بقلم : يوسف دانييل خوري
سؤال واقعي يداول بين مكونات الحراك الثوري أين الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية؟
بغياب غبطة البطريرك هزيم بقوة الطبيعة والمشيئة الالهية، يجب أن نتسأل بجرأة وصوت عال لماذا الغياب والحضور في كنائس الروم الأرثوذكس في الحراك الشعبي.
تقدم عمر مثلث الرحمات البطريرك هزيم أدى الى تجنبه أي موقف سياسي صريح وواضح (لا أحد يستطيع أن يغيب فكره الثوري) و التوجيه الكنسي في هذا السياق كان له نتيجتان:
أولاً: انقسـام الشارع المسيحي، وهذا ما ساعد النظام على استغلاله و الاستفادة من القسم الذي يواليه وعمل على ظهوره وبروزه – بينما القسم الموالي للحراك لم يعد له وسـيلة للتعبير (وهو واقعة الخوف من بطش النظام – الأصوات الموالية القوية التي احدى مهامها أن تكون عين النظام في مجتمع صغير سريع التناقل للخبر والواقعة).
ثانياً: وهي الأثمن ذهاب صوت الكنيسة الأرثوذكسية الذي كان دائماً صوت حق، صوت الشعوب ومركز الحرية والمواطنة ومحاربة الفسـاد.
ومن هنا نلاحظ أن الكنيسة الأرثوذكسية فقدت هويتها ودورها الذي كان ينتظر أن تلعبه في هذه المرحلة الحاسـمة لتاريخ شـعوب المنطقة.
ننتظر في المرحلة القادمة أن تستعيد البطريركية الأرثوذكسية الشرقية دورها التاريخي، ولا يفيد اليوم أن تكون الكنيسة عديمة النطق ولا أن تكون صاحبة الفصل والحق.
فالحياد أو التنحي (ضمن مبدء النئي بالنفس) عن الدور التاريخي هو افسـاد تعطيل لرسـالة الكنيسة ذاتها.
تنتظر شـعوب المنطقة دوراُ لاحقاً للكنيسة الشرقية لا يمكن الا أن يكون تأييد حقوق الشعوب في الحريات وبث روح المواطنة العادلة.
لذلك سـيبقى المسـيحيون بشيء من الانتظار لاسـتعادة هذا الدور، وشيء من القلق من أن تسطيع بعض الأنظمة والحكومات استدراج الكنيسة من الدور الحق والتاريخي الى دور الحياد وبالتالي الى التبعية المباشرة لها.
وسوف أكون أكثر جرئة وأقول أن الأصوات العالمية المسيحية التي لا تشكل الضمير المسيحي في الشارع المثقف مرفوضة.
تماما كرفض كل ما حاول النظام نشره وتسويقه عن تخويف الأقليات وهي سياسة عكس التاريخ المسيحي في المنطقة، قد تكون بعض الأقليات اصطدمت مع الأكثريات في المنطقة لأسباب دينية أو عرقية ( لأن الأقليات المسيحية بسبب مفاهيمها المنفتحة والوطنية كانت دوماً صلة وصل وانسـجمت مع الأقليات والأكثريات).
فالتواصل التاريخي المسيحي – تفاهم وليس تصادم، وهذا حقيقةً ما سيحصل مع أي أكثرية حاكمة في المسـتقبل.
لذلك نصطلب من جميع أخوتنا المسيحيين عدم الانقياد لهذه المفاهيم الخاطئة والتوجه الى استعاضة دورنا التاريخي المبني على الحقوق والعدالة واحترام الآخر بجميع مكوناته ومعتقداته.
06/12/2012