ADO – رويترز: قالت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان ان خمسة الاف شخص قتلوا خلال الاضطرابات التي تشهدها سوريا منذ تسعة اشهر في حين بدأ تمرد مسلح يطغى على الانتفاضة التي كانت في البداية احتجاجات شوارع سلمية ضد حكم الرئيس بشار الاسد المستمر منذ 11 عاما.
وقالت بيلاي لمجلس الامن التابع للامم المتحدة ان عدد القتلى يزيد ألفا عن العدد السابق قبل عشرة أيام. وذكرت ان هذا الرقم يشمل مدنيين ومنشقين عن الجيش ومن أعدموا لرفضهم اطلاق النار على المدنيين لكن ليس الجنود أو افراد قوات الامن الذين قتلتهم قوات المعارضة.
وتقول الحكومة السورية ان أكثر من 1100 من أفراد الجيش والشرطة وأجهزة الامن قتلوا. وقالت بيلاي ان ممارسات سوريا من الممكن ان تمثل جرائم ضد الانسانية وأصدرت دعوة جديدة للمجلس لاحالة الوضع الى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت بعد الجلسة التي تم الترتيب لها رغم معارضة روسيا والصين والبرازيل "كان اكثر التقارير ترويعا التي حصلنا عليها في مجلس الامن على مدى العامين المنصرمين." وسيساعد هذا الارتفاع الحاد في عدد القتلى على تعزيز حجة من يطالبون بالتدخل الدولي لوقف اراقة الدماء في سوريا. ويواجه الاسد (46 عاما) اكبر تحد لحكمه من الانتفاضة التي اندلعت في مدينة درعا بجنوب البلاد يوم 18 مارس اذار.
وفشلت حملة أمنية دموية في وقف الانتفاضة التي أصبحت اكثر دموية خلال الاشهر القليلة الماضية مع انضمام جنود منشقين لمدنيين مسلحين في صد الهجمات ببعض المناطق. وفي أحدث واقعة عنف قال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ان قوات الامن قتلت بالرصاص فجر يوم الثلاثاء 11 شخصا وأصابت 26 اخرين في ادلب وهي مركز للاحتجاجات في الشمال.
وفي محافظة حمص وقع انفجار في خط أنابيب للغاز مما أدى الى اشتعال النار به يوم الاثنين ليصبح ثاني خط للانابيب يتعرض لانفجار في المنطقة في غضون أسبوع واحد. وقال أحد السكان ذكر ان اسمه أبو خلف "أضاء الحريق السماء ليلا."
وفي نيويورك قال مبعوثون غربيون لمجلس الامن ان الافادة التي قدمتها بيلاي امس مروعة وقالوا ان من المخزي عدم اتخاذ المجلس الذي تكبله معارضة الصين وروسيا اجراء يذكر ضد سوريا.
وقالت بيلاي طبقا لنص مكتوب لوقائع الجلسة اطلعت رويترز على نسخة منه "تظهر أقوال مستقلة ذات مصداقية مدعومة بالادلة أن هذه الانتهاكات وقعت في اطار هجوم واسع النطاق ومنهجي على المدنيين." وقال السفير الفرنسي جيرار ارو "انه أمر مخز أن المجلس… عجز عن اتخاذ اجراء لممارسة الضغط على السلطات السورية بسبب معارضة بعض الاعضاء وعدم اكتراث اخرين."
وقالت بيلاي ان هناك أنباء عن احتجاز نحو 14 ألف شخص الى جانب 12 ألفا لجأوا الى دول مجاورة فضلا عن نزوح عشرات الالاف داخليا واشارت الى "تقارير مقلقة" عن خطوات اتخذت ضد مدينة حمص. وقال فيتالي تشوركين سفير روسيا انه يشعر بانزعاج شديد من تقرير بيلاي لكنه قال ان التدخل الخارجي من الممكن أن يؤدي الى حرب أهلية وسقوط قتلى بأعداد أكبر كثيرا.
وكرر اتهامات بأن دولا غربية دخلت في "طور تغيير النظام" مضيفا "المأساة هي أنه في حالة السماح بتدهور الاوضاع واتجاهها صوب المزيد من الاستفزاز واشعال المزيد من المواجهات فربما يكون هناك مئات الالاف من القتلى
الثلاثاء 12 كانون الأول 2011