اختطفت مجموعة مسلحة ,لم تعلن عن نفسها بعد يوم العاشر من كانون الأول الجاري أربعة من ناشطي الحراك المدني في مدينة دوما هم الناشطة الحقوقية المعروفة رزان زيتونة والناشطة سميرة الخليل والناشط وائل حمادة والناشط ناظم الحمادي ,واقتادتهم إلى جهة مجهولة .
رزان زيتونة تعتبر واحدة من أهم أيقونات الثورة السورية المباركة ,وحائزة على عدد من الجوائز العالمية في مجال حقوق الإنسان ومنها جائزة زاخاروف وجائزة المرأة الشجاعة تقديرا لنضالها المشهود في مجال حقوق الإنسان ,حيث كانت عنصرا فاعلا في المنظمة السورية لحقوق الإنسان وفي الدفاع عن معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين و أخيرا في مركز توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان السوري في تجربة من أسوأ ما مرت به البشرية في تاريخها المعاصر على يد نظام لا يقيم للقانون ولا للقيم الإنسانية وزنا . إضافة إلى تجربتها المميزة في لجان التنسيق المحلية, التي واكبت الثورة السورية منذ انطلاقتها وفي مجال العمل الإغاثي .
لقد بات واضحا خاصة في هذه المرحلة من تاريخ الثورة السورية ,ارتفاع وتيرة التضييق على ناشطي الحراك المدني الديمقراطي ,الحقوقي منه أو الإغاثي وحتى الإعلامي خطفا أوتهجيرا أو تصفية البعض منهم ,إن دل على شيء, فإنه يدلل على أن من يحاولون العبث بالثورة السورية وحرفها عن أهدافها التي قامت من أجلها ,وقدمت التضحيات الجسام ,من أجل الحرية والكرامة ومن أجل أن يعيش السوريون في ظل دولة مدنية ديمقراطية تعددية , دولة مواطنة وقانون ,باتوا أكبر من مشكلة فردية ,لقد باتوا ظاهرة , تضر بالثورة وتخدم ,من حيث تدري أولا تدري النظام الذي تدعي مواجهته , ولن يسمح لهم الشعب السوري وقواه الديمقراطية ,بأن يفرضوا عليه أجنداتهم الخاصة أو استبداد من نوع جديد .
إن إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي , إذ يدين اختطاف الناشطين الأربعة وقد كانت رزان وسميرة في مرحلة من المراحل من ناشطيه ,ويطالبهم بالإفراج الفوري عنهم ,كما ويحمل جيش الإسلام المسؤولية الأخلاقية عن اختطافهم وعدم تأمين الحماية لهم , كونه الجهة النافذة في الغوطة الشرقية عموما وفي دوما على وجه الخصوص حيث اختطف هؤلاء الناشطين , ونطالبه بالعمل على تأمين الإفراج عنهم ,وتوفير الحماية لأشخاصهم وللعمل الذي يقومون به لأن هذا العمل ,يعبر عن روح الثورة السورية .
تحية لأرواح الشهداء
الحرية لرزان زيتونة ورفاقها