئ الاساسية التي قدمها وفد المعارضة السورية إلى الامم المتحدة ضمن إطار مفاوضات مؤتمر جنيف 2، خير دليل على ضمان وحماية حقوق كل المكونات من عرب، وكرد، وسريان آشوريين، وتركمان، مسلمين ومسيحيين. مضيفاً : لا أستطيع أن اتخيل الشرق الاوسط وسوريا بدون مسيحييها.
ملف المطرانيين والكهنة والراهبات المخطوفين
هذا ولم يغب عن جدول أعمال اللقاء موضوع المطرانيين المختطفين يوحنا ابرهيم وبولس يازجي، والاباء باولو داليليو، وميشال كيال، وماهر محفوظ، وراهبات مارتقلا في معلولا، حيث بيّن عضو وفد المعارضة السورية المفاوض في جنيف عبد الاحد اسطيفو بأنه خلال مباحثات جنيف 2 تم بحث موضوع المعتقلين والمختطفين وخاصةً موضوع صاحبي النيافة المطارنة الذي مضى على اختطافهما (298 يوم) حيث تمّ التركيز عليه خلال جلسات التفاوض، ولكن موقف وفد النظام كان رافضاً لاي تعاون من شأنه وضع حدّ لمأساة الالاف من العائلات السورية المتأثرة من هذه العمليات.
وبدوره بين الشيخ اليعقوبي رفضه لأي تعدي يطال المدنيين والمسالمين وفي مقدمتهم رجال الدين، داعياً جميع المقاتلين الإسلاميين إلى الإفراج فورا عن جميع الأشخاص المدنيين الذين اعتقلوا أو اختطفوا ظلماً. مؤكداً على أن هذا النوع من النشاط لا يعكس قيم الإسلام .
وفي ختام اللقاء شكرّ الامين العام لمجلس لكنائس العالمي القس الدكتور اولاف تيفيت لوفد المعارضة هذه الزيارة التي ستستكمل لاحقاً بزيارات اخرى من شأنها تفعيل سبل التعاون بين الطرفيين، موجهاً كلامه للوفد المعارض بقوله انتم الآن في مواجهة نظام لن يتوانى عن استخدام القوة، ونحن كمسيحيين يجب ان نرفع الصوت ضد هذه الممارسات، وكذلك سنرفع صوتنا ضد ممارسات المتطرفين.
وبدورهم شكر وفد المعارضة السورية الجهة المضيفة، متمنين منهم دعم الشعب السوري وقضيته العادلة في الوصول لدولة الكرامة والحرية، دولة لكل السوريين.