الرئيسية / اخبار اشورية / كلمة المطران متى روهم التي آثيرت حولها شائعات استدعائه للتحقيق من قبل الأمن السوري

كلمة المطران متى روهم التي آثيرت حولها شائعات استدعائه للتحقيق من قبل الأمن السوري

ADO – عنكاوا.كوم: ينشر موقع "عنكاوا كوم" نص الكلمة التي ارتجلها نيافة المطران مار أوسطاثيوس متى روهم مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس في دير السيدة العذراء في تل ورديات، بتاريخ 6/11/2011 في أمسية الصلاة لأجل ســوريا، وقد آثير حول هذه الكلمة الكثير من الشائعات ومنها استدعائه إلى أحد الفروع الامنية للتحقيق معه.

وكان نيافة المطران، نفى تلك الشائعات في اتصال اجراه معه الموقع وجرى نشره في وقت سابق بعنوان "المطران متى روهم يردّ على خبر استدعائه للتحقيق من قبل الامن السوري".

نص كلمة المطران…
نشكر أحبائي الذين أقاموا هذه الصلوات التي نرفعها جميعاً إلى الرب الإله , صانع الكون , وخالق البرايا, ومدبّر الحياة، حتى يرعانا ويرعى سورية , شعبها وأولادها، شيوخها ونساءها ورجالها. من أجل أن يسود السلام، من أجل أن تنتهي هذه الأزمة , ويطلع لنا فجر جديد يسود فيه العدل والمساواة والسلام والخير لجميع الناس. الأزمة في سورية أحبائي هي أزمة عدل، العدل بكافة أنواعه. عندما يسود العدل على الناس يعمّ السلام. عندما يزول الظلم عن الناس ويسود العدل عليهم , يعمّ السلام. العدل ليس شكلاً واحداً، العدل أشكال متعددة. المرأة أحياناً تشعر في مجتمعها أنها مظلومة. الفقير يشعر بنفسه مظلوماً. الكبار في السن الذين لا تتأمّن لهم لقمة العيش بعد تعب وشقى سنين , أيضاً يشعرون بأنهم مظلومون.

فقدان العدل في المجتمع يسبب كثيراً من الأزمات في الحياة. أعني الأزمات السياسية والاقتصادية التي تنتج عنها الحروب بسبب فقدان العدل. أمم تهتز، ممالك تتغير، حكومات تتبدّل عندما يكون العدل مفقوداً. عندما تتحكّم طبقة قليلة من الناس بمصير شعب، وبخيرات وثروات البلد. كلما كانت القلة القليلة من أغنياء العالم , أينما كانوا , وفي أي دولة، طالما يتحكمون بمقدرات وثروات أوطانهم , تزيد طبقة الفقراء والجياع والمساكين. فتشعر هذه الطبقة بنفسها بأنها مظلومة، فتحاول بأية طريقة من الطرق لأن تحصل على جزء من حقوقها. اليوم العالم كله يهتز وليس فقط سورية.

هناك أنواع من الهزّات . وإذا كنتم تتابعون التلفزيون ترون مظاهرات تكون قريبةً دائماً من مراكز البورصة في العالم. رأيناها في لندن ونيويورك ومناطق كثيرة من العالم. ففقدان العدل هو المشكلة في سورية. عندما يتحقق العدل تنتهي المشكلة. الخوف هو دائماً من المستقبل، ماذا ممكن أن يحدث؟. كل شيء ممكن أن يحدث، ولكن دائماً هناك شيء ممكن أن يتمسّك به الإنسان , هو الإيمان بالمحبة والإيمان بالسلام، أن نزرع بذور المحبة والسلام أينما ذهبنا. أعداء البلد أيها الأحباء هم أشكال متعددة. ففي الحياة النسكية الشياطين ليسوا شكلاً واحداً، بل أشكال مختلفة، يعني هذا الكلام أن الأرواح الشريرة هي أشكال وليست شكلاً واحداً. هناك أرواح تحث الإنسان على محبة المال، على الإغراءات في الحياة , وتشوه جمال الإنسان. هناك إغراءات مثلاً للرهبان الذين في الصوامع، أن يخرجوا من صوامعهم. واليوم أعداء سورية ليسوا شكلاً واحداً بل أشكال متعددة. ه

ناك أعداء في الداخل ينهبون ثروات البلد، والذين يتسلطون على رقاب الناس، الذين يصادرون حرية الناس. هؤلاء خطرهم أكبر من الخارج. الذين في الخارج هم معروفون، ولكن المشكلة عندما يكون هؤلاء في داخل البلد يحتكرون مادة , وآخرون يرفعون الأسعار على الفقير. المسؤول الذي في الدولة يجب أن يخدم الناس بدلاً من أن يخدمه الناس، لا أن يستعمل سلطته للتحكم بقرارات وحياة الناس. هذا كله ظلم، وعندما يزول هذا الظلم يسود العدل والسلام. نحن لو كان عندنا في داخل سورية عدل موجوداً، فإن العدو الخارجي لا يقدر على التأثير علينا. فسورية أمانة في أعناقكم أنتم. كل واحد في مكانه من الكبير إلى الصغير. سورية أمانة في أعناق الجميع كل واحد حسب درجته ومكانته.

سورية أمانة في أعناقنا جميعاً . كل واحد منا عندما يكون مواطناً صالحاً، عندما يربي أولاده تربية صالحة , ويقوم بوظيفته بكل إخلاص ونزاهة وحكمة وعدل. لو كانت سورية تسير بهذا الشكل لما كانت اليوم لقمة سائغة لمؤامرات وأعداء خارجيين. الذي أوصل سورية إلى هذه الدرجة التي فيها سفك دماء هنا وهناك, واقتتال على السلطة سوف يعطون حساباً أمام الله . والإنجيل يقول: الويل لمن تقع على يديه العثرات والشكوك. الأمانة ثقيلة وهي أمانة، ولهذا يجب أن نحافظ عليها.

سورية أمانة وضعها اللّه في أعناق الجميع وفي أيدي الجميع. علينا أن نسلك بخوف الله. تذكرون في هذه الصلاة التي تُليَت على مسامعكم خلال هذا المساء. هناك توصية من الرسول بولس إلى السادة، توصية بالعبيد, توصية للسادة أن يسلكوا بالعدل مع العبيد. فالعدل هو أساس المُلك. هكذا يكتبون على دوائر العدل والمحاكم «العدل أساس المُلك». عندما يزول العدل يزول المُلك، وكلما كان العدل راسخاً، كان المُلك راسخاً. نصلي جميعاً لأجل أن يحفظ الله البشر في العالم وفي سورية. أن يحمي سورية من الحروب، أن يحمي بقية أنحاء العالم من الكوارث الطبيعية وخاصة هذه الكوارث التي نراها في شرق آسيا في تايلاند.

وهناك زلازل تحدث في مناطق واسعة من العالم, كما هناك انهيارات وعواصف. نصلي أن يحفظ الله الإنسان مهما كان لونه ودينه وعرقه. نصلي من أجل هذا الإنسان الذي خلقه اللّه على صورته ومثاله أن يحميه الله وأن يعطيه خيراً وعدلاً. فلنرفع جميعاً في هذه الأمسية السهرانة عند الختام, وهي الصلوات الخاصة للمحن, لكي بشفاعة صلوات السيدة العذراء تعم المحبة والسلام . والنعمة معكم.

الاثنين 12 كانون الأول 2011

شاهد أيضاً

المنظمة تهنئ بمناسبة الذكرى 175 ليوم الصحافة الآشورية

31-10-2024 بمناسبة حلول الأول من تشرين الثاني، يوم الصحافة الآشورية، والمتمثل بالذكرى الخامسة والسبعين بعد …