ADO – PNA: ذكر مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية السورية المعارضة كبرئيل موشي كورية، السبت، أن منظمته تطالب السلطات بالاعتراف الدستوري بالشعب الكلداني السرياني الآشوري كشعب أصيل وضمان كافة حقوقه أسوة بجميع المكونات المتعايشة في البلاد.
وقال كورية خلال مقابلة مع وكالة بيامنير للانباء "جاء انخراط المنظمة في المعارضة الوطنية السورية انسجاماً مع مبادئها وبرنامجها السياسي، لهذا وبشكل طبيعي انحازت منذ البداية لمطالب الشعب السوري في الحرية والديمقراطية إيماناً منها بأن تحقيق مطالب الشعب الكلداني السرياني الآشوري، لا يمكن أن يتم في ظلّ الاستبداد والديكتاتورية، وإنّما من خلال دولة ديمقراطية عصرية".
وأوضح أن "المنظمة الآثورية الديمقراطية تعمل من أجل بناء دولة ديمقراطية علمانية، تقرّ بالتنوّع القومي والديني والثقافي، وتحترم حقوق الإنسان، وتتحقق فيها الشراكة الكاملة المبنية على أسس العدالة والمساواة.
وعلى الصعيد القومي تطالب بالاعتراف الدستوري بالشعب الكلداني السرياني الآشوري كشعب أصيل، واعتبار لغته وثقافته، لغة وثقافة وطنية، وضمان كافة حقوقه أسوة بجميع المكونات، وذلك ضمن إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباً".
وبخصوص سؤال حول وجود تخوّف عند أبناء الأقليات من ثورات الربيع العربي، قال "الخوف برأيي لا يقتصر على أبناء الأقليات فقط، فالكثيرين من أبناء الأغلبية أيضاً تنتابهم مخاوف مماثلة، تتعلق بالخشية من الفوضى المحتملة التي قد تنتج عن هذه الثورات، في الوقت الذي يتطلّع فيه الجميع إلى بناء دولة حديثة تؤمّن الاستقرار والازدهار لمواطنيها". وأضاف "بالعودة إلى الهواجس التي تراود أبناء الأقليات عموماً، والمسيحيين خصوصاً، فهي في قسم كبير منها مخاوف مشروعة، وتلقى كل التفهّم من قبلنا.
ويربط الكثيرون مخاوفهم بالتجربة العراقية التي مثلت اختياراً قاسياً وكارثياً للوجود المسيحي في بلاد الرافدين، ونسبياً بالتجربة المصرية والتوترات القائمة بين الأقباط والمسلمين، والخوف من الفوضى، وكذلك الخشية من بديل الأنظمة القائمة، والذي يجزم الكثيرون بأنه سيكون بديلاً إسلامياً متطرفاً". وتابع "هذا برأيي لا يشجّع على الانخراط في الثورات، ويوفر الأسباب للتوجس منها والإحجام عن المشاركة فيها.
من هنا يأتي الإلحاح المستمر من قبل أبناء الأقليات على طلب الضمانات من الغالبية بمراعاة هواجسها وحقوقها". ورأى أن "الاستسلام للمخاوف ليس حلاً، والركون إلى العزلة لن يوقف مسار الثورات، ولا يوفرّ الضمانات المطلوبة. فقبل كل شيء لابد من الاقتناع بأن التجارب المريرة في في العراق وغيرها والآثار الضارة الناجمة عنها، إنّما هي نتاج الاستبداد والذهنية المتولّدة عنه، وأنّ الاعتقاد بتوفير الحماية في كنف الاستبداد والديكتاتورية هو وهم زائف.
وأنّ الضمانة الحقيقية لتبديد هذه المخاوف هو في انخراط أبناء الأقليات في عملية التغيير الوطني الديمقراطي من موقع الشريك الكامل مع كافة أبناء المجتمع". وزاد "تقع على القوى السياسية ولاسيما قوى الإسلام السياسي مسؤولية إزالة هذه المخاوف، من خلال التعهّد بالالتزام المطلق بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، وبناء دولة مدنية ديمقراطية يتم فيها تحييد الدين عن الخير السياسي العام، ومراعاة حقوق الأقليات، وتوفير الحريات الأساسية للجميع، مع توفير شروط المواطنة المتساوية للجميع بغض النظر عن الدين والعرق والجنس". وبشأن علاقة الآشوريين بالكرد، أوضح كورية أن "الآثوريين يحتفظون بعلاقات إيجابية مع كافة شركائهم وإخوتهم من عرب وكرد.
وعلاقاتنا كمنظمة مع الإخوة الكرد وتنظيماتهم السياسية، تعزّزت كثيراً خصوصاً في السنوات الأخيرة، بعد أن شاب هذه العلاقة شيء من التوتر والفتور لأسباب بعضها طارئ، وبعضها يعود لرواسب الماضي". ووأردف أن "العلاقة مع كافة الأحزاب الكوردية في سوريا هي علاقة وثيقة وتقوم على الاحترام المتبادل ويجمع بيننا الكثير من الرؤى و التطلعات المشتركة، وهناك تشاور وتنسيق على كافة الصعد الاجتماعية والسياسية، وبشكل خاص على الصعيد الوطني لرفع الغبن والحرمان والتهميش الذي لحق بالشعبين الكوردي والسرياني الآشوري". وهناك العديد من الأطر التحالفية الوطنية التي تجمعهما معاً.
ونسعى معاً للإرتقاء بهذه العلاقات، وعدم حصرها في مجال النخب فقط، وإنما تطويرها وتوسيعها لتشمل المستوى الاجتماعي والشعبي أيضاً، خدمة لمصالح الشعبين وتعزيزاً للوحدة الوطنية". وحول نظرته إلى الثورة في سوريا، قال كورية "نعتقد بأن الشعب السوري قد حسم أمره، ولاعودة إلى الوراء. وبالرغم من الآلام والصعوبات التي تحمّلها والتي قد يتحمّلها مستقبلاً جرّاء الهجمة الأمنية الشرسة التي يتعرض لها، فإنه سيمضي في ثورته السلمية إلى النهاية حتى تتحقق أهدافه في الحرية والكرامة، وبناء دولة مدنية حديثة، تقوم على حكم القانون والمؤسسات، واحترام حقوق الإنسان، وتتحقق فيها الشراكة الكاملة، وتكون لكل مواطنيها. دولة متصالحة مع شعبها، دولة تتفاعل إيجابياً مع جوارها، وتشكّل عامل استقرار على الصعيدين الاقليمي والدولي".
ووفقا لكورية، فقد تأسست المنظمة الاثورية الديمقراطية في الخامس عشر من تموز عام 1957 في سوريا، وتحديدا في مدينة القامشلي. وهي تناضل من أجل الحفاظ على الوجود والهوية القومية للشعب الكلداني السرياني الاشوري في الوطن، وضمان كافة حقوقه القومية في إطار وحدة البلاد التي يعيش فيها. وتتبنى النهج السلمي الديمقراطي في الوصول إلى أهدافها، وتقوم مبادؤها على نبذ العنف والتعصب والتطرف و الديكتاتورية. وساحة نضالها الأساسية هي سوريا، ولها فروع في أوربا وأمريكا.
وكبرئيل موشي كورية من مواليد مدينة القامشلي عام 1962 – متزوج وله أربعة أولاد. خريج كلية الهندسة الزراعية – جامعة حلب عام 1984. مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية. عضو الأمانة العامة لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي. كاتب وباحث باللغتين العربية والسريانية، وعضو رابطة نصيبين للأدباء السريان.
م.ش م ح
السبت 21 كانون الثاني 2011