بيان المنظمة الاثورية الديمقراطية بمناسبة عيد استقلال سوريا

ADO- خاص: يحتفل الشعب السوري في السابع عشر من نيسان من كل عام، بعيد إستقلال سوريا عن المستعمر الفرنسي، بعد نضال دام أكثر من خمسة وعشرون عاما، شارك فيه الشعب السوري بجميع أطيافه ومكوناته.

يتزامن عيد الاستقلال للمرّة الثانية على التوالي، مع ثورة الشعب السوري التي يخوضها ضد نظام الاستبداد والأمن والفساد، مطالباً بالحرية والكرامة، ولكن هذه المرّة يطالب بحريته من نظام ديكتاتوري جثم على صدره لأكثر من أربعة عقود، عانى فيها السوريون من كلّ أشكال الظلم والقمع وانتهاك كرامة الإنسان، وفرّط فيها بكل قيم ومعاني الاستقلال التي كافح من أجلها السوريون ضد المستعمر، وجعل البلاد عرضة لكلّ أشكال التدخل الخارجي، بما تحمل من مخاطر تهدّد وحدة واستقلال البلاد.

رغم كلّ التضحيات التي قدّمها الشعب السوري العظيم، فإنّ المبادرات والحلول المطروحة من المجتمع الدولي والجامعة العربية، كانت دون طموحاته، ولم ترتق إلى مستوى التضحيات الكبيرة التي قدّمها، وتأتي مبادرة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان بمثابة الفرصة الأخيرة لإيجاد تسوية سلمية لهذه الأزمة التي استمرّت أكثر من ثلاثة عشر شهرا، وهذا يقتضي اتخاذ مواقف حازمة من المجتمع الدولي لإجبار النظام على تطبيق كافة بنود هذه المبادرة، لوضع حدّ لآلام الشعب السوري، وتأمين الانتقال السلمي والآمن من نظام الاستبداد إلى دولة علمانية ديمقراطية تستجيب لتطّلّعات كل السوريين في الحرية والعدالة والمساواة.

إنّ مشاركة المنظمة الآثورية الديمقراطية، في الثورة السلمية للشعب السوري،تأتي انسجاما مع نهجها الوطني، وتعبيرا عن التزامها المبدئي بقضايا الشعب السوري الطامح إلى إنهاء الاستبداد، وبناء دولة ديمقراطية حديثة تكون لكل مواطنيها من عرب وآشوريين سريان وأكراد.. مسلمين ومسيحيين، دولة القانون والمؤسسات والمواطنة المتساوية، والشراكة الوطنية الحقيقية المستندة إلى الإقرار بحالة التنوّع القومي في البلاد، والاعتراف الدستوري بالشعب الآشوري السرياني، وببقية المكوّنات الوطنية، وضمان كافة حقوقهم في إطار وحدة سوريا أرضا وشعبا.

إنّ المرحلة التي تمرّ بها البلاد تتطلّب من جميع أطياف الشعب السوري، العمل معا من أجل استعادة قيم ومعاني الاستقلال، والتوحّد خلف مطالب الثورة، وتكثيف المشاركة في التظاهر السلمي، حتى تتحقّق أهدافها في الحرية والديمقراطية، كما تفرض على قوى المعارضة الوطنية تجاوز خلافاتها وتناقضاتها الآنيّة، وتعزيز تلاحمها مع قوى الحراك الثوري من أجل ترسيخ الأهداف والشعارات التي ارتكزت عليها الثورة عند انطلاقتها، وتعزيز عناصر قوتها الكامنة في سلميتها وبعدها الوطني الشامل.

إنّ فجر الحرية آت لا محالة، فما من شعب انتفض إلاّ ونال ما أراد، وفي هذه الذكرى الغالية، ذكرى عيد الاستقلال الوطني نتوّجه بتحية إكبار وإجلال إلى شهداء الاستقلال وشهداء الثورة السورية ( مدنيين وعسكريين) وكلّ من قضى في سبيل الحرية والكرامة.

عاشت سوريا حرّة وديمقراطية

الاحد 15 نيسان 6762 اشورية
                2012  ميلادية

المنظمة الآثورية الديمقراطية
هيئة فرع سوريا