الرئيسية / أخبار سوريا / البيان الختامي للمجلس الوطني الثاني لإعلان دمشق في المهجر 2014

البيان الختامي للمجلس الوطني الثاني لإعلان دمشق في المهجر 2014

من أجل المزيد من الالتفاف حول قوى الثورة ووحدة الوسائل والهدف، في مواجهة الحرب المجنونة لنظام الأسد وجرائمه المتعددة بحق شعبنا السوري البطل، وفي سبيل الخروج من حالة العطالة وارتباك القوى السياسية، جاء انعقاد المجلس الوطني الثاني لإعلان دمشق في المهجر، تحت شعار " معاً من أجل اسقاط النظام وبناء سوريا المدنية الديمقراطية " بمثابة تجديد لعهد الوفاء لدم شهداء ثورتنا المباركة، ولشعبنا السوري الذي خبر مواقف الإعلان الوطنية الملتزمة بخط الثورة وأهدافها المشروعة.


يؤكد مؤتمر المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر، على توجهاته وسياساته التي تعتبر أن إسقاط النظام هي المهمة المركزية الأولى، التي يجب أن يجتمع حولها كل القوى الوطنية، المتطلعة إلى التغيير الجذري، والانتقال السياسي من الاستبداد إلى دولة مدنية ديمقراطية، تمنع أي شكل من أشكال الاستبداد تحت أي غطاء أو أيديولوجية ، وتحقق العدالة والمساواة بين المواطنين، بجميع تبايناتهم ومكوناتهم الدينية و القومية، وفق مبدأي التعددية وتداول الحكم، دولة للحريات الخاصة والعامة، تؤمن فيها حرية تشكيل الأحزاب والنقابات والإعلام الحر، واحترام ثقافاتنا المتنوعة الغنية .


ثلاث سنوات من صمود شعبنا المذهل، على شتى أنواع المعاناة وجرائم النظام البربري المتوحش، لم تقنع دول العالم ، أنه من المستحيل كسر إرادة شعبنا السوري، الذي يواجه حرباً إقليمية بقيادة إيرانية ومشاركة فعالة من حزب الله ولواء أبي الفضل العباس وغيرهم ، وبدعم عسكري وسياسي كامل من روسيا الحامي الأساسي لنظام الأسد في حرب الإبادة والتطهير الطائفي، إضافة إلى تعطيلها مع شريكها الصيني لأي قرار لإدانته دولياً، بينما يعيش أهلنا أقسى أنواع المعاناة البشرية، من قصف بالطيران والبراميل المتفجرة وحصار الموت جوعاً، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، في ظل تخاذل دولي وتخل أخلاقي وقانوني ، ومحاولة من نظام الأسد وحلفائه الروس إلى تحويل مؤتمر جنيف2 إلى مجرد مؤتمر لمكافحة الإرهاب، كي يفلت النظام من المثول أمام محكمة الجنايات الدولية، لارتكابه جرائم موصفة ، ضد الإنسانية وجرائم حرب، وقتله الآلاف بالسلاح الكيمياوي المحرم دولياً .
ورغم مسار النظام الحافل بمختلف أنواع الجرائم مازال العديد من دول العالم، تتجاهل أن هذا النظام هو الإرهابي الأول، وهو الراعي الحقيقي لعصابات داعش المجرمة، شريكته الأولى في عمليات الخطف والذبح وشتى أنواع الجرائم التي قدمت للنظام مادة إعلامية داعمة لإلصاق تهمة الإرهاب بقوى الثورة المسلحة، وليتخذه المجتمع الغربي ذريعة لسياساته الملتوية، المتجاهلة لمسار الحرية الذي عبدّه الثوار السوريون بدمائهم، وقدموا في سبيله أكثر من مئة وخمسن ألفاً من الشهداء الأبرار، ومئات الألاف من الجرحى والمصابين والمعتقلين وملايين المهجرين.
لقد أكد المجلس الوطني الثاني لإعلان دمشق في المهجر، الذي أنهى أعماله اليوم في 18-1-2014 على خطه الثابت مع الثورة السورية وطموح السوريين للتخلص من دولة القمع والاستبداد وبناء الدولة المدنية الديمقراطية ، وانتخب الأمانة العامة الجديدة، ووزع المهام على المكاتب واللجان المختلفة، ليكونوا جميعاً المعبرين عن صوت الإعلان وأهداف الثورة السورية ، في شتى أنحاء العالم، في مرحلة من أدق وأخطر المراحل التي تجتازها الثورة السورية وهي تتصدى لعدوين متكاملين، حرب النظام الشرسة وحرب التصدي للتعصب الأسود المتمثل بداعش وأمثالها، على شعبنا السوري، المعروف تاريخياً باعتداله وتسامحه وبميله إلى التعايش والتشارك المدني الحضاري.
إننا في إعلان دمشق نحمّل نظام الاستبداد ببنيته الطائفية ، المسؤولية الكاملة عن الدفع بكل النزعات الغرائزية الطائفية والمذهبية، التي باتت تفتك بشراسة بنسيجنا الوطني السوري وتتغذى على حساب هويته الوطنية الجامعة، وإننا ندعو في هذا المجال كل السوريين، للوقوف معاً في وجه نظام الموت والإجرام وهذه الردة البدائية، على الهوية الحضارية لسورية الشعب والدولة، ونبذ كل أنواع التطرف، وكل خروج عن الاعتدال والتسامح وروحية التعايش الحر المميز تاريخياً بين جميع السوريين .
وهو ما يلقي على عاتقنا بعد مهمة إسقاط النظام، مسؤولية إعادة إنتاج الهوية الوطنية السورية الجديدة، عبر المحاسبة على الجرائم وتحقيق العدالة الانتقالية، وتعويض المتضررين وإشاعة روح التسامح، وإعادة بناء البنية التحتية العمرانية والاقتصادية وإصلاح المؤسسات وتسيير الخدمات، وتوفير سبل العيش الآمن والحر الكريم لكل مواطني سورية المستقبل، وإيلاء جيل الشباب من الجنسين من دون أي تمييز العناية الخاصة، وحل مشكلاته المادية والمعنوية وتأمين فرص استقراره في وطنه، باعتباره الرأسمال الوطني الأهم، وباعتبار أنّ الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأول والأنجع.
أيها السوريون الأحرار، إننا نواجه نظاماً مجرماً، لا يصغي إلا لصوت جشعه واستغلاله واحتكاره، فنهمه السلطوي المافيوي ذهب به إلى دمار بلده وقتل شعبه بكل السبل والوسائل، مما يتطلب منا اليقظة وبذل المزيد من التعاون والتنسيق بين القوى السياسية والميدانية.
إن رؤية إعلان دمشق للحل السياسي، تشكل القاعدة الأساس لتوجهنا نحو إيجاد مخرج سياسي، لما تعاني منه بلادنا وبما يحقق الانتقال السياسي للسلطة دون أن يكون لبشار الأسد وزمرته الحاكمة أي دور في المرحلة الانتقالية وفي مستقبل سورية، وانطلاقاً من هذا نتعامل إيجابياً مع كل المبادرات السياسية، التي ترتكز على هذه القاعدة ومنها جنيف 2 . على أن يتم ذلك من خلال مؤتمر وطني جامع للاتفاق على رؤية سياسية وميدانية موحدة ،حكيمة تجتمع عليها قوى الثورة في الداخل مع المعارضة السياسية، لنعمل جميعاً مع الأصدقاء العرب والدوليين، إلى مزيد من الضغط ليتخلى المجتمع الدولي كاملاً عن نظام يذبح شعبه، ويهجره ويدمر بناه وأسس عيشه، لا دور فيها لبشار الأسد، وضرورة إنجاز ذلك في فترة زمنية محددة،.
إن مؤتمر المجلس الوطني لإعلان دمشق، عمل ويعمل من أجل انطلاقة جديدة، عبر توسيع هيئاته و تجديد قياداته ورفدها بالوجوه الشابة، ولكي يبقى محافظاً على دوره الوطني إلى جانب شركائه من القوى السياسية، ويرتقي بعمله على كل الصعد التنظيمية، والسياسية، والإعلامية، التي تؤهله داخلياً وخارجياً، لإنجاز مهامه الكبرى، وصولاً منها إلى الحرية والكرامة والديمقراطية.
تحية للمعتقلين الأحرار في سجون ومعتقلات النظام، والعصابات المتطرفة، والنصر لإرادة شعبنا السوري في الحرية الكرامة والأمن والاستقرار، والرحمة لشهداء الثورة السورية الأبرار والشفاء للمصابين والجرحى، وعودة حميدة إلى سورية الحرية والكرامة، وإلى إسقاط نظام الإجرام العائلي والطائفي .
عشتم وعاشت سورية حرة سيدة مستقلة اسطنبول 18- 1- 2014

 

شاهد أيضاً

جبهة السلام والحرية تعقد اجتماع هيئتها القيادية في أربيل والقامشلي بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لتأسيسها

08-07-2021 عقدت الهيئة القيادية لجبهة السلام والحرية، الأربعاء 7 تموز 2021، اجتماعاً عبر “غرفتين” منفصلتين، …