الرئيسية / اخبار اشورية / كلمة المنظمة الآثورية الديمقراطية التي ألقيت في مؤتمر المعارضة السورية في استانبول

كلمة المنظمة الآثورية الديمقراطية التي ألقيت في مؤتمر المعارضة السورية في استانبول

ADO- خاص: بداية.. وقفة إجلال وإكبار لأرواح شهداء شعبنا العظيم، وتمنياتنا للجرحى بالشفاء العاجل، والحرية للأسرى. ونأمل أن يكون هذا اللقاء عاملاً حاسماً في إنهاء معاناة شعبنا.

أيها الأخوة والأخوات
ككل شعوب العالم، من حق الشعب السوري أن يطمح إلى حياة حرة كريمة، ونظام ديمقراطي قائم على أسس المواطنة الحقة، ومبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص واحترام حقوق الإنسان، سواء كان فرداً أو جماعة، وفق الشرائع والمواثيق الدولية. وكذلك نبذ كل سلوك لايحترم هذه المبادئ ويجنح إلى التمييز بين المواطنين على أساس الدين أو العرق أو اللغة أو الجنس أو أي نوع آخر من أشكال الانتقاص من إنسانية الفرد أو مواطنيته. من هذا المنطلق، وعلى هذا الأساس قامت ثورة شعبنا السوري ضد نظام القمع والاستبداد.

وقد شاركت المنظمة الآثورية الديمقراطية ممثلة للآشوريين السريان منذ البداية في هذه الثورة، وفي كل جهود المعارضة داخل البلاد وخارجها. ومازالت تشارك بفعالية في كل جهود شعبنا السوري بكل مكوناته وفئاته للإطاحة بهذا النظام القاتل، وبناء الدولة العصرية، سوريا المستقبل، التي لايمكن أن تكون إلا وطناً واحداً موحداً لكل أبنائها على قدم المساواة بدون محاباة أو تمييز لأي فرد أوفئة على حساب الآخرين. دولة مدنية ديمقراطية يكون فيها القانون هو السيد والحكم، ولكلمته القول الفصل في أي أمر. دولة تحفظ للمواطن كرامته وتحترم إنسانيته، وتعمل على بناء مستقبل واعد يضمن له وللأجيال اللاحقة الأمن والاطمئنان والرقي والتقدم .

إخوتي أخواتي
دأبت المنظمة الآثورية الديمقراطية وهي تعبر إلى النصف الثاني من عقدها السادس من عمر نضالها الدؤوب من أجل الوجود والحرية، دأبت على أن تقف عند كل منعطف من تاريخها النضالي الطويل لتطرح أسئلة واجبة عن المستقبل الذي يتوجب علينا أن نصنعه لوطننا ولأنفسنا، وما يمكن أن نورِّثه لأجيالنا القادمة. ولم تكن الأجوبة يوماً بمثل ماهي عليه اليوم من الأهمية والإلحاح، لأن الوطن، وطننا جميعاً يغرق اليوم بدماء الشهداء من كل الأطياف والتيارات والمذاهب. ولا مجال للتلكؤ لأن كل قطرة دم طاهرة أريقت على ترابه، تحمِّلنا نحن أطياف المعارضة المجتمعة هنا، المسؤولية التاريخية التي لامفر لنا من الارتفاع إلى أعلى مستويات الإحساس بها، والتلاقي عند المبادئ الأساسية التي صيغت في وثيقة العهد الوطني لتكون الجواب الشامل والوافي على كل التساؤلات وأولها وأهمها: أيّ وطن نريد لنا ولأجيالنا من بعدنا؟ هذه الوثيقة التي ترسم لنا حدود طموحات 23 مليون من أبناء سوريا، ستشكل أهم وأنصع الصفحات في تاريخ سوريا الحديث.

وما علينا إلا أن نعرف كيف نبني وطناً واعداً على أكتاف هذه الكلمات. لقد تعاقد شعبنا السوري عبر تاريخه الطويل وبكل مكوناته وأطيافه، عقداً غير مكتوب على التعايش بمحبة ووئام ومودة وتفاعل حضاري بين كل المكونات والأطياف. ولم يعرف طوال قرون مديدة أية حالة انتهاك لهذا العرف الخالد في التعايش والتعامل مع الآخر المختلف من أبناء هذا الوطن بكل احترام وتقدير. ولم تنتهك هذه القيم والأعراف إلا في عهد هذا النظام الذي لم يستمر إلا بسياسة التمييز والقهر وامتهان كرامة الإنسان وإذلاله.

نحن الآشوريون السريان كمكون أساسي وأصيل من مكونات المجتمع السوري نؤمن بأن الاضطهاد المزدوج الذي عانيناه في عهد هذا النظام شكل حاجزاً مانعاً للالتقاء والتفاعل بين أبناء الوطن الواحد. ويتوجب علينا لإزالة هذا الحاجز أن يتم الاعتراف الدستوري بحقوقنا كمجموعة إثنية عريقة وأصيلة لها بصماتها الحضارية التي لايمكن أن تمحى في تاريخ هذه البلاد وكينونتها. وهذا لانقبله عطفاً أو هبة تمنح لنا . وإنما نعتبر هذا الاعتراف حقاً أساسياً من حقوقنا الطبيعية دون أن ينتقص هذا من حقوق الآخرين. أو أن يكون على حسابهم، أو أن يمس بوحدتنا الوطنية أرضاً وشعباً. لابل نؤكد على أن هذا الاعتراف الدستوري بحقوقنا سيعزز وحدتنا الوطنية ويقوي بنيان الدولة ويزيد مجتمعنا منعة وغنى وتنوعاً.

أملنا عظيم بكم جميعاً، وعلى إيقاع ثورة شعبنا المجيدة ندعوكم باسم شعبنا السرياني الآشوري وباسم المنظمة الآثورية الديمقراطية إلى الانطلاق من هذا المؤتمر بقلب واحد وصوت واحد لفتح أبواب المستقبل المشرق، وبناء الوطن الذي نريد ونشتهي.

وشكراً لاستماعكم.

الاربعاء 28 أذار 2012

شاهد أيضاً

المنظمة تهنئ بمناسبة الذكرى 175 ليوم الصحافة الآشورية

31-10-2024 بمناسبة حلول الأول من تشرين الثاني، يوم الصحافة الآشورية، والمتمثل بالذكرى الخامسة والسبعين بعد …