اتحاد تنسيقيات الشباب السريان الآشوريين : أداء المعارضة بشقها السياسي والعسكري اليوم ليس بحجم الدمار ونزيف الدماء

إن الوضع السياسي والعسكري في سوريا اليوم يمر بمنعطف خطير ينذر بكوارث إنسانية واجتماعية وبيئية لسنوات عديدة وبكلفة باهظة سيدفع الشعب السوري ثمناً لها من دمه ودموعه. فأداء المعارضة بشقها السياسي اليوم ليس بحجم الدمار ونزيف الدماء نتيجة التجاذبات الإقليمية والدولية وانعكاساتها، ولا القوى والفصائل المقاتلة على الأرض بأفضل حال من السياسية، فسيطرة دولة الإسلام في العراق والشام على الكثير من المناطق المحررة،  وتنامي قوة جبهة النصرة بعد اعتراف تنظيم القاعدة بها، أدى إلى تقليص نفوذ وسيطرة الجيش السوري الحر ميدانياً، مما خلق قلقاً متزايداً لدى المجلس الوطني السوري والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة من جهة والدول الصديقة والشقيقة من جهة أخرى.

لقد ساهم الشعب السرياني الأشوري منذ بداية انطلاق شرارة الثورة بشكل فعال جنباً إلى جنب مع باقي مكونات المجتمع السوري، فحملت الثورة منذ انطلاقتها السلمية شعار الحرية والكرامة. حيث أشترك شعبنا من خلال اتحاد تنسيقيات الشباب السريان الاشوريين وبالتنسيق مع لجان دعم الثورة السورية في جميع دول العالم بالتظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات وتعريف الثورة وأهدافها. كذلك ساهمت تنسيقياتنا في القامشلي والحسكة وديريك وحلب وحمص ودمشق بالمظاهرات الأسبوعية بشكل مكثّف.

نحن كحراك ثوري نستنكر ونستهجن في نفس الوقت عملية إقصاء المكون السرياني الأشوري من الحكومة المؤقتة للمناطق المحررة التي شكلها الدكتور أحمد طعمة، حيث كان من المفروض ان يأخذ بعين الإعتبار تمثيل كل أطياف الشعب السوري في هذه الحكومة لتستطيع القيام بعملها على أكمل وجه. لذا نتمنى أن يتدارك الدكتور أحمد طعمه هذا التقصير بتمثيل المكون السرياني الاشوري في القريب العاجل.

وإن حالة الأمر الواقع الذي تحاول الـ ب ي د فرضه على مكونات الشعب السوري بآشورييه/سريانيه وكرده وعربه في الجزيرة السورية وحالة الإقصاء المتعمد للقوى الفاعلة على الأرض هو أمر غير مقبول وسيكون له تداعيات خطيرة إذا مااستمرت الـ ب ي د في مشروعها هذا الذي يحقق أساساً أهداف النظام في زعزعة أمن المنطقة وتوسيع الهوة بين مكوناته وخلق حالة من عدم الاستقرار خدمة لأجندته وأجندة دول إقليمية.

اتحاد تنسيقيات شباب السريان الأشوريين يؤمن بحل القضية السورية بالطرق السلمية وفق محددات الحل السياسي التي تحقق أهداف الثورة وتضمن حقن الدماء والاستقرار والحفاظ على البنية التحتية التي اتفقت عليها المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري في القاهرة بتاريخ 21 شباط 2013 والتي تنص على رحيل الأسد وأركان نظامه.

إننا في اتحاد تنسيقيات الشباب السريان الآشوريين نؤكد على استمرارنا في ثورة الشعب السوري، وصولاً إلى تحقيق اهدافها في الحرية والكرامة، والانتقال من نظام الاستبداد إلى نظام ديمقراطي عصري، يحقق طموحات السوريين في دولة الحقوق والواجبات، دولة تكون لكل السوريين. عاشت سوربا حرة أبية.

الرحمة للشهداء والحرية للمعتقلين والشفاء العاجل للجرحى

25 تشرين الثاني 2013

اتحاد تنسيقيات شباب السريان الاشوريين