ADO – عنكاوا كوم ـ سوريا ـ خاص: قال راعي الكنيسة الكلدانية في القامشلي الأب سمير كانون في حديثه لموقع "عنكاوا كوم" ان "الناس يستقبلون ميلاد الطفل يسوع في ظروف خاصة تمرّ بها منطقتنا العربية، وهذا الاستقبال يشوبه كثيرٌمن الأفكار والتعاليم التي لا تتلاءم وأفكار وتعاليم السيد المسيح"، فيما اشار الى ان "الحوار بين الاطراف هو الحل للأزمة السورية، للوصول الى دولة حديثة مبنية على الديمقراطية واحترام حقوق الانسان.
واضاف الاب كانون ان "المخلص الذي حمل بشرى الخلاص للعالم ولد فقيراً، بسيطاً، ومتواضعاً. ولكن العالم اليوم يريد فادياً ارستقراطياً يخلص الأغنياء دون الفقراء"، متسائلا "هل لم نعد نطيق الفقر والفقراء؟ هل نريد انجيلاً جديداً، وفادياً ارستقراطيا، يحملان لنا قيم السوق في رداء مسيحي؟ هل نريد مخلصاً يلبي طموحاتنا الاستهلاكية في كل شيء؟".
واضاف "إنها عقلية تعيد قراءة المسيحية بصورة برجوازية، والدليل على ذلك أنهم يحتفلون بمظاهر البذخ في الملبس، والمأكل، والاحتفالات. وهم على يقين أن ملايين الأطفال في بلداننا يموتون جوعاً، وإهمالا وانتهاكاً لكرامتهم". وحول معاني تجسد الطفل يسوع، اشار الاب كانون إلى ان "تضامن الله مع الإنسان المهمش، والمتألم في حريته، وكرامته، وإنسانيته التي خلقها الله على صورته كمثاله".
وحول الأوضاع التي تمرّ بها سوريا، أشار الأب كانون إلى أنها " تدعو الكنيسة للتفكير والتأمل لتكّون لها دور من وحي إيمانها بمؤسسها ومعلمها يسوع المسيح". وأكد بأن " المسيحيين في سوريا هم أبناء هذا الوطن الغني بشعبه، وموقعه الجغرافي، وإنجازاته الحضارية عبر التاريخ.
ولا بدّ أن يستمر المسيحييون في لعب دورهم الحضاري الإنساني، منهم كالخميرة في العجين، وكالملح في الأرض، وهذا الملح، وهذه الخميرة التي يجب أن تتضامن مع معاناة وهموم وأحلام وطموحات هذا المواطن المحتاج إلى احترام كرامته، وحقوقه في التعبير عن أفكاره وآرائه، وهذا ما أكد عليه البيان الختامي لسينودس الأساقفة من أجل مسيحيي الشرق المنعقد في الفاتيكان العام الماضي" على حد ذكره".
وقال ان الطريق الوحيد لحلّ كل الأزمات، وخاصة الأزمة السورية، هو "الحوار بين جميع الأطراف، للوصول إلى دولة حديثة مبنية على الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان". وبينّ في ختام كلامه، ضرورة تكريم وتذكر "الشهداء الذين قدموا حياتهم في سبيل كرامتهم وحريتهم من مدنيين وعسكريين".
وتمنى الأب سمير كانون راعي الكنيسة الكلدانية في مدينة القامشلي السورية أن يشع نور السيد المسيح في ذكرى ميلاده على قلوب الجميع، وأن يجلب المحبة والرجاء، ويمنح السّلام لبلدنا سوريا والعراق، وجميع بلدان العالم." وخصوصاً في هذه الأيام.
الثلاثاء 27 كانون الأول 2011