الرئيسية / اخبار اشورية / كلمة المنظمة الآثورية الديمقراطية في المؤتمر العام الاستثنائي الخامس لحزب الاتحاد الديمقراطي

كلمة المنظمة الآثورية الديمقراطية في المؤتمر العام الاستثنائي الخامس لحزب الاتحاد الديمقراطي

الإخوة رئيس وأعضاء قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي  الصديق

الأخوات .. الإخوة أعضاء المؤتمر العام الاستثنائي الخامس لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD

تحية نضالية

بمناسبة عقد مؤتمركم العام الاستثنائي الخامس أتقدّم إليكم باسمي وباسم قيادة المنظمة الآثورية الديمقراطية بالتهاني الحارّة مع التمنيات الصادقة بأن تتكلل جهودكم بالنجاح، والخروج بنتائج مثمرة يكون لها تأثيرات إيجابية ليس على صعيد حزبكم وشعبكم الكردي الصديق فحسب، وإنّما على الصعيد الوطني أيضا، لما لحزبكم من دور وثقل شعبي كبير وإرث نضالي عريق.

الأخوات .. الإخوة المؤتمرون

بالأمس دخلت ثورة الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية شهرها السادس عشر، ودخلت معها البلاد منعطفا خطيرا، نتيجة إصرار النظام على اعتماد الحلول الأمنية والعسكرية في مواجهة المطالب المحقّة للشعب السوري، بكافة أطيافه السياسية والقومية والدينية،، ونتيجة الاستبعاد التام للحلول السياسية، التي وفرتها المبادرات الوطنية والعربية والدولية، وكذلك الاستمرار في التنكّر للأسباب الحقيقية للأزمة السياسية الراهنة، والكامنة في الاستبداد وغياب الحريات وتفشّي الفساد واختلال ميزان العدالة، وسيادة منطق الاحتكار والاستئثار، وفرض الوصاية على المجتمع، وإغلاق المجال العام  أمام قوى وهيئات المجتمع المدني، واتباع سياسات التحريض الطائفي والمذهبي، وأدّى ذلك إلى إراقة دماء الآلاف من إخوتنا السوريين .. مدنيين وعسكريين، ودفع قسما من السوريين نحو التسلّح واللجوء إلى العنف دفاعا عن النفس، ومعها زادت الميول نحو عسكرة الصراع، وتنامي النزعات المتطرفة في المجتمع. كل هذا قاد إلى تدويل الأزمة السورية وجعلها جزءا من لعبة المحاور الإقليمية والدولية التي لا تكترث سوى لمصالحها، وإن قاد ذلك إلى الاقتتال والاحتراب الأهلي بين مكوّنات المجتمع السوري وما يحمله ذلك من مخاطر على وحدة المجتمع ومستقبل الوطن.

إنّ الخروج من حالة الاستنزاف والانهيار التي تمرّ بها البلاد، يفرض على جميع القوى الوطنية النهوض بمسؤولياتها، والعمل من أجل:

–    دعم الثورة السلمية للشعب السوري من أجل الحرية والديمقراطية باعتبارها ثورة كل السوريين من عرب وأكراد وآشوريين سريان وأرمن…..، مسيحيين ومسلمين ويزيديين. والعمل مع كافة السوريين من أجل الانتقال سلماً من حالة الاستبداد إلى دولة ديمقراطية عصرية تكون لكل مواطنيها.

–    العمل معاً ومع كافة القوى الوطنية من أجل بناء نظام ديمقراطي علماني، يقوم على أسس العدالة والمساواة والشراكة الوطنية الكاملة، نظام يقّر بحالة التعدّد القومي، ويعترف دستورياً بالوجود والهوية القومية للشعبين الكردي والآشوري السرياني وضمان كافة حقوقهم ضمن إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباً. على اعتبار أن حلّ قضايا القوميات والمرأة واحترام حقوق الإنسان تعتبر من ركائز الديمقراطية في الدولة المعاصرة.

–    العمل معاً ومع كافة القوى السياسية والاجتماعية للحفاظ على السلم الأهلي، وترسيخ قيم العيش المشترك، وتعزيز مفاهيم التكافل والتضامن والتعاون بين كافة مكوّنات المجتمع.

–    نبذ العنف والتعصب والتطرف بكل أشكاله، والعمل على إرساء قيم الاعتدال والتسامح وقبول الآخر، واحترام الخصوصيات الدينية والثقافية والقومية بمعزل عن الاصطفافات السياسية.

–    إبقاء الخلاف السياسي بين القوى والأحزاب السياسية في إطار الاختلاف الطبيعي، وضمن السياق الديمقراطي العصري، بعيداً عن الممارسات الاقصائية والإلغائية، وعن منطق التخوين والتكفير، وذلك على أرضية الشراكة الوطنية.

–    الانفتاح على كافة القوى الوطنية والفعاليات الدينية والاجتماعية والعشائرية بما يحقق تكامل كلّ الجهود من أجل تعزيز الوحدة الوطنية.

الإخوة الحضور

أوائل شهر آذار الماضي وقّعت المنظمة الآثورية الديمقراطية بيانا مشتركا مع مجلس الشعب لغربي كوردستان الذي يشكّل حزبكم حزب الاتحاد الديمقراطي أحد أهم ركائزه على المستوى السياسي. وتضّمن البيان اتفاقا حول النقاط التي ذكرتها آنفا، إضافة إلى التفاهم على العمل معا كمرجعيتين سياسيتين  تحتلان موقعا أساسيا بين الشعبين الصديقين الكردي والآشوري السرياني، على أن يتم التعاطي مع شؤون شعبنا  وفق هذا التفاهم من خلال المنظمة الآثورية الديمقراطية وبالتشاور معها من خلال اللجنة القيادية العليا المشتركة بين الطرفين أو من خلال اللجان الفرعية التي اتفق على تشكيلها. إنّ ماشجّعنا على توقيع هذا الاتفاق ليس فقط إيماننا بوحدة المصير والمستقبل لشعبينا مع كافة شعوب سوريا، وليس فقط رغبتنا في تعزيز الوحدة الوطنية، ولا متانة العلاقات الشخصية بين العديد من قيادات الطرفين، وهي قضايا على قدر كبير من الأهمية. لكن ما حفّزنا أكثر هو إدراكنا بأنكم تتبنون فكر ونهج الزعيم الوطني الكردي عبدالله أوج آلان الذي نطالب السلطات التركية بالإفراج عنه من أجل أن يقود شعبه نحو تطلعاته القومية المشروعة. إنّ ثقتنا بهذا النهج تعزّزت من خلال علاقاتنا الثنائية على مدى أكثر من عشرين سنة، حيث تخللتها محطّات واختبارات زادتها صدقية وقوّة، وتمخّض عنها نتائج هامة كان لها وقعا إيجابيا على شعبنا السرياني الآشوري في سوريا وطورعبدين خصوصا، ومازال الكثير من أبناء شعبنا في تركيا على الصعيدين المدني والديني يحيطون هذه العلاقة بالتقدير والاحترام الممزوج بالحرص الأكيد على تعميقها وتطويرها. إنّ الدعوة التي أطلقها القائد التاريخي لحزب العمال الكردستاني ب ك ك بخصوص بناء المجتمع الديمقراطي انطوت على مضامين ومعاني ديمقراطية وإنسانية شاملة، لأنها لم تختصّ بالشعب الكردي فقط وإنما شملت جميع الشعوب والقوميات التي تعيش معه على قاعدة التعاون والشراكة  والاحترام المتبادل والقبول بالآخر المختلف قوميا ودينيا، بعيدا عن أي تمييز أو إقصاء أو استئثار.

الإخوة الحضور

للأسف لم يتم تفعيل اللجنة المشتركة العليا بين الطرفين لأسباب لسنا بوارد ذكرها أمام مؤتمركم، ويمكن معالجتها في اللقاءات الثنائية بأقرب فرصة، وما يدعو للأسف أكثرهو حصول أخطاء غير مبرّرة صدرت عن بعض لجانكم الشعبية تتعارض مع مضمون وروح  الاتفاق الثنائي بيننا، وكان يمكن احتواؤها وتلافيها من خلال التعاون و التنسيق  عبر اللجنة المشتركة. إن صراحتنا في النقد تنطلق من روح المودّة والأخوّة ومن دافع الحرص على علاقاتنا وعلى مسيرة حزبكم التي تعمدّت بالشهادة وكان لبعض أبناء شعبنا السرياني الآشوري نصيبا منها. ولا نخفيكم أن بعض هذه الأخطاء ساهمت في تنامي الاستياء والتذمرّ في بعض أوساط المجتمع وبشكل خاص في أوساط شعبنا السرياني الآشوري والمسيحيون عموما، من ممارسات خاطئة تحمل صفة القسر والإكراه، وتؤشّر على رغبة في الاستحواذ والتفرّد وفرض الأمر الواقع، ما رسم الكثير من علامات الاستفهام وظلال الشك حول نظرتكم للآخر المختلف قوميا ودينيا. فهناك من يتساءل لماذا يتم توزيع الغاز والمازوت في كافة أحياء القامشلي بينما يعاني سكان حيّ الوسطى مثلا من النقص والشحّ في هاتين المادتين؟..إننا نربأ بمجلس وحزب ومؤسسات تتبنّى نهج وعقيدة عبدالله أوج آلان أن تكون هدفا لاتهامات بالظلم والتمييز وبث الخوف، ولنا ثقة كاملة بأنكم أكبر من أن تقعوا في هذا المحظور.

الإخوة الحضور

لقد أفرزت الأوضاع الصعبة التي تمرّ بها البلاد حالة من الفراغ والفوضى بدأت ملامحها تظهر على أكثر من صعيد، ناتجة في جزء كبير منها عن إحجام الدولة عن القيام بواجباتها ومسؤولياتها، وهذا يضاعف من المسؤولية الوطنية للقوى السياسية الديمقراطية والثورية، بالوقوف في وجه كلّ المحاولات الرامية لتكرار واستنساخ الأخطاء والممارسات التي ارتكبتها السلطة الاستبدادية على مدار سنوات طويلة، وكانت من أبرز أسباب الثورة عليها. وذلك عبر تقديم النموذج الديمقراطي البديل والنقيض للممارسات السابقة التي لم تستثن أحدا من آثارها ونتائجها السلبية  سواء كانوا أكرادا أم عربا أم آشوريين أو أرمن، النموذج الديمقراطي الذي نتمنّاه لسوريا المستقبل، والقائم على التعاون والانفتاح والتفاعل والشراكة.

ختاما نأمل أن يكون مؤتمركم هذا فرصة لتقويم الأخطاء ومناسبة لتعزيز دوركم الوطني في كافة المجالات. تقبلوّا تحياتنا مع تمنياتنا لحزبكم بالتقدم ولمؤتمركم بالنجاح .

عذرا للإطالة وشكرا للاستماع

عشتم وعاشت سوريا وطنا حرا لكلّ مواطنيها

سوريا 16/6/2012

المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي

 

شاهد أيضاً

المنظمة تهنئ بمناسبة الذكرى 175 ليوم الصحافة الآشورية

31-10-2024 بمناسبة حلول الأول من تشرين الثاني، يوم الصحافة الآشورية، والمتمثل بالذكرى الخامسة والسبعين بعد …