بيروت: «الشرق الأوسط» : انتخبت رابطة «سوريون مسيحيون ديمقراطيون» رئيسا مسلما لها خلال مؤتمرها الذي عقد أمس، في مدينة إسطنبول بتركيا، في رسالة واضحة بأن «قضية مسيحيي سوريا لا تنفصل عن قضايا المسلمين في هذا البلد» بحسب ما أوضح جميل ديار بكرلي، أحد المشاركين في المؤتمر، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «استقرار أوضاع أبناء الطائفة المسيحية مرتبط بنجاح الحل السياسي ونشوء دولة ديمقراطية مدنية».
وصوت عشرات من المسيحيين السوريين المشاركين في المؤتمر القادمين من الداخل السوري والخارج بانتخاب محمد فراس ياور الذي قال بعد انتخابه «قلبي مسيحي وفكري وعقلي سوري وأنا مسلم ونعمل معا من أجل شعبنا السوري ضد التطرف ونظام الديكتاتور الأسدي في دمشق».
وأكد ديار بكرلي الذي مثل المنظمة الأشورية السورية في المؤتمر على أن «المسيحيين جزء من نسيج المجتمع السوري وكل ما يصيب هذا المجتمع يصيبهم».
وبحث المؤتمر الذي عقد جلساته تحت عنوان «سوريا بين مطرقتي الاستبداد والتطرف» وتستمر أعماله إلى اليوم «أوضاع المسيحيين السوريين ضمن الظروف الراهنة ومستقبلهم بالتعاون مع باقي أطياف أبناء المجتمع السوري ونسيجه الاجتماعي» وفقا لأطروحات المؤتمر.
ويأتي هذا المؤتمر بعد هجوم كتائب إسلامية معارضة على بلدة معلولا واختطاف 12 راهبة، إضافة إلى مقتل 41 مدنيا بينهم 14 سيدة وطفلان، في بلدة صدد المسيحية في محافظة حمص (وسط) والتي دخلها مقاتلون معارضون بينهم إسلاميون متشددون في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، في محاولة للسيطرة على مخازن أسلحة ضخمة قريبة منها، قبل أن يستعيد النظام السيطرة على هذه البلدة المسيحية التاريخية. يأتي كل ذلك والغموض لا يزال يحيط بمصير مطراني حلب للروم الأرثوذكس بولس يازجي، والروم الكاثوليك يوحنا إبراهيم، وعدد من الكهنة، والأب اليسوعي الإيطالي باولو دالوليو، والذين خطفوا خلال عام 2013.
ونقلت وكالة «الأنباء الألمانية» عن المشاركة في المؤتمر أميمة عرنوس قولها: «أشعر بالخطر على مسيحيي سوريا من التطرف والديكتاتورية في آن واحد. نريد خطابا وطنيا، إضافة إلى ضرورة التركيز على دور مسيحيي سوريا التاريخي في التعاون مع أبناء بلدهم من كل الأطياف، خطاب ليس مواليا أو معارض إنما خطاب وطني يجمع السوريين».
كما نقلت الوكالة عن مشارك آخر، عهد الهندي إشارته إلى «وجود مشكلة طائفية في سوريا علينا الاعتراف بها، كرسها نظام الأسد خلال العقود الماضية ونحن اليوم أمام نتائج يحاول النظام استثمارها وتخويف الأقليات».
وتأثر مسيحيو سوريا الذي يشكلون نحو 10 في المائة من مجموع السكان بالأحداث الأمنية التي تعيشها البلاد حيث نزح نحو 450 ألف مسيحي إلى داخل سوري أو خارجها بحسب إحصائيات كنسية، وقتل 1200. إضافة إلى تعرض 60 كنيسة للدمار، واضطرار سكان 24 بلدة مسيحية للهرب منها.
وفي هذا السياق، يوضح ديار بكرلي في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن الجهات التي تستهدف المسيحيين في سوريا تمتلك عقيدة تكفيرية أصولية ولا تمت للمعارضة السورية بصلة. في حين ركز عضو المجلس الوطني المعارض، بسام إسحاق في مداخلة له خلال المؤتمر على «ضرورة العمل على عدم زج المسيحيين في الاقتتال المجاني أو اعتبار المسيحيين ورقة بيد النظام لذلك نحن نريد مصلحة الشعب السوري من كل الأطياف».
ورغم أن المسيحيين السوريين يتعاطفون إجمالا مع النظام السوري الذي يعتبرون أنه حمى حقوقهم ومعتقداتهم خلال فترة حكم حزب البعث، ويخشون تنامي نفوذ التيارات الإسلامية المتطرفة، فإن «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» وثقت قصف النظام السوري لـ33 كنيسة على الأقل في مختلف أنحاء البلاد منذ بدء الصراع قبل نحو ثلاثين شهرا.