ADO- خاص: بدون أيّة مقدّمات، أقدمت قيادات المجلس القومي لبيث نهرين (دورونويي) وهو الإطار الرئيسي الذي تنضوي في هيكليته أحزاب ومؤسسات ذات تسميات مختلفة كالاتحاد السرياني، والاتحاد السرياني العالمي، والجمعية الثقافية السريانية، على شنّ حملة شرسة على المنظمة الآثورية الديمقراطية عبر شاشة تلفزيونهم الرسمي (سورويو تي في) دون وجود مبرّرات تستوجب ذلك، وكان الأجدر بالسادة أعضاء الاتحاد السرياني، إذا لم يكن لهم موقف مسبق ومخطّط، أن يناقشوا الموضوع مع المنظمة بعيدا عن الإعلام. لكنّ الحملة ابتدأت في اليوم الثاني من نيسان (أي قبل اعتقال رفاقهم)، ثم تصاعدت وزادت ضراوة بعد توقيف عدد من أعضاء حزب الاتحاد السرياني في مدينة القامشلي من قبل الشرطة، إثر مشاجرة حصلت على هامش احتفالهم بعيد رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو) في حي الأربويّة. وتصدّر هذه الحملة شخصيات قيادية بارزة في المجلس القومي لبيث نهرين وحزب الاتحاد السرياني والجمعية الثقافية السريانية نذكر منهم: يعقوب ميرزا، يعقوب نوحومو، جورج شمعون، سعيد ملكي، ابراهيم مراد.
وانطوت هذه الحملة على جملة من المغالطات والأكاذيب. من بينها أن حزب الاتحاد السرياني هو الوحيد الذي يدافع عن شعبنا ويطالب بحقوقه القومية في سوريا، وأنّ المنظمة لم تلبِّ دعوتهم لحضور حفل الأكيتو الذي نظمه حزبهم، وإظهارها بمظهر الرافض للعمل القومي المشترك. وإنّ المنظمة ألغت الاحتفال برأس السنة البابلية الآشورية، فيما هم أقاموه بشكل سياسي جديد لم يألفه شعبنا، وفي سياق آخر يناقض هذا، وإمعاناً في التشويش والتضليل أشار بعضهم إلى أنّ المنظمة وأنصارها احتفلوا في طرطب، وقاموا بشيّ الكباب وشرب العرق ورقص الباكيه. واتّهم البعض منهم المنظمة بأنها تعمل وفقاً لعقلية بعثية في احتكار العمل القومي وتخوين وإقصاء الآخر، وبأنها منظمة كلاسيكية تقليدية فولكلورية تعمل مع رجال الدين على تخريب العمل القومي.. وغير ذلك من التهم والفبركات التي لا تمتّ إلى الواقع بأيّة صلة، ما يؤشّرعلى وجود حملة منظّمة من قبل هذه المجموعة ضد المنظمة الآثورية الديمقراطية، تخفي وراءها أجندات معينة، تهدف إلى النيل من مكانتها وتشويه مواقفها.
ليس من عادتنا الدخول في سجالات مع أحد، خصوصاً في هذه المرحلة الحسّاسة التي يمرّ بها شعبنا ووطننا، حرصا منّا على وحدة الصفّ القومي، وتوفيراً للجهد من أجل قضية الحرية، والمطالبة بحقوقنا القومية والوطنية. وحاولنا ضبط النفس والتريث في الردّ على هذه الحملة لحين خروج رفاقهم من السجن والاطمئنان على سلامتهم، حيث أفرج عن كل الموقوفين (باستثناء واحد بقي موقوفا بتهمة حيازة سلاح فردي غير مرخّص)، ومن أجل تبريد الجوّ المتّوتر الذي حاولوا تسخينه بتصريحاتهم ضد المنظمة. وحتى لايساء الفهم، فإنّ ردّنا لا يهدف إلى التجريح والإساءة لأحد بقدر تفنيد الأسس التي ارتكزت عليها حملتهم، وكشف الحقائق لأبناء شعبنا وللرأي العام.
أولاً ـ بالنسبة لتوقيف أعضاء من حزب الاتحاد السرياني، على خلفية مشاجرة جرت في القامشلي على هامش الاحتفال بعيد الأكيتو. بادرت قيادة المنظمة الآثورية الديمقراطية إلى الاتصال بعدد من قياديي الحزب المذكور في مدينة القامشلي، من أجل الوقوف على الحقيقة منهم، واتّخاذ ما يلزم من إجراءات مشتركة، غير أن هؤلاء لم يردّوا على اتصالات المنظمة. وعند معرفة المنظمة بأن سبب الاعتقال ناتج عن تحريك دعوى شخصية من أحد أبناء شعبنا الذين شاركوا في المشاجرة، أحجمت عن اتخاذ أي موقف سواء بالسلب أو الإيجاب لحين اللقاء مع قيادة هذا الحزب والاطّلاع منهم على حيثيّات المشكلة. وفي اليوم الثاني زار وفد قيادي من المنظمة مقرَ الجمعية الثقافية السريانية في القامشلي والتقى مع بعض مسؤوليهم وشرح لهم موقف المنظمة، والإجراءات التي كانت تعتزم القيام بها، واستفسر منهم عن خلفيات زجّ المنظمة في هذه القضية، وشنّ حملة غير مبررة عليها في تلفزيونهم، وطالبهم بتصحيح الموقف حرصاً على العلاقات الثنائية، ووعدوا بالاتصال برفاقهم بالخارج، لكننا فوجئنا بعد ساعة بحلقة جديدة على "سوريو تي في" كرّست معظم وقتها للهجوم على المنظمة، بشكل يتنافى مع الحقيقة، وبعيد كلياً عن معايير المهنية الإعلامية.
إن المنظمة الآثورية الديمقراطية من الناحية المبدئية، تؤكّد على حقّ الجميع بممارسة العمل السياسي بكلّ أشكاله السلمية، وتحترم خياراتهم، وتشجّع الجميع على الانتقال إلى صفوف المعارضة والانخراط في معركة الحرية والكرامة. وهي إذ تدين الاستفزازات التي يلجأ إليها بعض موالي النظام من أبناء شعبنا تجاه أحزابنا القومية التي تبنّت خيارات المعارضة (وسبق أن تعرّضت المنظمة لمثلها وعلى نطاق أوسع)، وإذ تدين وتستنكر كل أشكال الاعتقال التعسّفي، والتعذيب في السجون، فإنها تستنكر أيضاً اللجوء إلى العنف والضرب كأسلوب لحلّ الخلافات بين أبناء شعبنا، وتعتبر ذلك خطّاً أحمراً لا يجوز تخطّيه. وفي الوقت ذاته تهنئ المعتقلين وذويهم وحزب الاتحاد السرياني بالإفراج عنهم، وتشكر كل الجهود المخلصة التي أدّت لإسقاط الدعوى التي قامت عليها هذه القضية.
ثانياً ـ قبل اسبوع من عيد الأكيتو بادرت قيادة المنظمة إلى الاتصال مع العضو المكلّف من قبلهم بالاتصال مع المنظمة، من أجل التنسيق لإقامة حفل عيد الأكيتو معاً، تنفيذاً لاتفاقات سابقة بإقامة المناسبات القومية بشكل مشترك، فطلب مهلة للتشاور مع رفاقه، لكنه لم يردّ بأيّ جواب على مبادرة المنظمة، وقبل أيام من احتفال الأكيتو فوجئنا بتوزيع قصاصات ورقية في القامشلي تؤكد على تفردّهم بإقامة حفل خاص بحزبهم (وهذا حقّهم). ولدى زيارة وفد المنظمة لهم يوم الثالث من نيسان، والاستفسار منهم عن عدم التجاوب مع مبادرة المنظمة لإقامة حفل مشترك، أكدّوا أنّهم في الحزب اتّخذوا قراراً سرياً منذ عشرين يوماً بإقامة الحفل بشكل منفرد..!!
ثالثاً ـ إن المنظمة الآثورية الديمقراطية لم تلغِ عيد الأكيتو (وليس من حقّ أحد إلغاء هذا العيد القومي)، وإنما دعت لإلغاء الاحتفالات في الطبيعة تقديراً وإجلالاً لأرواح شهداء الوطن، وتجاوب مع دعوتها الآلاف من ابناء شعبنا ممّن اعتادوا على الخروج للاحتفال في الطبيعة في أكثر من موقع، مثمّنين موقفها الوطني المسؤول. وأقامت بدلاً من ذلك مهرجاناً سياسياً بهذه المناسبة في مقرّها، حضره ممثلون عن كافة القوى الوطنية (عربية، كردية، أرمنية) وعن مؤسّسات وفاعليات شعبنا، والاحتفال اقتصر على أبناء مدينة القامشلي فقط، والحضور في حفل المنظمة (مع أنه لم يكن مركزياً كاحتفالهم) كان أضعاف الحضور عندهم من الناحيتين النوعية والكمية (الصور تتحدث عن نفسها) وكنّا نأمل صادقين أن يكون الأخوة في الاتحاد السرياني وغيرهم، شركاء معنا في هذا الحفل السياسي النوعي، والذي غابت عنه بالتأكيد رائحة الشواء وكؤوس العرق كما زعموا.
رايعاً ـ إن المنظمة الآثورية الديمقراطية في علاقاتها مع أحزابنا ومؤسساتنا القومية لا تتصّرف بالطريقة البعثية، ولا تتبع نهج الإقصاء والتهميش والتخوين، إدراكاً منها بأنّه ليس بإمكان أيّ حزب مهما بلغت قوته وإمكاناته، احتكار العمل القومي، والتفرّد بأيّ من ساحاته، وعلى العكس تماماً، تتعامل مع الجميع باحترام وشفافية ونزاهة انطلاقاً من إيمانها بأهمية التكامل والشراكة في العمل القومي. والأخوة الدورونويه هم أكثر من يعرف هذه الحقيقة، فمنذ انطلاقتهم شجّعتهم المنظمة انطلاقاً من واجبها والتزامها القومي، واحتضنهم رفاقنا في بيوتهم، وساهم عدد كبير من أعضاء ومؤيدي المنظمة في دعم وتمويل فضائيتهم التي استخدمت كمنصّة لقذف المنظمة بشتّى الاتهامات، وإعلان الخصومة معها في العديد من المحطّات. ومع ذلك فإنّ المنظمة تناست الماضي الذي اتسمّ بالشك والريبة حيالهم، وعمدت إلى فتح صفحة جديدة معهم، من خلال التوقيع على بيان مشترك مع المجلس القومي لبيث نهرين (القيادة المركزية لكل فروع ومسمّيات الدورونويي) مدركة أن إلحاحهم الشديد على توقيع هذا البيان مع المنظمة، إنما يهدف إلى تأمين غطاء شرعي لهم من أجل الانتقال من ضفّة النظام الاستبدادي الذي نعموا بامتيازاته وعطاءاته ردحاً من الزمن (أحد ثماره الجمعية الثقافية السريانية) إلى ضفّة المعارضة الوطنية، بعد استشعارهم بهبوب رياح التغيير عقب انطلاق قطار الثورة السورية. وبعد التوقيع على البيان تعاطت معهم كأنداد وشركاء بغضّ النظر عن تحفظّاتها السابقة إزاءهم. وذلك تغليباً للمصلحة القومية لشعبنا على المصالح الحزبية الضيقة..
أكثر من ذلك، فقد بادرت المنظمة إلى دعوة الأحزاب والمؤسسات القومية العاملة في سوريا من أجل تشكيل إئتلاف قومي بين المنظمة الآثورية الديمقراطية والحزب الآشوري الديمقراطي والجمعية الثقافية السريانية (لم يكن حزب الاتحاد السرياني السوري معروفا حين ذاك) والتجمّع الآشوري الديمقراطي السوري. وعقدت لأجل هذا الغرض سلسلة من الاجتماعات تمخّض عنها توافق على رؤية سياسية مشتركة وإطار تنظيمي. وكانوا أحد أسباب إفشال هذا المسعى عندما أصرّوا على قضايا شكلية استخدموها كذريعة للتنصّل من الاتفاق الذي توصَل إليه الجميع، وفي الجلسة الأخيرة عندما برزت رغبة بتشكيل إئتلاف ثلاثيّ بدونهم، أصرّت المنظمة على عدم إقصائهم واستبعادهم عن أيّ اتفاق، وأكّدت على ضرورة استكمال الحوار لتذليل العقبات التي تحول دون التوصّل لهذا الائتلاف. هنا نسأل السيد إبراهيم مراد رئيس الاتحاد السرياني العالمي، هل هذا ينمّ عن ذهنية بعثية كما زعم؟ أم أن هذه الوقائع لم يسمع بها، وأنّ التواصل مع رفاقه ليس على ما يرام.
خامساً ـ من جملة الافتراءات التي انطوت عليها هذه الحملة، هو الادّعاء بأن حزب الاتحاد السرياني السوري الذي تأسّس عام 2005 وعمل بشكل سرّي منذ تلك الفترة. لتشكيل بنيته التنظيمية. هو الحزب الوحيد الذي تجرّأ على المطالبة بحقوقه القومية في سوريا.
إن هؤلاء يعتقدون بأنهم من خلال اختلاق الأكاذيب وتشويه الحقائق، قادرون على مسح ذاكرة شعبنا، وإيهام الرأي العام بأن نضال شعبنا وأمتنا بدأ معهم. في إلغاء متعمّد لكلّ ما سبقهم ولكلّ ما تحفل به ساحتنا القومية من تنظيمات ومؤسسات سبقتهم بكثير ومنها المنظمة الآثورية الديمقراطية.
إن حزب الاتحاد السرياني السوري وفق ما يزعمون تأسّس عام 2005، ومنذ نشأته اتخذّ خيار المعارضة للنظام السوري، لكن أمره بقي طيّ الكتمان، ويجري التداول به سراً ضمن نطاق مجموعة ضيقة لا يتجاوز أفرادها عدد أصابع اليد الواحدة. بينما الحقيقة أن أحد أبناء شعبنا لم يسمع بهذا الحزب إلا بعد انطلاق اتفاضة الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية، وبأشهر عديدة، من خلال بيان يتيم صدر من أوربا وحمل توقيع الحزب المذكور، واسم ناطقه الإعلامي السيد جورج شمعون وبدا الأمر مستغرباً لأنه لم يُعرف عن السيد شمعون أي اهتمام سابق بالشأن السياسي. وفي أعقاب صدور هذا البيان، جرى اجتماع بين قيادة المنظمة وممثلي الدورونويي في سوريا (الجمعية الثقافية السريانية)، ولدى الاستفسار منهم عن هذا الحزب، وعمّا إذا كانت له أي علاقة بهم، أنكروا ذلك، وأكدوّا بأنهم مثلنا اطّلعوا على البيان من الانترنيت. وبعد أيام معدودة اتّصل القيادي في (موب) يعقوب ميرزا مع قيادة المنظمة، مناشداً ضمّ هذا الحزب إلى ائتلاف إعلان دمشق في المهجر، وعند سؤاله عن صلة الاتحاد السرياني بهم، وعمّا إذا كان فرعاً لحزب الاتحاد السرياني اللبناني، وإذا لم يكن مرتبطاً بهم، لماذا يروّجون له بكثافة عبر فضائيتهم من خلال الاستضافة الدائمة لجورج شمعون، أجاب بالحرف أنه قريب منهم ويريدون دعمه.
ولم تمضِ سوى أيام، اتصل فيها السيد جورج شمعون من السويد مع قيادة المنظمة طالباً منها المساعدة على تزكية طلب حزبه للانضمام لإعلان دمشق. رحّبت قيادة المنظمة بذلك وعبّرت عن ارتياحها لهذا التطوّر الإيجابي، لكن قبل ذلك ومن أجل تسهيل الأمر، طالبته بتزويدها ببرنامج الحزب أو بيانه التأسيسي على الأقل، حتى تقنع الآخرين بذلك، لأنها لا تعرف شيئاً عن هذا الحزب. لكنه لم يرسل أيّ شيء من أدبيات هذا الحزب، وتوقّف الأمر عند هذا الحدّ. سمعنا بعد ذلك أن قيادة حزب الاتحاد السرياني أجرت لقاءات عديدة في الجزيرة وأخبرنا بهذا قيادي في أحد الأحزاب الكردية الذي تربطنا بها علاقة وثيقة، وأكدّ لنا بأنّ قيادة حزبهم اجتمعت مع حزب الاتحاد السرياني وبناءً على طلبهم في مقرّ الجمعية الثقافية.
إثر هذه التطورات طلبت المنظمة عقد اجتماع مع قيادة الجمعية الثقافية وطالبتهم بتوضيح هذه الملابسات، فاعترفوا بأنّ حزب الاتحاد السرياني السوري يمثّل الذراع السياسي للدورونويي في سوريا. عندها عبّرت المنظمة عن استياءها من هذا السلوك المناور، وأكدّت لهم أنها لا تستطيع التعاطي مع مثل هذه الأساليب التي تفتقر إلى الشفافية والصراحة، أصابهم شيئ من الارتباك، ومالبثوا أن كشفوا عن اسم رئيس الحزب وأعضاء مكتبه السياسي. زاعمين أنّ الحزب يعمل سرّاً منذ عام 2005.
الحقيقة ان هذا الحزب لم يصدر سوى ثلاث بيانات خلال سنة منذ إشهاره العلني (لا نعلم شيئاً عن بيان التأسيس) كلّها صدرت من أوربا، ولم يصدّر أيّ موقف من داخل سوريا طيلة
هذه المدةّ. والحقيقة الثانية، هي انتفاء زعم السرّية عنه، لأنّ الجمعية الثقافية السريانية (واجهة الدورونويي) هي جمعية علنية، ومعظم منتسبي الحزب هم من أعضاء الجمعية. فلماذا انتظرت هي والحزب منذ عام 2005 للبدء بالمطالبة بالحقوق القومية لشعبنا، وإعلان أنفسهم الحزب الوحيد الذي يدافع عن شعبنا في سوريا. أم ترى أنّهم اختاروا الزمان والمكان المناسبين لبدء معركة المطالبة بحقوق شعبنا..!
وعندما انضم حزب الاتحاد السرياني إلى هيئة التنسيق للتغيير الوطني الديمقراطي، رأت المنظمة في ذلك خطوة إيجابية متقدمة، وأكدّت لهم أن تواجد تنظيمات شعبنا في أطر المعارضة المختلفة، يساهم في تعزيز مطالبنا القومية، ومع ذلك فقد وردتنا معلومات من بعض أصدقائنا في المجلس الوطني السوري، بأنّ حزب الاتحاد السرياني قام بمحاولات للانضمام إلى المجلس الوطني السوري رغم وجوده في هيئة التنسيق.
إن تقديم حزب الاتحاد السرياني نفسه بأنّه الوحيد المدافع عن حقوق شعبنا يجافي الحقيقة، ويندرج في إطار تضخيم الذات التي اعتدنا عليها، ويعبَر عن نزعة إقصائية وغير واقعية. لهذا فإنّنا ندعو الإخوة في قيادة الدورونويي إلى التحليّ بالواقعية والموضوعية، وبقدر قليل من التواضع، والكفّ عن المزايدات والإثارة الكلامية، وتشويه الحقائق التي لم يعد بالإمكان إخفاءها في عصر الانترنيت. فإذا أرادوا إعادة تعويم أنفسهم، وتقديم أوراق اعتماد للمعارضة يمكنهم سلوك غير هذا الطريق.
ختاماً ـ إنّ المنظمة الآثورية الديمقراطية بما لها من رسوخ وتجذّر في الساحتين القومية والوطنية، وبما تملك من إرث وخبرة في التعاطي مع كلّ المواقف والحالات، تؤكّد أنها لن تصرف جهودها في سجالات ومهاترات عبثية، وفي الوقت ذاته لن تتوانى عن كشف الحقائق للرأي العام ليحكم بنفسه على صحّة هذا الموقف أو ذاك. لهذا تدعو أعضاءها ومؤيديها إلى عدم الانجرار إلى أيّة سجالات ومهاترات مع أيّ حزب من أحزاب شعبنا بما في ذلك حزب الاتحاد السرياني، لأنّ هذا ليس من أخلاقيات المنظمة أو ثقافتها، كما لا يخدم قضيتنا القومية التي تقتضي بناء أفضل العلاقات مع جميع أحزاب ومؤسسات شعبنا. وفي الوقت ذاته، فإنها تتوقع أيضاً من قيادة حزب الاتحاد السرياني، العمل على مراجعة نهجها وتصحيح سلوكها تجاه المنظمة، والمبادرة إلى الاعتذار منها على الإساءات التي حاولت إلحاقها بالمنظمة. ونؤكد أن استمرار هذا النهج، لن يخدم قضية شعبنا، ولا قضية الحريّة في سوريا، بل على العكس، يلحق أفدح الأضرار بالعمل القومي في مرحلة مفصلية، تفرض على الجميع الارتقاء فوق أنانياتهم الحزبية الضيقة وتجاوز مصالحهم الآنية.
الاحد 8 نيسان 6762 اشورية
2012 ميلادية
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب الإعلامي